الأحلام حقيقة
في يوم من الأيام في إحدى الليالي كان خالد نائما في فراشة يحلم كالعادة ويستيقظ متمنيا أن تصبح أحلامه حقيقة ولكن هيهات فقد كان أبوه فقيرا وأمه لا تقوى على مفارقة الفراش. لقد كانت حيات خالد هما وتعب لذا كان يفر إلى أحلامه فهي المكان الوحيد الذي يفر إليه خالد من حياته وهي وحدها تشعره بسعادة وتنسيه حياته الحزينة.
كانت حيلة خالد مليئة بالهم والغم فلم يجد مفرا من حياته سوى احلامه التي تملاه سرورا وتزرع فيه البهجة.
لم يكن خالد متفوقا في الدراسة ,وذلك بسبب نومه في الفصل ليس بسبب الملل ولكن لكي يذهب إلى عالم الأحلام لذا كان يعتبر نفسه عبئا على أهله.
وفي يوم ميلاده السادس عشر حدث ما هو غير متوقع أصبح خالد يتحكم في أحلامه ويستطيع ان يحدد حلمه قبل أن ينام ولكن ليست كلها, ظن خالد انه أمر عادي لكنه لم يعرف ما كان ينتظره أصبحت بعض أحلامه حقيقة ولكنه بقي يقنع نفسه إنها مجرد صدفة وفي ليلة حلم خالد أن أمه ستموت فذهب إليها مرتعبا خائفا وقال لها انه راها تموت في المنامة واخبرها قصة أحلامه كلها لكن أمه قالت:إنها مجرد صدفة لاغير.
لكن خالداً بقي مرتابأ وقلقأ ما سيحدث لذا قرر أن يحلم أن أمه لن تموت ولكن كل مرة يحاول يجد نفسه في فراش أمه وهي ميتة
وبقي الحال على هكذا وحالة الأم تزداد سوءا وفي يوم من الايام طلبت أمه أن يأتي عندها فذهب وفقالت له:يا بني هناك سر أخفيته عنك وحان الوقت يا ولدي لتعرف ما هو.
فقال خالد:لا يا أماه عليك أن ترتاحي.
فقالت:لا يجب عليك أن تعرف ما هو.... في يوم ميلادك جاء ساحر إلى البلدة من الشرق وألقى عليك لعنة مضمونها تحقيق احلامك حينما تتم السادة عشر من عمرك.
فقال:لماذا لم تقولي من قبل ؟ولماذا عندما قلت لك عن حلمي قلتي إنها مجرد صدفة؟
فقالت:كنت خائفة أن تهرب ولا تصدقني ولكن يا بني اعلم أننا نحن من نصنع قدرنا بأنفسنا وان الواقع في الحياة وليس في الأحلام ولكن أيضا ليس من الخطأ أن يحلم المرء ولكن عليه ان يجد ويبذل كل ما يستطيع لتحقيق حلمه.
كانت هذه كانت أخر كلمات أم خالد قبل أن تموت فبكى خالد كثيرا وعرف أن أحلامه لم تجلب له سوى الحزن والهم في حياته لذا قرر أن يذهب للشرق ويبحث عن الساحر وانه لن ينام حتى يكسر هذه اللعنة عنه.
وفي ليلة وفاة أمه هرب خالد من البيت واتجه إلى الشرق باحثا عن الساحر لكن السكان لم يقولوا له شي فخطرت على بال خالد فكره وهي أن يحلم بمكان الساحر ولكن كان عليه أن ينام ولكن اللعنة تطورت وأصبحت في أحلام اليقظة وبذلك لن يخلف خالد وعده, حلم خالد بمكان الساحر فوجد شجرة لها غصن واحد عليه إنزال الغصن لتفتح بوابة فذهب إلى المكان وسحب الغصن ودخل إلى الغرفة ووجد شخصا غريب الملامح .
خالد:من انت؟
الساحر: أنا الساحر.
محمد:له اثبت ذلك.
الساحر:أنت خالد الحالم أليس كذلك؟
محمد:بلى وكيف عرفت؟
الساحر: أنا من ألقى عليك اللعنة.
محمد:هذه اللعنة لم تجلب لي سوى الهم والحزن وأريدها أن تختفي عني.
الساحر:أن اللعنة لا تنكسر إلا إذا قمت أنت بكسرها .
محمد: كيف ذلك؟
الساحر: أمك ماتت صحيح.
محمد:نعم وكيف عرفت,وما دخل أمي؟
الساحر:إني أتابعك منذ زمنناً طويل,أمك كانت تحلم حلما واحد طوال فترة مرضها عليك أن تحلم به وتحققه.
محمد:ما الحلم؟
الساحر:اعرفه بنفسك.
بعدها اختفى الساحر وبقي خالد يفكر ما الحل فقرر أن يرجع إلى أبيه على أمل انه يعرف بما كانت تحلم به امه فرجع لأبيه فحضنه أبوه وقال له:أين كنت يا خالد لقد قلقت عليك.
محمد: لقد كنت عند الساحر.
الاب: وما أدارك به ؟
محمد: أمي قالت لي عنه قبل أن تموت,أريد أن أسالك يا أبي هل قالت لك أمي إنها كانت تحلم حلما معينا؟
الاب:نعم,لقد كانت تحلم انك لن تبقى تفكر في أحلامك فقط فهي مجرد خيال لا أكثر وانك ستذهب للواقع وتبدأ نفسك بجهد وكد لكي تحقق مرادك.
عرف خالد ما كانت تعنيه أمه فعرف أيضا ما يجب أن يحلم به عليه أن يحلم انه سيبني نفسه وانه هو من سيحدد مصيره فقط وليس مجرد أحلام سخيفة لذا حلم بأنه بدا من الصفر وبنا حياته على ذلك بجهد وعمل وفجأة انقطع الحلم وظهر الساحر وقال :لقد كسرت يا خالد اللعنة ولكن ليس كاملة إذا أردت أن تكسرها فعليك تحقيق حلمك وليس انتظاره ليتحقق من تلقاء نفسه فهاذا لن يحدث.
وهكذا عمل خالد جاهداً على تحقيق حلمه ليكسر اللعنة كاملة وليكون حر طليقا محددا لمصيره.
النهاية
