وحدة على صبر قد يؤديان الى القبر

رغما عنها تجد ياقوت نفسها متعلقة بنبتة ذابلة أو قطة جائعة عابرة فتجدّ في الاعتناء بهما لتشغل فؤادها الفارغ بإعادة الحياة اليهما .

تنظر الى أسطح البيوت المقابلة فترى حبل الغسيل تغطيه ثياب صغيرة جميلة ...تراها تكبر يوما بعد يوم.

تسمع صراخ الرضع بالليل و النهار و تكبر معهم حتى تسمع لعبهم الصاخب في الشارع .

حاولت مرارا لفت انتباه زوجها لضرورة تبني طفل يملأ أرجاء البيت بضيائه و يخلصها من عتمتها القاتلة التي دامت أكثر من عقد في انتظار عطاء الله و لكنه أبى .

يقول ان في للجينات مصائب و علل تمنعه من تقبل و استقبال طفل لا هوية له فمن يدري ابوه من و أمه من ؟ قد يكون أحدهما مجرما خطيرا أو لصا محترفا ، من يدري؟

راح يدعّم كلامه بسرد عديد القصص عليها مما يدمي القلب ،عمن تبنوا أطفالا ثم وجدوا شرا شنيعا جزاء ما صنعوا .

حاولت اقناعه بعد أن أضناها الجهد أن الولد ثمرة التربية لا أكثر و لا يمكن الحكم على الناس من خلال تجربة فاشلة لكنه أصم أذنيه عنها.

حاولت اثبات جدارتها في صنع جيل صالح ببركة الله ثم بيديها و على عينها ولكنه لم يصغ.

راح يختلق لها ألف سبب و سبب من ضنك العيش و ضيق المأوى و ضياع الغد فردت أن الله يرزق من يشاء بغير حساب و قد يوسع الله عليهما بفضل ايواء يتيم لكنه تعنت و رفض.

بكت دموعا حارة و سألته بأغلى عزيز أن يخلصها مما هي فيه فأشترى لها حاسوبا للتسلية و كي تكف عن التطلب .