يذكرني اليوم بما قد كان ، فكانت اللحظات آنذاك رغم الأسى مليئة بالطمئنينة والسلام والمحبة والتفاؤل والأمان فرغم كل شيء نحن لذلك الماضي بجمال القلوب التي يضفي عليها الأمل والشعور بالمسؤولية فكنا صغاراً نلعب في الساحات ونتمشى على أرصفة الطرقات ، لا نحتاج للسفر ولم نبحث مطلقاً عن الجاني والمجني عليه لأن هناك من له الدور في تحمل تلك المسؤولية ، فما أتمناه هو الرجوع قليلاً لأستلذ بنكهة الحب التي لطالما بحثت عنها وأستنشق نسيم الصباح بسلام ، وأسهر ليلتي مع أحبتي و أصدقائي على صفاف الفرات كما أشتقت لذلك التل الذي كنت أحمل أوراقي وقلمي وأرسم لوحة شعرية من الواقع ، أرسم الحب بأنواعه حباً صادقاً ممزوجاً بالأرتياح ، ترى هل سأرى ما كنت أحلم بهِ أيام الصِبا ، أم أن ما كان في قرية جدي التي كانت في الطفولة ملعبي ، كم دغدغت نسماتها خصلات شعر ترائبي ، كم غازلتني أبنة الجيرانِ وقت المغربِ ، يا أرض جدي أين أنتي أين أنتي ، أين خبزكِ واللبن ؟،،، أشتقت لخبز التنور الطيني وناره الملتهبة من الحطب الذي كنت أضعه بيدي لتقوم جدتي حينها وتخبز الخبز الذي لا أرى حتى مثله في هذهِ الأيام ، ترى متى سيعود لنا السلام ؟! ...