اسماء مدير المنتدى
عدد المساهمات : 4125 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/07/2012 العمر : 28 الموقع : https://ibde3nawa3im.yoo7.com
| موضوع: الغنى غنى القلب الأربعاء يناير 30, 2013 7:34 am | |
|
” عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم )) : – يا أبا ذر ، أترى كثرة المال هو الغنى ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : فترى قلة المال هو الفقر ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : إنما الغنى غنى القلب ، و الفقر فقر القلب . [1] (( وفقر القلب : خلوه من دوام اﻻفتقار إلى الله في كل حال ، وبعده عن مشاهدة فاقته التامة إلى الله تعالى من كل وجه . [2] و” إنما يحصل غنى النفس بغنى القلب ؛ بأن يفتقر إلى ربه في جميع أموره ، فيتحقق أنه المعطي المانع فيرضى بقضائه ويشكره على نعمائه ، ويفزع إليه في كشف ضرائه ، فينشأ عن افتقار القلب لربه غنى نفسه عن غير ربه تعالى [3] ” وهذا المعنى يرجع إلى الفقر الذي ذكره الله تبارك و تعالى في قوله في سورة ] فاطر } : [ 15 : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ { ، وهي مكية . وفقر النفس يقابله غنى النفس . ومن رضي بما قسم له فهو من أغنى الناس نفساً . عن الحسن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) : من يأخذ عنى هؤﻻء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهم ؟ فقال أبو هريرة : فقلت : أنا يا رسول الله . فأخذ بيدي فعدَّ خمساً وقال : اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً ، و أحبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً ، وﻻ تكثر الضَّحك فإن كثرة الضحك تميت القلب [4] (( وقال الدارمي رحمه الله )) : أخبرنا عبد الله بن موسى عن عثمان بن اﻷسود عن عطاء قال : قال موسى : يا رب أي عبادك أحكم ؟ قال : الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه ، قال : يا رب ، أي عبادك أغنى ؟ قال : أرضاهم بما قسمتُ له . قال : يا رب أي عبادك أخشى لك ؟ قال : أعلمهم بي [5] (( و الرسول صلى الله عليه وسلم استعاذ من فقر النفس ، وفقر القلَّة و الذلَّة ، وسأل الله تعالى المسكنة . قال ابن حجر رحمه الله ) : إن قيل ما وجه استعاذته صلى الله عليه وسلم من الفقر ؟ فالجواب : إن الذي استعاذ منه وكرهه فقر القلب ، و الذي اختاره و ارتضاه : طرح المال . وقال ابن عبد البر : الذي استعاذ منه هو الذي ﻻ يدرك معه القوت و الكفاف ، وﻻ يستقر معه في النفس غنى ؛ ﻷن الغنى عنده صلى الله عليه وسلم غني النفس ، وقد قال تعالى } : وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى { ] الضحى [ 8 : ، ولم يكن غناه أكثر من ادخاره قوت سنة لنفسه وعياله ، وكان الغنى محله في قلبه ثقة بربه ، وكان يستعيذ بالله من فقر منسي ، وغنى مطغي . وفيه دليل على أن للغنى و الفقر طرفين مذمومين ، وبهذا تجتمع اﻷخبار في هذا المعنى ( ا.هـ . [5] *** الشيخ الدكتور : محمد بن عمر بن سالم بازمول حفظه الله تعالى . من كتاب " :أحكام الفقير و المسكين في القرآن العظيم و السنة المطهرة” من صفحة [165] إلى صفحة [168]
| |
|