مشااااآاااعر يتيمـــــــــــــــــــــــ ،، ـــــــة ..... بقلمي !

مششــــــــــــــــــــ،،ششـاعر يتيــــــــيمــــــــــــــــه

بقلمي !

وقفت مشدوهة ساعة عند الباب ، وانا افترسها بنظراتي ، بتوبها القصير الاسود وشعرها الرقيق، ووجهها النحيف الاصفر وهالات سوداء احتلت عينيها .. والاف الاسئلة تنخر عقلي .. تلخصت كلها في سؤال واحد كتمته -ماذا جاءت تفعله هنا ؟

لتقاطعني بابتسامة مخجلة - الن تدعينني للدخول ؟

ارتبكت ولم ادري ما اقول ، ونطقت بجملة ملعثمة وصوت شبه مكتوم - انا اسفة ، تفضلي .. قلت هذا وانا لازلت اسد الباب .

رافقتها لغرفتي ولم ادعوها الى الجلوس ، حتى جلست لوحدها !

-لماذا كل هذا الخوف والارتباك ؟، تساءلت في نفسي محاولة تهدئتها - هل عليا ان اسألها عن حالها ؟ ام ان كانت تريد شرب شيء؟

انسحبت من غرفتي دون ان اهمس ببنت شفة .. اعد قهوة لا اعلم حتى ان كانت ستشربها !!

لا اعلم كم من الوقت استغرقت في تحضير القهوة وكم من الوقت استهلكت في هضم فكرة وجود تلك الفتاة في غرفتي ، فنحن بالكاد نعرف بعض .. نتكتفي ببيعض النظرات والابتسامات المصطنعة .. ولكن هناك مايربطنا 'مخطوبة حبيبي السابق يوسف' انا لا اكرهها، فليس ذنبها ان يوسف وجد فيها، مالم يجده عندي .. توفي والديها منذ شهر تقريبا ..زرتها مع صديقاتي .. اكتفيت بالجلوس على طرف السرير .. لم انطق بحرف وغادرت في هدوء حتى انني اعتقدت انها لم تلاحظ وجودي اصلا ، وليس السبب علاقتها بيوسف ، فليس سرا انني لا اجيد فن المواساة ..

حملت صينية القهوة ، ودخلت بها على غرفتي ، كانت تبكي وما ان راتني حتي زادت في شدة بكائها .. ، دهشت وانتباتي الحيرة - ماذا افعل ؟ هل اسالها عن سبب البكاء ولكنه واضح .. كانت تردد كلمة ابي وامي ولماذا تركتماتي؟؟ - هل اقترب منها اعانقها..اقبلها .. اطلب منها الهدوء .. ام اطردها من غرفتي ؟؟ ام عساي احضر ورقة وقلما لاكتب شيئا لها ؟ فانا لا اعرف ماذا يقال هنا ؟ في المدرسة تعلمت كتابة رسالة ادارية .. لكنهم لم يعلمونا ابدا كتابة برقية عزاء ؟؟ .. ام ان هذه المشاعر تكتسب ولا تعلم !.

نعم القهوة ، سكبت فنجان وجلست على طرف السرير ايضا ..ارتشفه وانا اراقبها تبكي واحيانا تندب وجهها .. وكانني اشاهد فيلما مع صديقاتي اللواتي انهمرن في البكاء .. وكان على ان امثل دور الحزن ! ولطالما لم ابرع في هذا الدور ..

دق الباب ، فرصتى للهروب .. كانت صديقتي 'سارة ' ، تحمل في يديها الكتير الاكياس ، وكانت تضحك بصوت عالي وتسخر من نفسها من سقوطها على الدرج ، وتضع احدى السماعات على اذنيها ..تنتظر مكالمة من حبيها ..

همست لها واشرت بيدي - اششش 'اليتيمة هنا'

استغربت سارة الامر وربما تساءلت مثلي - ماذا جاءت تفعله هنا !!

لكن ردة الفعل كانت مختلفة كل الاختلاف ، بمجرد ماولجت سارة الغرفة حتى اكتست ملامحها المرحة ثوبا من الحزن والدموع، عانقتها .. قبلتها .. طلبت منها الهدوء ..واستها بل الفت لها قصيدة عزاء وليس مجرد كلمات كانت شاردة مني .. تحدثت لها عن الاجر والدعاء والصبر .. وخطبة دينية القتها .. لم اعلم ان سارة فقيهة !!! جعلتها تهدأ ، لا وبل تبتسم ..!

واما انا فكنت واقفة كالبلهاء .. عند الباب !

استاذنت 'اليتيمة' للمغادرة ، وعند الباب ، استجمعت شتات نفسي وقررت ان اقول شيئا .. وهل تركت سارة شيئا لم تقله ؟

ولكنني اردت ان اخبرها بما اشعر به انا ، وليس بما يجب ان اشعر به

- انا اسفة ، ولكني صراحة لا اشعر بالحزن الذي تشعرين به ، ولكني حزينة !

- اعلم ، قالت هذا وهي تكفكف دمعة غريبة سقطت سهوا من عيني انا ، لتضيف - حدثني يوسف عنك كتيرا وقال انك 'جافة' صحيح انك لا تقاسمين الناس مشاعرهم ، لكنك لا تمنعينهم من افراغها .. منذ ان توفيا والدي ، وانا محاطة باناس رائعين .ويوسف واحد منهم .. اثارو زوابع من المرح حولي .. لم يسمحو للحزن ان يتسلل لي .. لكنني اردت ان احزن ، ان ابكي اماما شخص .. لايحبس الدموع في عيني ..!

هل قال يوسف انني 'جافة' ، عندما تركني لم استغرب كثيرا ، ولكنني كنت دائما اتسائل عن السبب ، واظنني الان ادركته ..

ليست هي اليتيمة بل انا ، مشاعري ..نعم مشاعري هي اليتيمة !