<a href="http://zahratelboustain.3oloum.com/register"><img src="http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSugyPpklkaInwbbBJ0tRyrGBD1DSOCu4g2rPHoJqCPK9eN7c0VAg" border="0"></a>
<a href="http://zahratelboustain.3oloum.com/register"><img src="http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSugyPpklkaInwbbBJ0tRyrGBD1DSOCu4g2rPHoJqCPK9eN7c0VAg" border="0"></a>
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك عزيزي الزائر في رحاب منتدانا المتواضع . الذي رغبنا من خلاله اثراء رصيدكم المعرفي و التقافي و الادبي .في حلة ترفيهية .طيبة حسنة . مرحبين بكم من خلالها بقلب منشرح . راغبين من خلالها ان تنظموا الى منتدانا بعقل منفتح . و الهدف من كل هدا حسن خدمتكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
-
اعلانك هنا
 الجريمة لا تفيد بقلم منال عبد الحميد Images15  الجريمة لا تفيد بقلم منال عبد الحميد Images16

 

  الجريمة لا تفيد بقلم منال عبد الحميد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اسماء
مدير المنتدى
مدير المنتدى
اسماء


عدد المساهمات : 4125
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/07/2012
العمر : 28
الموقع : https://ibde3nawa3im.yoo7.com

 الجريمة لا تفيد بقلم منال عبد الحميد Empty
مُساهمةموضوع: الجريمة لا تفيد بقلم منال عبد الحميد    الجريمة لا تفيد بقلم منال عبد الحميد Emptyالثلاثاء فبراير 05, 2013 12:07 pm

الجريمة لا تفيد
كان " محسن " يعرف تماماً أن الجريمة
لا تفيد .. في المدرسة كان المدرسون يرددون على سمعه وأسماع بقية العيال
المساكين معه دائماً عبارة
( الجريمة لا تفيد ) وسط بقية العبارات الأخرى المحفوظة التي يرددونها في المدارس خصيصاً من أجل أن تخالفها وتعمل عكسها مثل :
( القناعة كنز لا يفني )
( أستيقظ مبكراً ونم مبكراً )
و( لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد )
ومن
ناحيته كان " محسن " مدركاً تماماً لسياسة التعليم في مصر .. الحقيقة أنه
كان عبقرياً و( سابق سنه ) منذ نعومة أظفاره .. لذلك فقد كان يردد هذه
العبارات بحماسة أكثر من بقية التلاميذ في فصله خلف المعلمة .. ثم عندما
يعود إلى بيته كان يؤكد للمرة الثانية على ذكائه وفهمه للواقع وحسن تعايشه
معه وتقديره العظيم للكلمات الفارغة التي يرددها خلف المعلمة .. لذلك كان
يحرص على أن يحصل على النصيب الأكبر ، لما يطبخوا يعني ، وسط أخوته .. وإذا
حدث وذبحت أمه دجاجة أو أرنباً أو بطة فلابد أن تحتفظ له وحده بالرأس
والكبدة والقونصة وإلا كان يومها مهبب ..
وكذلك كان " محسن " الفهيم ،
ربنا يحميه ، لا يدخل فراشه قبل الواحدة صباحاً ، هذا إذا دخله أصلاً ولم
ينم على الكرسي أمام التليفزيون وهو يشاهد قناة الكارتون
وبالطبع كان
يستيقظ في السابعة صباحاً وهو لا يكاد يذكر اسم الذين أنجبوه .. ويرتدي
ثياب المدرسة وهو مغمض العينين تماماً .. ثم ( يشلح ) شنطة المدرسة الثقيلة
على كتفه ويغادر شقتهم مردداً من قلبه :
" استعنا على الشقا بالله "
أما
عن واجباته المدرسية فقد كان يعطي الكراسة للواد " عبد الحميد " نابهة
الفصل الغلبان ويعطيه معها بريزة .. وهكذا يضمن أن يكون واجبه في اليوم
التالي مكتوب ومضبوط ( على سنجة عشرة ) وبخط جميل ونظيف .. وبذلك يحصل على
العشرة من العشرة والنجمة الحمراء بفضل تعب البريزة ومرمطتها وقطع قلبها !
