حج مبارك من دون مشاكل صحية
يترتب عن انهاك الجسم والشعور بالتعب ان تقل قوة جهازه المناعي، مما قد يسبب بعض الاعراض والامراض للحجيج. ولكن يمكن للحاج ان يتفادى ما قد يسبب مرضه من خلال اتخاذه للاحتياطات والاستعداد جيدا لأداء مناسك الحج، حتى تمر عليه هذه الايام الفضيلة من دون قلق او مشاكل صحية.
من أهم الارشادات التي ينصح بها لمن ينوي الحج:
- ان يعرف الحاج مكان الوحدة الطبية المرافقة لحملة بلاده، خاصة لو كان مصابا بمرض ما. فهذا سيسهل عليه قصدها ان حصلت له مشكلة صحية، والتوجه اليها في حالة الإحساس بالألم أو المرض، وعدم إهمال أخذ العلاج واتباع الإرشادات الطبية، حتى لا تسوء حالته، فتمنعه مضاعفات المرض من إكمال الشعائر.
- يجب على المريض ممن يتناول عقارا ما، ان يأخذ معه جرعات علاجية بضعف الكمية التي يحتاج إليها. وان يضع نصفها في حقيبة يحملها بيده والنصف الآخر في حقيبته الكبيرة، وذلك من باب الحرص، فإن فقد احدها يمكنه الاستعاضة بالأخرى.
- يجب على مرضى السكر والقلب والربو بخاصة، ان يحملوا معهم باستمرار حقيبة يضعون فيها مستلزماتهم العلاجية. فقد يحتاج مريض الربو للكمام، او قد يصاب مريض السكر بالهبوط، فيحتاج لتناول حلوى او أخذ الحقنة. بينما تفيد حبة تحت اللسان مرضى ارتفاع الضغط والقلب، كما يجب على كل مريض ان يتعرف على علاجاته الطارئة، وان يأخذها معه.
- ينصح بأخذ منتجات التنظيف والتعقيم، مثل المناديل وسوائل اليد. فيحملها الحاج معه باستمرار ليستعملها في تنظيف يديه، خاصة بعد دخول الحمامات. ولا يغفل التذكير بأن اليدين هما وسيلة نقل العدوى الرئيسة والاهم.
- للمحافظة على اتزان الجسم ونشاطه، يجب أخذ قسط كاف من الراحة، قبل وبعد كل شعيرة من شعائر الحج، ومن ذلك الجلوس للتأمل أو لقراءة القرآن. فذلك يعين الجسم على تحمل التعب والإرهاق وحفظ مستوى مقاومته للعدوى.
- لتفادي الإنهاك الحراري وجفاف الجسم، على الحاج الاكثار من شرب السوائل، كالماء والعصير واللبن وغيره، واستخدام المظلة الواقية من اشعة الشمس، وتغطية الجسم من اشعة الشمس.
- ينصح باستخدام كريم قوي للوقاية من الشمس، وبخاصة على الوجه لتفادي الإصابة بحروق الشمس أو أضرارها على البشرة.
تغذية الحاج
يسافر أغلبنا ضمن حملات توفر له بوفيهات غذائية واطعمة دسمة. بيد ان الامر الذي يجب زيادة الوعي حوله، هو أن تناول الاغذية الدسمة والافراط في كمية الطعام سيرافقه التعب، وارهاق الجهاز الهضمي والشعور بالثقل، واحيانا النزلات المعوية، وهي امور يفضل ان يتفاداها الحاج. وينصح بان يركز في تغذيته على نقاط خاصة، وهي:
- التركيز على تناول الفواكه والخضار المقوية والمفيدة للجسم، كما أنها سهلة الهضم ولا تربك الجهاز الهضمي.
- تفادي تناول الطعام أو الشراب من باعة الأغذية المكشوفة، كما يجب التأكد من صلاحية الأغذية المغلفة. والحرص على تنظيف الخضار والفواكه جيدا قبل تناولها.
- الاكثار من شرب السوائل لتفادي الجفاف وزيادة مستوى الطاقة والتركيز الذهني، حيث يعرف بان نقص كمية الماء في الجسم يرافقه الشعور بالإنهاك والتعب، وفقد الطاقة وانخفاض مستوى التركيز.
- تفادي تناول الاطعمة السكرية والمالحة، لتتجنب الإصابة بنوبات ارتفاع السكر أو ضغط الدم.
