بسم الله الرحمن الرحيم ..والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..والصلاة والسلام على اشرف خلق الله سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ....اليوم عدت لاخاطب اختي الفتاة واخي الفتى بكلمات لن اقول انها صادقة لان احساسكم بها وعمق توجيهها هي التي ستحدد دلك ...لقد حز في نفسي ان ارى نكوص الطالب عن الدراسة وتهربه من واجباته واحساسه الدائم بالدونية لانه ينتمي الى اسرة فقيرة او متوسطة الحال رغم كفاح الاب واستعداده ليصرف عليه حتى يكمل دراسته ويسير في مشواره العملي ..هل لاينجح الطالب الا ادا كان يركب سيارة فاخرة وياتي الى ثانويته او جامعته بمظهر لائق او مثير للاهتمام ؟؟ هل الوسط الاجتماعي المتوسط او المتواضع عائق امام النجاح والتاوفق والسير قدما الى العطاء العلمي والاتيان بنتائج باهرة في الدراسة ؟؟ اعتقد في رايي ان هدا الاحساس او التفكير مغلوط وغير صحيح البتة ..لقد عشست في اسرة متوسطة الحال لم املك شيئا وعشت مع اب لايملك عقارات ولم يقد سيارة في حياته وملك راتبا حفظ له ماء الوجه والكرامة ولكنه اخرج كوادر واطرا تخدم الوطن والمجتمع .؟.لست اقول هدا من باب الاقحام فقط بل لاجعل لكلامي شواهد مقنعة ..لقد حز في نفسي والمني ان يتخلى طالب عن دراسته لانه لايملك مظهرا لائقا امام زملائه ..بل اعتقد ان العيش في وسط فقير او متوسط الحال هو الحافز الى النجاح والتفوق ..ان النجاح او التفوق يجب ان يكون نابعا من اغوار النفس ويكون هدفا للوصول الى الهدف الحقيقي في الحيالة وهو العمل من اجل بناء صرح المجتمع والوطن ..ان تغيير الظاهر لاينبع من الاعماق فهو تغيير سطحي لايحدث اثرا في المجتمع او في نفسك ولايعتمد عليه في اصلاح شئ في حياتك او اهدافك ..التغيير يجب ان يكون في داخلك يتبع من اقتناعك بالهدف الحقيقي من حياتك ..فلكي تصل الى احساسك بنفسك وبقيمتك يجب ان تحس انك تؤدي دورا ولك اثررا في نفوس الاخرين وتحدث فرقا في المجتمع وتحولا كبيرا في شخصيتك ..ان الجري ورا الغنى السريع او تغيير الامظهر الخارجي دون الداخلي يصبح صيحة في واد او نفخة في رماد لاتحدث اثرا ولاتغييرا حقيقيا ..فهل تكون سعيدا اخي لو ارتشيت مستقبلا او عملت مشروعا غير سوي من الناحية الاخلاقية وجنيت مالا وغنى وثروة هل ستحس باحساس الامان الداخلي او الشعو بانك اديت واجبا او احدثت اثرا في المجتمع ؟؟هيهات لاتحصل منه الا على قبضة الريح او حصاد الهشيم ..وهدا مالنراه باعيننا اليوم في هدا الزمن الردئ الدي اصبح الانسان يقاس بالمال ..فيقول كم في رصيدك فاقول لك من انت .. ولكني اعود لاقولب ان الامل منشود في شبابنا ان يعيد احيساء الامل في شباب الصحوة الدي يؤمن ان الانسان بما يعمل لا بما يملك ..بما يملك من طموح ووفاء لهدا الوطن والاحساس بالمسؤولية فعندما تترهل عزيمة الشباب وتسرف في الماديات والملدات والشهوات وتقعد عن حياة العمل والاجتهاد والايمان بالهدف السامي في الحياة وتخلد الى الراحة والاحلام بربح سريع وثراء مستسهل فان هدا يفتح على نفسه ابواب الفساد .. الديس يدمر العزيمة والعمل بشرف وامانة وخوف من رب العزة ..ولنا في القرءان الكريم اجل واعظم دستور ينمكن ان نستجلي منه العبر والحكم والدروس وكم من امم قضى واهلك الترف اهدافها وقوض امالها ..هنا اوجه كلمات الى كل طالب وطالبة ان العلم زينة تتزين بها وان المظهر لايعبر ابدا عن الجوهر وانه بدل ان تفكر في تغيير المظهر كان حريا التفكير في تغيير النفس وتهديبها والتخلق باخلاق الاسلام السامية واننا ماخلقنا من اجل هدف معين وهو عبادة الله وهده العبادة شاملة جامعة وليست تجزيئية كما نراه سائدا في مجتمعاتنا الاسلامية فالعبادة تعني العمل الاجتهاد وتعمير الارض والكفاح للوصول الى الهدف بشرف وكرامة وجهد حقيقي ..فالانبهار بالثراء والماديات والمظاهر البراقة ليست الا معوقات ستعوق مسيرتك الدراسية والعلمية ..فيجب ان تضع نصب عينيك ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا شبابا ومنهم تستقي العبر والدروس ويكونوا قدوة لك فلم يستكينوا ولم ينبهروا ولم يفشلوا لانهم كانوا لايملكون شيئا بل ملكوا كل شئ ..ملكوا العزيمة والهدف .والعمل على التمكين في ارض الله وما تم هدا الابصلاح الانفس وهو صلاح نفسي ومعنوي ..ويملكون منهجا اخلاقيا وبرنامجا حضاريا وكلا الامرين صلاح وكلاهما عبادة الله ..هنا اقول كلمة اخيرة لكل شاب وشابة ان الهدف من دراستك وتعليمك هو البناء والعمل والتشييد واخد امتنا بقوانين العلم المادي وهو ركن من اركان العقيدة فتبني وتعمر وتزرع وتحصد وتنشئ وتخترع وتستخدم وسائل العلم التجريبي منطلقة في بناء الحضارؤة لتعيش في صميم العصر وفي جوهر الحياة ..تحرسها عقيدتها وتدفعها مواهبها فانها بدلك تحيا حياة مباركة لاتنحرف ولاتنزلق ..وتمضي العقيدة متعانقة من العلم .. وهنا اقول ان الحضارة تابى الا ان تكون متعانقة مع الروح .. وان تكون صورة مزيجا متناسقا من الماديات والروحيا ..هنا اقف لاقول اتمنى ان تصل كلمتي ويفهم المقصود من عباراتي المتواضعة ..وبالله التوفيق .
