شقائق النعمان
واقعية مع بعض التصرف
اهداء الى روحها، علها ترقد بسلام !
ك انا ، في الحقيقة لم اكن سوى شقيقة نعمان في ذلك العرس .
لاهبة ومثيرة باوراقها الحمراء وهي تتراقص على انغام الريح ، على اطراف الارياف بدون عناية او اهتمام تكبر وتنمو .. الان اصبحت سامة. الطبيعة لوثت وماعادت اما رحيمة لها، بعد ان كانت الاكلة التقليدية الرسمية التي يقدمها سكان الارياف للزائرين من المدينة . وكانهم يسخرونا منا بذلك - تناولها فهي تشبهكم بمظاهركم المغرية وقلوبكم السوداء الملوثة ...
اصبح من المحضور الاقتراب من تلك الزهرة ، لم يذاع الخبر على التلفزيون او ينشر على صفحات الجرائد ، لكن امام المسجد ذكر ذلك بعد خطبة الجمعة، فلا احد من سكان الارياف له وقت لهما ولكن الجميع هناك يصلي .
كان عرسا تقليدا في الريف - ابن عمتي سيتزوج - صدفة انا كنت ارتدي فستانا احمر ، وصدفة كل الفتيات هناك كن تشبهنني
بملابس مثيرة ومساحيق التجميل ، نرقص ونغني ونثرثر عن مغامراتنا العاطفية ، تحفنا نظرات الاعجاب من امهاتنا وهن يرددن في فخر
- بعمر الزهور .. ..
ولكن اي زهور وهل سنصبح متلها ؟ الان انا اتسائل ؟
كان علامات الفرح والسرور بادية على كل الوجوه ، ماعادا ذلك الوجه -حليمة- اخت العريس ، هي زهرة ايضا لكنها ذابلة ، كانت تركض من المطبخ الى صالة العرس تلبي طلبات الجميع ، ليس حبا او كرما بل لان والدها لم يكلف نفسه عناء احضار خادمة او اقامة العرس في صالة فحليمة موجودة و لان ولا واحدة منا استغنت عن طلاء اظافرها لتساعدها.
ستتزوج هي الاخرى بعد شهر من رجل لا تعرفه
حليمة لم تكن هايدي او جنى ، او اي من بطلات القصص التى نقرا عنها ، هي لم تحب ابدا رعي الاغنام ولا ملابسها الفضفاضة التقليدية
كانت تجلس بيننا ، تستمع الى احاديتنا عن مغامرتنا العاطفية وكأننا كنا نلمس جرحها بايدينا .. عمدا وبقسوة
ترمقنا بنظرات حاقدة وحزينة وكانها تشعر بالغيرة - الم تعلم اننا لم نكون سوى بائسات نتخبط في غياهيب العشق الاثم ، فعلى الاقل هي ستزف له طاهرة ، عندما تقول له كلمة احبك .. لن تختلط عليها تفاصيل وجهه ، لتميز اي رجل منهم هو هذا ، لاننا كنا نرددها في كل زاوية وقرب ظل اي رجل ، بدعوى الحرية ، التحرر، الانحراف ... بدعوى الحب !
في ذالك الوقت انا لم اخبرها بذلك بل رددت - كيف اتزوج رجلا لا اعرفه !
الطبيعة تبرأت من شقائق النعمان ، قلوبها اصبحت سوداء اكثر ومظهرها لا يزال يغري الناس الطيبين ، ضحاياها كل يوم تزداد ، السياسيون لا يتحدوثون عنها ، وامام المسجد لا زال يردد بعد خطبة الجمعة - ابتعدو عنها فهي اصبحت سامة ! انها محرمة
بعد اسبوع ، كعادتي كنت غارقة في فعل لا شيء ، حينما اقترب ابي وهو ينظر الى بنظرات غريبة ، هل الان فقط ادرك ان ابنته لم تكن سوى شقيقة نعمان ، وانه اخطا عندما سلمني للطبيعة كي تتعهد تربيتي ، فهي لم تعد اما صالحة فحتى شقائق النعمان -حديثا فقط-
اصبحت سامة .
نظر الي مطولا وردد والعبرات تخنقه :
- حليمة ماتت ، تناولت من الزهرة السامة ! ربما هي لم تعلم بامرها هكذا لفت القضية
انتهى !