قتل مع سبق الاصرار و الترصد......بقلمي

منذ ليلة البارحة لم يغمض لي جفن و لا ارتاح لي بال و انا احمل هذا السر الكبير بداخلي .

كيف لي ان اصطبر و الزم الصمت و قد رأيته بأم عيني و هو يتقدم الى المسكين يتهدده حينا و يتراجع حينا آخر .

كنت محظوظة اذ لم يرني و لم يسمع صدى لصوتي الأجش حين قضى عليه .

كنت كعادتي أطل من شق النافذة التي تكشف على فناء بيته أتسلى ببعض ما يمكنني رؤيته هنا أو هناك أو ما يمكنني التسمع عليه و ملأ الفراغات في رأسي حينها لأتم الجمل الناقصة فتؤول الى مفيدة و أسامر بها زوجي عند عودته لأخلق أجواء صفاء وأضفي عليها بعض المرح .

كنت هناك شاهدة على جرمه و قد ظننته من قبل مسالما وديعا فكم واجه من قبح طباع زوجته و ما غضب و كم أهلكه طبع حماته فما عتب و أما صغاره فهم صغار لا لوم عليهم و لا عجب .

رأيته يحمل سكينة كبيرة مخيفة أضاء وميضها حتى أصابني انعكاسه في عيني ،خفق قلبي و أنا أرى كل أهله حوله يشاهدون المنظر غير مبالين بما قد يحدثه و بدل تهدئته راحوا يشجعونه على القتل ؟

أو جهارا نهارا يحدث كل هذا ؟ أما بينهم من عاقل يضبطه و يغيث المسكين ؟

او كلهم عليه ؟أين ذهبت الانسانية و الرحمة من قلوبهم ؟ أوحتى الأطفال يريدون سفك دمه ؟

خفق قلبي خفقانا شديدا ثم رحت أوهم نفسى أن الرجل لا بد مازح فما هو بقاتله و هو في صحن داره و أمام عياله .

قبل أن ترتد الي روحي و يطمئن قلبي ،قبل أن يرمش لي جفن رأيته يضجعه أرضا و امام عيني رأيته يحكم قبضته عليه و زوجته الشريرة تعينه ...في لمح البصر أمضى السكين على رقبته و ذبحه .

لم يستوعب عقلي تصرفه لحظتها ...أو كنت شاهدة على ذلك حقا ؟ هل جاري ذبح ضيفه حقا ؟

وقفت متصلبة للحظات لا أردي ما أعمل ؟ هل أستصرخ ؟من سيسمعني ؟ و ماذا لو تولى أمري أنا الاخرى و لست سوى امرأة ضعيفة لا حول لي و لا قوة ؟

فكرت لثوان قليلة و استجمعت فيها قواي و قررت اخبار سري لزوجي حين عودته و اذا بي اسمع خطواته قادمة نحوي و قد اقبل علي متسخ الثياب ببعض القذارة و الدماء و قد حمل سكينة باحدى يديه و رأس الكبش بالاخرى و قال لي : لقد تم الامر سبقت جاري و جريت على الاضحية قبله .

قبلته و باركت عليه عيده و انا ابكي ان صار زوجي قاتلا هو الاخر .