ارتشف قهوتي -ببطأ متعمد-، فانا افضلها باردة .. واتصفح جريدة ذاكرتي المثقوبة .. بعض الصور شبه غائبة واخرى مغيبة .. وذاكرة لاحداث لم اعشها ابدا .. ، يمر طيفة امامي -رجل لا يحبني - ، بابتسامة ساحرة ورجولة مثيرة .. وقصة انتهت بدون بداية
هناك قرب الموقد ، حيث تعذب النيران اعواد الخشب في لذة شديدة .. صورة لا تتغير ، و اعواد الخشب سرعان ماتلتهم حتي تعاود النمو من جديد ! ك حبي له يتلذذ في تعذيبي .. وكل ما قتل جزء مني .. احيي له وبشغف جزء جديد مني !
-خذه ، عذبه اكثر ! فختى وان كانت النار محرقة .. فلها سحرها الخاص ..
في الواقع لم يكن حبا بل وهما .. ولم يكن موقدا -بل مجرد صورة زائفة اختزنتها ذاكرتي من مسلسل رومانسي قديم-، كانت مدفئة تعمل بالكهرباء ! .
ارتشف قهوتي باردة ووحيدة ، وياتي هو حاملا صينية عليها كوبين من القهوة بدون سكر ، فانا كنت اعتقد ان مذاقي يغنيه عن طعم السكر ، اما انا فمذ عرفته ، اصبح للمر والحلو مذاق واحد !
يتأمل تفاصيل وجهي بانامله ، ويتنفس الاوكسجين من خصلات شعري ، واخفي انا رغبتي الراغبة في المزيد ، بإبتسامة -مصطنعة- خجلة و حركة من يدي ابعده فيها عني ..
ويصمت هو ، و يشعل سيجارة ، واشعر انا بالغيرة منها .. ، و اثرثر انا طوال الوقت ويضع فواصل لكلامي بقبله ..
هذا الرجل ، انا كنت اقرا في صمته حبي، والان اقرأ في كلامته موتي ...
لم يكن يحتاج الامر الى قاموس يترجم كلماته و لا الى ذكاء يفك شيفرة حروفة .. ولا فرصة لسؤاله - لماذا وكيف ؟؟ ولا حتى مكانا للدموع .. رسالة واضحة، قال فيها : ابتعدي ... فما عاد يعنيني امرك .
وابتلع انا قهوتي دفعة واحدة ، مرة في فمي ، باردة على حلقي ، وموجعة جدا على قلبي . وانا انحسس طفله الذي اجهضه حتي قبل ان ياتي .. واتأمل فستاني زفافي الابيض .. الذي دنسه حتى قبل زواجي ..
ادخن سيجارة ، احرق بها نفسي وذاكرتي ، وافكر في الاتصال برجل اخر - تركته على خط الانتظار- فصالة العرس لا تزال محجوزة وباسمي ..
لحظية و من ذاكرة لا "تنتمي"