...........................
وعندما
كبر " محسن " ولأنه كان متنور وفاهم وعارف الدنيا رايحة فين .. فلم يشأ أن
يتعب نفسه ويمقق عينه في الأحياء والكيمياء والفيزياء واللغة الفرنسية
والجبر وحساب المثلثات والتفاضل والتكامل في المدرسة الثانوية وقرر أن
يأخذها من قصيرها .. وإذا كان سيصبح عاطلاً في النهاية، كالعادة، فليصبح
كذلك في أسرع وقت ممكن .. وبإمكانه أن يصل للهدف المنشود ، وهو أن يصبح
عاطل قد الدنيا ، بعد ثلاث سنوات فقط يقضيها ، وأمره لله ، في مدرسة
الصنايع أو التجارة .. بدلاً من أن ينتظر سبع أو ثماني سنوات يقضيها في
المرمطة في المدارس الثانوية وفي الدروس الخصوصية وفي الجامعة وفي حضور
المحاضرات وحفظ المذكرات والتشريف في السكاشن ، وكل ذلك حتى يصبح عاطل
جامعي عليه القيمة !
وهكذا وحتى لا يعطل مسيرته في السرمحة ولا يضيع
كثيراً من أحلي سنوات عمره التي سيقضيها على المقهى يدخن الشيشة ويلعب
الطاولة ويشرب الشاي الأسود كالحبر ، مثل أيامه المهببة ، أختار " محسن " ،
بعد أن حصل على الشهادة الإعدادية التي لا يعلم إلا الله كيف حصل عليها ،
أن يدخل مدرسة التجارة ..
وفي مدرسة التجارة واصل " محسن " تفوقه على
نفسه وزادت نباهته .. وأصبح بدلاً من أن يستغل الواد " عبد الحميد " فقط أو
أي واحد شبهه يستطيع أن يستغل فصله بأكمله ..
ف" محمود " الشقي العفريت
، اللي مطفش مدرسين التجارة في طول مصر وعرضها ، أصبح حامي حمي " محسن "
والمدافع الأول عنه .. و" بركات " ذو الصوت الرخيم أمتنع عن غناء مواويل
العزبي وأغاني " عبد الحليم " و" نجاة " وأصبح يغني الأغاني التي يحبها "
محسن " فقط .. وعلى رأسها أغاني عبقري العواصف الترابية " شعبان عبد الرحيم
" !
أما " عبد الرحمن " عبقرينو مدرسة التجارة فقد صار الناطق الرسمي
والمتحدث باسم الأستاذ " محسن " والقائم بأعمال حل الواجبات وتدريبات
المحاسبة لجناب عظمته
وغيره .. وغيره .. وغيره .. الحقيقة أن " محسن "
كان يتمتع بموهبة هائلة لا يتمتع بها إلا واحد من بين كل عشرة مليار آدمي
ملوش أي لازمة .. موهبة استغلال الناس وعصر جهودهم وأخذ كل ما عندهم مقابل
لا شيء !
الغريب أن أحد من خدام " محسن " وحجابه ووزراءه ووصيفاته لم يكن يحصل على أي مكسب أو منحة في مقابل خدماته الجليلة له !
وببركة الغش وبقدرة قادر حصل " محسن " على شهادة مدرسة التجارة ..
وكان هذا هو الوقت المناسب لإظهار موهبته على أصولها !
.................................
بعد تخرجه بعام واحد ، هذا على اعتبار إنه تخرج يعني ، تعرف " محسن " على " نوسة " ..
ولم
تكن " نوسة " هذه فتاة صغيرة لعوب مدللة .. بل كانت أرملة طروب سبق لها
الزواج أربع مرات ولا يقل سنها عن خمسة وستين عاماً بالراحة !
ولكن "
نوسة " كانت لديها ميزة تجعلها تتفوق على أي فتاة حسناء دعجاء بيضاء شقراء
.. فقد كانت ثرية ؛ غنية ؛ لديها من الأموال ما يكفي سلالة كاملة .. هذا
عدا العزب والأطيان والذي منه !