- ينصح عدد من الخبراء بتناول فيتامين ج C قبل السفر واثناء الحج وبعده لأيام، لما لهذا الفيتامين من فوائد صحية. فهو يساهم في زيادة النشاط ورفع كفاءة الجهاز المناعي وخفض مستوى التعب. وبدلا عن تناول حبوب فيتامين C، يمكن تناوله من مصادره الغذائية، مثل الفواكه الحمضية او عصيرها والخضروات الورقية.
التطعيمات المقترحة
على من ينوي الحج أن يقصد وحدة الصحة الوقائية في المركز الصحي للحصول على جرعات التطعيم اللازمة، حتى لو خضع لها السنة السابقة. فمن الوارد ان تتغير نوعية اللقاحات من سنة الى اخرى. والتطعيمات الاساسية هي: تطعيم السحايا، تطعيم النيوموكوكال (مضادة لالتهاب المجرى التنفسي البكتيري) وتطعيم الانفلونزا.
وبشكل عام ينصح الخبراء، بتكرار تطعيم السحايا والنيوموكوكل كل 3 سنوات. فيما يقترح تكرار تطعيم الانفلونزا سنويا مع بدء فصل الشتاء وخاصة لكبار السن ممن تعدوا الستين عاما، وسبب التكرار يعزا الى اختلاف تركيبته سنويا بحسب التغير في طبيعة فيروس الانفلونزا المنتشر.
عقاقير ينصح بأخذها
ينصح الحاج بأخذ عقاقير أولية معه لتكون في متناول يده ويتناولها عند الحاجة، وهي عقاقير آمنة وجرعتها معروفة وتباع في الصيدليات من دون وصفة. على سبيل المثال: مسكن الألم، مثل عقار الايبوبروفين، أو البنادول وما يشابهه ان لم تكن هناك حساسية منها. بالإضافة الى مضاد للسعال، غسول للعين والأنف، كريم مرطِّب أو فازلين، وعقار الباراسيتمول لعلاج اي حرارة او صداع. وعلاجات نزلات البرد الخفيفة (طارد البلغم، قطرة للأنف ومص للبلعوم)، وفيتامين C ولاصق للجروح ومسكن لألم المعدة (مثل البسكوبان)، ومسهل أو ملين. وبذلك يوفر عليه الوقت والجهد الذي كان سيتكبده في البحث عن العقار لو احتاجه في الخارج.
الكمام يحمي لمدة ربع ساعة
ينصح بلبس الكمام لخفض فرصة الإصابة بالأمراض التنفسية والتعرض للملوثات الجوية والعوالق. وبحسب الدراسات وارشادات الصحة العامة، فالماسك الطبي يحمي من الجراثيم والعوالق الصغيرة الميكروسكوبية لمدة 15الى 20 دقيقة فقط، ثم تنتهي كفاءته الفعلية. اما لبسه طوال الوقت فينفع في الحماية من العوالق الكبيرة: كالغبار والديزل وغيرها من شوائب الهواء. لذا، من الخطأ الاعتقاد بأن لبسه بشكل مستمر يوفر حماية كاملة ودائمة. فان كان ذلك هو الهدف فيجب تغيره كل 15الى 20 دقيقة وهو أمر غير عملي للكثيرين.
ألم الظهر يلزم التوقف
يجب على من يعاني من ألم في الظهر أو المفاصل، وبخاصة الركبة، ان يتوقف وان يلتزم بالراحة لفترة من الزمن. وإن اشتد الألم، يجب مراجعة طبيب الحملة الذي قد يشير الى ضرورة استعمال الكرسي لمتابعة شعائر الحج. ولا تتهاون في هذا الامر، فقد تكون مصابا بديسك او اعتلال في العمود الفقري، وان شددت على نفسك ستتضاعف حالتك وتصاب بمضاعفات قد تمنعك عن اتمام مناسك الحج.
التعامل مع نوبة هبوط السكر
قد يصاب مريض السكر بنوبة هبوط، نتيجة قلة كمية ما يتناوله من طعام او نتيجة لاستهلاك جسمه لسكر الدم في المجهود البدني لأداء مناسك الحج. وعادة ما يكون مريض السكر الاكثر معرفة واحساسا ببداية اعراض الهبوط. ومن أهمها: التعب والتعرق الشديد والشعور بنبضات القلب السريعة (الرقعة)، صعوبة التنفس والخوف والارتباك. وفي هذه الحالة عليه ان يتناول اي طعام يحتوي على السكر بشكل سريع. ونظرا لذلك، ينصح بحمل عصير او تمر او سكاكر معه دائما، حتى يتناولها عند الشعور ببدء اعراض الهبوط. وطبعا، هذا سيحل المشكلة لمدة أقصاها نصف ساعة، وخلال هذا الوقت لا بد من قياس معدل السكر وان يتناول وجبة غذائية ويرتاح لوقت من الزمن.
