http://images.alwatanvoice.com/news/large/9998349314.jpgكما للنخلة العربية ، شموخ وكبرياء وجذور ممتدة فى هذه الأرض، كذلك للغزال شموخ وكبرياء عربيان وتاريخ مرتبط مع هذه الأرض . فالعرب قديما عشقوا الغزال ومنحوه أحلى التسميات التى كانت تستعمل فى تلك الفترة وما زالت لرقتها وعذوبتها وسهولة وقعها على الأذن ، مثل : رشا وريم وغيرها . إنها تسميات عربية جميلة موسيقية ، لا تمنح إلا للذي يستحقها والغزال وحده بين هذه الحيوانات يستحقها ، فهو الحيوان العربى الأجمل والأرشق والأذكى والأكثر تواضعاً بين كل حيوانات المنطقة ، وفوق كل ذلك فله كبرياء لا يضاهيه فىها أى حيوان آخر ، فإذا كان الأيل هو ملك حيوانات الغابة الأوروبية لشكله وتفرع قرونه التى تظهر وكأنها تاج على رأسه ، وإذا كان الأسد هو الملك لحيوانات غابات أفريقيا لهيبته وضراوته ، فإن الغزال هو الفارس والأمير المسالم بين الحيوانات التى تعيش فى منطقتنا العربية.ومن شدة إعجاب العرب بهذا الحيوان الرشيق ، فقد أطلقوا بعضاً من مرادفات أسمائه على بناتهم مثل ريم ، رشا ، ظبية ، غزالة وغيرها ، وهناك أيضا مدينة أبو ظبى، التى سميت بهذا الاسم تخليدا لكثرة الظباء التى كانت توجد فيها قديماً .
ولم تطلق العرب الشعر والأمثال على هذه الحيوانات فحسب ، وإنما صنفتها أيضاً وأعطتها الأسماء اللائقة بها تبعاً لألوانها وأماكن وجودها . يقول الدميري فى كتابه "حياة الحيوان الكبرى"
إن الظباء مختلفة الألوان ، وهى على ثلاثة أصناف :
- صنف الآرام وهي ظباء بيض خالصة البياض ، الواحد منها ريم ، ومساكنها الرمال .
- صنف العُفر (بالضم) ولونها العفرة ، وهى البياض المشوب بالحمرة ، الواحد منها أعْفَر أو الأعفر ، وهي تسكن المرتفعات والأرض الصلبة وهى أضعف الظباء عدواً .
- صنف الأدم (بضم وسكون) ولونها الأدمة أى السمرة ، الواحد منها آدم طوال العناق والقوائم . ويتطابق هذا التصنيف مع التصنيف العلمي الحديث للغزلان الموجودة فى الأقطار العربية والآسيوية منها على وجه الخصوص ، والقائل بأن الغزلان التى تنتشر في الجزيرة والخليج العربى هى على ثلاثة أنواع كما سبق ذكره .
فسبحان الله