وطبعاً لم يغفل " محسن " عن الفرصة
السانحة .. فقد كانت الأرملة الطروب قد انتهت لتوها من دفن زوجها الرابع ،
الذي ترك لها شيء وشويات ، وبدأت تتهيأ للبحث عن الزوج الخامس ، اللي سيرقد
بجوار أخوته إن شاء الله ، وكان ذاك حين وقع " محسن " في طريقها..
الحقيقة أنها هي التي وقعت في طريقة .. فقد خطط ودبر طويلاً حتى تمكن من إيقاعها في حبائله
وهكذا
أقنعها بأنه مولع بشعرها الأشيب الذي وضعت عليه طن صبغة أحذية وبطاقم
أسنانها الذي كانت تجعله يبدو طبيعياً تماماً ، وبوجهها المهدل المترهل
الذي شدت جلده حتى كاد ينقطع ويتفسخ !
وقبل أن تحصل على إعلام الوراثة
كانت قد تزوجت " محسن " وأخذته ليعيش معها في فيلتها الثانية ، أصل عندها
كذا فيلا ربنا يوعدنا ، وأخذت تنفق عليه ببذخ وإسراف .. وعلى عائلته وعلى
سلالته كلها بالمرة !
ولكن الغريب أن " نوسة " التي ذوبت أربعة رجال
وكأنهم مساحيق غسيل دون أن يتبقي لهم أثر أو تظهر منهم رغوة .. ماتت فجأة
بالسكتة القلبية بعد زواجها الخامس بأربعة أشهر .. تاركة كل أملاكها
وأموالها وعماراتها وفيلاتها وحسابات بنوكها وكلابها اللولو للزوج الخامس
الخنفس " محسن "
وهكذا زاد إيمان " محسن " بأن الجريمة لا تفيد !!
.................................
وسرعان
ما أوقع " محسن " الثانية وكانت أنكي و( أنقح ) من الأولي .. فقد كانت
سيدة عجوز ثرية ، عانس هذه المرة ، احتفلت بأول عيد ميلاد لها في أيام خالد
الذكر السلطان " أحمد فؤاد " سلطان مصر والسودان !
وطبعاً لم تأخذ
ربيبة " أحمد فؤاد " ، والتي كان بالمصادفة اسمها " نازلي " ، في يد " محسن
" أكثر من أربعة أشهر كانت بعدها متزوجة به .. وبعدها بشهرين آخرين كانت
قد فارقت الحياة تاركة له كل ما خلفه لها والديها الإقطاعيين من ثروات
طائلة دفينة أفلتت من تحت يد فيلم " رد قلبي " والتأميم !
......................
وبهذه الطريقة أدرك " محسن " أنه وجد هدفه وطريقه في الحياة .. وتأكد أكثر أن ( الجريمة لا تفيد ) !

وصارت
هذه هي هواية الأخ " محسن " التي يقضي فيها وقت فراغه .. فبدلاً من الجلوس
على المقاهي وتدخين الشيشة والبوري ولعب الطاولة والكوتشينة .. راح يتسلي
بإيقاع العجائز الفانيات في أحابيله والزواج بهن .. ثم توصيلهن إلى مثواهن
الأخير بعدها بأشهر معدودات .. والاستيلاء على ثرواتهن الدفينة والظاهرة
والبين بين !
ولكن الغريب أن أي واحدة من اللائي تزوجهن لم تعمر معه
أكثر من أشهر قليلة .. وأن واحدة منهن لم يمر عليها عيد زواجها الأول منه
إلا وهى مشرفة في المقبرة !
