دخلت كعادتي تصفحت المكان ..
هزتني قشعريرة و انا أرى مكانها هناك خاويا ، أحسست بالضياع و انا أجوب تلك الدروب.
في قرارة نفسي قرأت لها بعض القصص فزادت غربتي
آه ..لو كان الزمن يعود !! لما أدمعت العين و خفق القلب بسرعة . هاهنا كانت تجلس و بين يديها كتاب ..من تلك الشرفة لازلت أذكر ،لوحت لي بيديها ذاك المساء
فرسمت على صفحة قلبي قوسا للحاء و قزحا للباء..
كعصفورة اجتاحها زمن التغريد فظلت تراقبني و همس يحدثني كخشخشات جسد يترنح للبوح
فظلت تراقبني بلا ضوضاء.
و من تلك النافذة أهدتني أغلب رسائلها لازلت أذكر و المدى وحده شاهد !
ظلال مدنها وطن سكنني بحرائق القصيد فحملت في اعماقي الإنتظار و عدت ذاك المساء الى آخر بحار الخطوبة فطلبت يدها ...
لكن أهلها رموا بي خارج الأسوار و طلبوا مني الرحيل خاوي الوفاض
ذاك المساء كان حزينا و اعرف أنها بكت زمن الفراق و وحده قلبي كقلبها يحترق
رحلت و حين اشتد الحنين عدت أتفرس المكان وجدته خاويا فلا الشرفة كانت تحملها و لا النافذة سلمتني الرسائل و حين سألت الزقاق
قال : خرجت خلسة ذاك المساء و مضت تاركة وراءها تنهدتين و دموع !!
هي الآن حكاية الحي و حرائق من أشواق و بكاء أهل أضاعوا الطريق...