لم تغفو عيناي من أمس ، أرق يغلف كل خلايا روحي ، لم يترك لي متسع من فكر أن أشعر بالسكون او يعطيني حريه أغلاق حدقه العين ..
فـ هربت للقرءة انجزت بوقت قصير قراءة كتاب [ ثمرات ناضجات من جنان الشعر العربي ] الكتاب ناقش بشكل موضوعي ثلاث أعمال أدبية ، لم أستمتع كثيرا فمع كل صفحة تظهر أمام عيني
بعض قطع من البندق تشكل لي وجهاً أعرفه ويعرفني ، وجهاً يحاول الخروج هربا من ملامحي ، لا أعلم حقا هل يفكر بي الآن كما أفكر به ، أرهقت هاتفي النقال بلمساتي بحثا عن ذاته كلما نظرت راجيه لــ أسمه ..
عدت للقراءة ، ولكني حولت الهرب لــ قراءة بعض المقالات ولكني وأنا أقرء اصبت بشيء من التيه الوجداني ..
فــ شعرت بأنني أسقط من بين دموعي ..
وسطر القلم بيدي عبارة { للبكاء ألف باب للعبور ، وباب واحد للموت }
الوجه ، مقبرة الدموع ، حناء للقلب ، وكوكب لا ينظر للإرض ..
هكذا كانت أمسيتي امس بين الورق والكلمات وهاتفي وأسمك َ
أتى الصباح حزين ، بلأ ألوان ، بلا ربيع ، بلا هسيس للأشجار ..
خرجت للشارع أبحث بين وجوة المارة عن صفاء يشعرني بالطمأنينه أو الهدوء
فلم أجد سوى ملامح خشنه ، صلبة ، عدلت اتجاة رأسي لكي تلامس الأرض ومضت
لم أشعر إلا وأنا أمام مكان عملي ، طول الطريق لم يظهر اليوم ألم قدماي ، حكيت للدرج حكايتنا فكان الصعود لمكتبي ممتع ، وحين القى عليا الزملاء التحية عدت للأرض / الواقع ... لم أعمل اليوم بل كنت أتجول بفكري ف رأيت نفسي أحيا بقريه [ قاطية ] تلك القرية السناوية الرائعة نخلا ً شامخا بيوتاً من الطين اللبن ، حياة مجردة من صخب المدينه ، خبزا له رائحة الطيبة والحب .. سرحت بخيالي أكثر فــ رأيتكـَ بالجلباب الابيض تقف أمامي مبتسم الثغر ، تمسك بين يديك ، ب بعض الثمار الطازجه ..
بدئت في تدشين روحي للقاء الغربه ، وفرضت عليها حياة راديكالية قاسية ، وملامح لم تكن تستطيع الحياة فوق تكويني الحالي ، فقد صرت أكثر حرية في التفكر ، صرت أشعر بوجوب التحدث بما داخلي ، إن أحببت فما المانع من الاعتراف ويوازي ذلك كل المشاعر الإنسانيه ، فـما الخطأ في قول أحبكَ وهى حقيقه ..
فــ الحب مشاعر لا تنمو كبيرة بل تنمو مع كل همسه وحرف وشوق وحنين ، تنمو عبر الزمن تصعد بنا للفردوس الذي لا يعبر عنه إلا إبتسامه رضا وصفاء فوق القلب ..
كانت الساعه الواحدة ظهراً .. كسرت قيود العمل أمسكت بحقيبتي السوداء وغدرت لم أنظر حولي ، لم أشئ أن أرى وجوههم ، وصل لمسامعي بعض النداء .. سمعت أسمي فلم أرد .. بل أسلمت قلبي لحكايات الدرج كانت رحله النزول رائعة نسيت كل شيء وتذكرت صوته وهو صافي مبتسم ، يضحك ، كل شيء وأفقت حين لامست أتربه الهواء مسام عيناي .. نظرت حولي أتاكد أين أنا وأي شارع عليا العبور منه ..
عدت للبيت سيرا على قلبي ، ظننت ربما بذلك أشغله عن التفكير به كلما أسرعت بالخطوات كلما كان يئن ويصدح بــ أسمه هذا الكيان الذي شغلني في أيام قليله عن كل الكون ، وعن كل الحياة ، هذا الحقوقي النهم ..
وصلت ولم أصل .. كان ينتظرني وجه أمي القيت التحية على الجميع رميت كل قلقي فوق أريكه الغياب وأغمضت عيناي آخير . ورأيته .. إبتسمت
وانخرطت بينهم كــ فراشة بلا ظل ، احتسيت قهوتي .. سمعت أغنيتي المفضلة ..
وأمسكت بيدي هاتفي القيت نظرة أخيرة على أسمه وهدئت .