التهاب الجهاز التنفسي
الحجاج معرضون للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي لأسباب كثيرة من أهمها: الازدحام وانتقال العدوى بالأمراض المعدية كالتهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وتعرضهم للتقلبات الجوية والتغير في درجات الحرارة بصورة مفاجئة عند الدخول للاماكن الباردة بعد التعرق، كما أن تلوث الجو بعوادم الحافلات والغبار يزيد من فرصة تهيج الجهاز التنفسي وتحسسه، وعادة ما يسبب كل ذلك استمرار السعال من أيام الى ثلاثة أسابيع.
واذا أصبت بالتهابات المجرى التنفسي، فعادة ما يكون نتاجا جراء عدوى فيروسية، وكل ما تحتاجه هو الراحة والاكثار من شرب الماء والسوائل الدافئة. وقد تحتاج الى تناول ادوية تباع في الصيدلية لتقليل الكحة والاحتقان مثل مضادات الهيستامين ومانعات الاحتقان وبخاخات للأنف. وإذا اعتقد الطبيب أن الالتهاب سببه بكتيري سيصف مضادا حيويا.
وبعد العودة من الحج يفضل قصد الطبيب ان استمرت فترة المرض لأكثر من 4-3 ايام. والوقاية من الإصابة بهذه الالتهابات صعب، ولكن يمكن اتخاذ بعض الاحتياطات مثل:
- غسل اليدين باستمرار.
- لبس الكمام الواقي وتغيره كلما امكن.
- عدم التقبيل او الاحتكاك المباشر مع الآخرين، فقد يكونون حاملين للمرض.
- الابتعاد عن الاشخاص المصابين بالتهابات تنفسية او من يسعلون.
- عدم تناول المشروبات المثلجة بل اختيار المشروبات الدافئة او على درجة الحرارة العادية للمحيط.
ضربة الشمس
تحدث نتيجة للتعرض لأشعة الشمس وحرارتها العالية لمدة طويلة، فيفقد الجسم على اثر ذلك كمية كبيرة من العرق وتنقص كمية الماء في الجسم، وتشتد المشكلة ان رافقها بذل مجهود جسدي.
وهي حالة لا يجب الاستخفاف بها ابدا، فان لم يتم علاج الحالة بسرعة وترطيب جسمه فستحدث له مضاعفات تهدد حياته. ومن الاعراض التي يجب الانتباه اليها هي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة مئوية.
- توقف عملية التعرق مع ظهور دلالات جفاف الجلد والاحمرار والسخونة.
- عدم التبول لعدة ساعات.
- يصبح المريض عصبيا ومتوترا ويثور لأتفه الأسباب.
- الصداع الشديد وقلة التركيز.
- فقدان الوعي.
لا تشارك أحدا
من اهم التوصيات على الحجاج الرجال، عدم مشاركة اي احد بالأدوات الحادة مثل شفرات الحلاقة. وعلى الرغم من وجود قوانين تمنع ذلك في الاماكن العامة، لكن قد يتهاون البعض فيما بينهم، وهذا خطأ له عواقب خطرة جدا. فلا يجب ابدا المشاركة بالأدوات الحادة او الادوات الشخصية مثل ادوات الطعام والنظافة الشخصية. فهذا سبب لانتقال العدوى للعديد من الامراض مثل الامراض جلدية والتناسلية وامراض الدم والعدوي الالتهابية. وعليه ينصح الحاج بحمل اغراضه الشخصية وعدم المشاركة فيها أبدا.
كما يعرف بان التهابات اصابع القدم المعروفة باسم «التهاب القدم الرياضية» عبارة عن مرض معد جدا. وعليه، يجب تفادي المشاركة في لبس الصندل والحذاء والجوارب. كما ينصح بلبس الصندل في «الشاور» واثناء الاستحمام، وذلك لان الرطوبة والمياه تدعم انتقال الفطريات التي تسبب التهابات القدم.
إستشارة الطبيب ضرورية
يجب على المصاب بأي مرض ان يستشير معالجه قبل اتخاذ قرار الذهاب للحج. فبعضهم لا يسمح لهم طبيا بالسفر نتيجة لعدم استقرار حالتهم او ضعف صحتهم. اما في حالة السماح لهم، فسيحصلون على الارشادات العلاجية والتحفظية.