وهذا ما بدأ يثير الشكوك .. في الحقيقة أن
الشكوك لم تكن لتثار لولا غباء " محسن " وفراغ عينه ولعابه الذي سال على
ثروات الزوجة الأخيرة ، أو بالأحرى الضحية الأخيرة ، والتي كانت لسوء الحظ
لها أخت واحدة أنجبت ولداً براوي سماوي مثل الثعبان اسمه " حسام " .. وكان "
حسام " ابن شقيقة الزوجة الأخيرة يطمع في أموال خالته ومجوهراتها وأطيانها
.. فلما أكتشف أنها تزوجت بمن يدعي " محسن " جعل الأخير لعبته وهدفه في
حياته وبحث ونقب وراءه حتى عرف كل شيء عنه .. نشأته المتواضعة في الحواري
وأسرته الفقيرة ، ودبلوم التجارة الذي حصل عليه .. وأخيراً زيجاته المتعددة
التي كانت كلها ، للمصادفة ، من سيدات ثريات مسنات وحيدات على شاكلة خالته
.. والأخطر أن " حسام " أكتشف أن كل زوجات " محسن " قد فارقن الحياة في
ظروف مريبة بعد أشهر قليلة من الزواج به .. الأخطر والأخطر والأخطر أن كل
من تزوجهن " محسن " قد قمن بالتنازل له عن كافة أملاكهن بطريقة البيع
والشراء قبل وفاتهن بأيام قلائل .. وهكذا أدرك " حسام " أنه عثر على أول
الخيط الذي يقوده للإيقاع بزوج خالته الصرصار وإبعاده عنها والاستيلاء على
ثروتها والاستحواذ عليها بعد وفاتها
ولكن الحوادث داهمت " حسام " وأفشلت
مخططاته فأثناء إعداده للمعلومات الخطيرة التي سيقدمها لخالته والتي ستضمن
له التفريق بينها وبين زوجها المريب إذ بنبأ وفاة خالته يفاجئه .. وإذ
بالتنازل إياه يظهر بعد وفاتها بأيام قلائل !
وأخذ " حسام " الضربة
الأولي ولكنه لم يتراجع .. في الحقيقة إن هذه الضربة زادته قوة وعزماً على
المضي قدماً في سبيل الإيقاع بزوج خالته النصاب واستعادة أحقيته ، كوريث
وحيد ، لثروتها الهائلة !
والحقيقة إن موت خالة " حسام " سبب مشاكل ل " محسن " أكثر من بقاء " حسام " نفسه على قيد الحياة ..
إذ أن خالة " حسام " لو ظلت حية لأمكنها دحض كل إدعاءات " حسام " بشأن زيجات " محسن " وزوجاته السابقات ..
ولكن
تسرع " محسن " وإصراره على ألا يتحمل أي واحدة من زوجاته الفانيات أكثر من
أشهر قليلة كانا الحبل الغليظ الذي يجهز للالتفاف حول رقبته السمينة التي
اكتنزت لحماً ودهناً ببركة الزوجات الثريات والعز والراحة ..
المهم أنه
وفي جنازة الخالة الفقيدة تقابل " محسن " لأول مرة في حياته مع غريمه
المدعو " حسام " .. وكان الأخير موجوداً طوال مراسم تجهيز المرحومة والخروج
بها ثم الصلاة عليها في المسجد ، وأخيراً رحلتها الأخيرة إلى مثواها
ومستقرها في مقابر الزيتون !
وقد حرص " حسام " على تقدم المشيعين ومتقبلي العزاء باعتباره القريب الوحيد ، ولا أحد سواه ، للمرحومة خالته
وبعد أن استراحت العزيزة الغالية في تربتها تفرغ الأحياء لتسوية حساباتهم التي كانت عسيرة قليلاً للأسف !
وهكذا
وقعت مشادة حامية، بمجرد الانتهاء من مراسم الدفن، بين أرمل الفقيدة وابن
أختها .. تشاجر الرجلان بعنف وأنجلي الموقف عن اتهام صريح من " حسام " لزوج
خالته بقتلها بغرض الاستيلاء على ثروتها ..
واستنكر " محسن " ، الذي
كان يهينه ويتهته محاولاً البكاء والنحيب على زوجته العزيزة الراحلة منذ
ساعات ، هذا الاتهام الخطير الكاذب وأصر على براءته من هذه الفرية وأخذ
ينتحب ويبكي بشدة داعياً الله أن يأخذه فوراً ولا يتركه يسمع هذه التهم
الخطيرة الكاذبة وهي تلقي عن مسامعه !
وفي الحقيقة أن " محسن " وهو يصرخ
بأعلى صوته راجياً الله أن يأخذه كان حريصاً جداً على أن يفصل بين كلماته
بفاصل زمني مناسب يضمن له ألا تكون الدعوة كاملة فقد كان يصرخ يجأر بأعلى
عقيرته :
" يا رب .................. ( ثم ينتظر قليلاً ويردد بعدها ) خدني .. خدن ... "
وكان " محسن " يكمل في سره :
" بعد مائة سنة "
وقطع
منظر الزوج المكلوم المسكين نياط قلوب المعزين الذين وقفوا جميعهم ،
بتأثير هذا المشهد العاطفي الحماسي ، بجوار " محسن " المسكين المظلوم
ولكن
في الحقيقة فإن هذه التمثيلية البارعة لم تخل على ثعبان مثل " حسام " ،
فقد فعلها من قبل ويعرف أن هذه هي أصول ( الشغل ) ، وزادته مراوغة زوج
خالته المرحومة ، التي أدرك بخبرته الطويلة في النصب أنها مجرد مسرحية
سخيفة ، إصراراً على الإيقاع ب" محسن " وتوريطه في شر أعماله .. فلم تعد
المسألة مسألة أموال وثروة وميراث عريض بل أصبحت تحدي شخصي وإثبات للنظرية
الشعبية الخالدة أن ( مبروم على مبروم ما يلفش )
هكذا جعل المبروم الأول ، " حسام " ، من المبروم الثاني " محسن " هدفه وعمله في حياته ..
وعقب
انفضاض جنازة المرحومة خالته وانفضاض المولد بقليل قرر " محسن " ، أرمل
الفقيدة ، بيع الفيلا التي ورثها عن زوجته الراحلة ومغادرة الحي كله ..
وبسرعة البرق عثر السمسار الخاص به على مشتري جاهز وفلوسه حاضرة كالعادة ..
وعن طريق عقد التنازل بالبيع والشراء الذي وثقته المرحومة له قبل وفاتها
بقليل تمكن " محسن " من بيع الفيلا ، وبيع قطعتي أرض تخصان المرحومة في
الجيزة ، وحصل على مبلغ يتجاوز التسعة ملايين جنيه .. ولأن " محسن " كان
يدرك أن " حسام " لا ينوي أن يتركه في حاله فقد قرر مغادرة البلاد بأسرع
وقت ممكن .. ولأن " محسن " كان وما زال سابق سنه فقد رأي ألا يهرب لدولة من
الدول إياها .. أمريكا أو فرنسا أو ألمانيا أو إنجلترا .. بل قرر أن يكون (
مودرن ) ولا يقلد أحد من أخوته وأساتذته السابقين في الكار .. لذلك وفي
يوم الثلاثاء الرابع عشر من مايو تقدم الأخ " محسن " بطلب الحصول على
تأشيرة دخول إلى ميانمار .. التي لم يكن هو نفسه يعرف من أين يذهبون إليها
بالضبط !

" وهي مينا مار دي بيروحولها منين يا ولدي ؟! "
هكذا تساءلت أم " محسن " عندما أخبرها ولدها أنه ذاهب إلى بلد اسمها " مينا مار " عشان يصيف ويشتري شوية هدوم !
فردت الست أم " محسن " متعجبة :
" طب وتصيف في مينا مار ليه ؟! هي جمصة كفرت ولا بورسعيد صففت من الهدوم ! "
فأجابها " محسن " وهو يرسم على وجهه أقوي علامات البراءة والطيبة :
" أصل يا أما مينا مار دي فيها شوية قمصان ! قطن مصري أصيل وكمان هواها بحري وجوها طراوة ! "
وهكذا
حمل " محسن " حقيبته وتوجه إلى المطار عازماً على أن يذهب ليصيف في (
ميانمار ) .. ولكن يبدو أن الصيف في ( ميانمار ) طويل حبتين وذلك لأنه
سيستغرق عشر سنوات على الأقل !
وبمجرد أن وصل الفالح سابق سنه إلى المطار حتى وجد البوليس يحاصره ويقبض عليه في صالة الانتظار .. وتحياتنا للأخت ( ميانمار ) !

ولم
يكن في الأمر معجزات ولا أفلام عربي قديمة بل كل ما هناك أن الأخ " حسام "
، الذي كان هو الآخر سابق سنه ، لذلك فلم يضيع وقتاً .. وتقدم ببلاغ يتهم
فيه زوج خالته بقتلها للحصول على ثروتها وأملاكها ، وأيد بلاغه بعقود
التنازل والمبايعة التي حررتها خالته قبل وفاتها ببضع أيام متنازلة فيه عن
كل أملاكها لزوجها المدعو " محسن " ، وأكد أن المذكور له سوابق كثيرة في
هذه الأمور .. مشيراً في بلاغه إلى زيجاته السابقة ووفاة كل الزوجات في
ظروف مريبة عقب التنازل عن أملاكهن له بأيام مثل حالة خالته تماماً ..
وكانت الأدلة التي قدمها " حسام " كافية لجعل الفأر يلعب في عب مصر كلها وليس في عب البوليس أو النيابة فقط ..
وهكذا
وبينما كان " محسن " غارقاً في إجراءات بيع أملاكه والحصول على أموال
سائلة وطلب تأشيرة العزيزة الغالية ( ميانمار ) كان التحقيق قد فُتح ..
وبعد موافقة النيابة تم استخراج جثة خالة " حسام " وإخضاعها للتشريح للكشف
عن وجود أي ملابسات غير طبيعية للوفاة ..
وبعدها تم استخراج جثث كل
زوجات " محسن " جثة جثة وفحصها ، قطعة قطعة ؛ وشعرة شعرة ، وظفر ظفر ، وعين
عين ؛ وإصبع إصبع .. وكل النتيجة جاءت واحدة ولا شك فيها .. بل لا تقبل
حتى مجرد الشك !
كل الميتات كانت طبيعية .. ولا أثر لأي جناية في الموضوع !!!!
وأصيب
" حسام " بالجنون وأخذ يشد شعره ويلطم كالولية في النيابة .. ولم يجد وكيل
النيابة أمام الحالة الهستيرية التي أصابت " حسام " أمامه والتي أصابته هو
نفسه بالرعب والذعر إلا أن ينصح محاميه بعرضه على طبيب نفسي فوراً !
أما
" محسن " فقد كان في هذه اللحظة يستلقي على مقعده الفاخر الوثير في الدرجة
السياحية في طائرة مصر للطيران .. ولم يكن وحده في الطائرة
بل كانت أمه
وأبيه يجلسان على كثب منه بعد أن أصر على اصطحابهما معه ليقضيا بقية
حياتهما في بلد نظيف أنيق بدون نمل ولا صراصير ولا ناموسية ولا حرامي حلة !
كانت الطائرة في طريقها إلى شرم الشيخ !!
وكانت أم " محسن " تتساءل بعجب عن السبب الذي جعل ولدها يتخلي عن السفر للمدعوقة دي اللي اسمها " مينا مار " ويستبدلها بشرم الشيخ ؟!
وكانت إجابة " محسن " بليغة جداً :
" أصل مينا مار الأيام دي زحمة قوي والاوكازيون بتاعها خلص خلاص .. نبقي نجيب الهدوم اللي عايزينها من بورسعيد أحسن ! "
وأسعدت
هذه الإجابة أم " محسن " التي لم تتمالك نفسها فأطلقت زغرودة بلدي جعلت كل
من في الدرجة السياحية يلتفتون نحوهم ويحدقون فيهم كأنهم يحدقون في كائنات
خضراء لها هوائي على رؤوسها هبطت الآن ، بالسلامة ، من المريخ !
أما "
محسن " فقد ضحك مليء أشداقه وهو يتخيل " حسام " في المصحة النفسية وقد
أنتفش شعره وأحولت عيناه وسال الزبد من شدقيه وهو يجاهد بقية عمره محاولاً
الوصول إلى أذنه ليعضها !
في الحقيقة إن الجريمة لا تفيد فعلاً .. لمن لا يعرف كيف يجعلها تفيد !!



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ibde3nawa3im.yoo7.com
 
الجريمة لا تفيد بقلم منال عبد الحميد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  شرح املاء الشيخ عبد الحميد بن باديس في مصطلح الحديث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: فضاء الشعراء :: عالم الشعراء-
انتقل الى: