عبدالرحمن السقاف وكتابه " العود الهندي "

المعاصرين وُلد في حضرموت عام 1300هـ ، عرفته من خلال كتابه " العود الهندي عن أماليّ في ديوان الكندي " وهو كتاب غني فريد متميز لم يكن عندنا في السعودية من قبل فقد طُبع في مكتباتنا حديثا. يقول عنه الدكتور عايض القرني في تقديمه للكتاب : وسوف أجعل كتاب العود الهندي بمشيئة الله مادتي في دروس الأدب والشعر ؛ لأنني وجدت فيه ضالتي بعد ثلاثين سنة من الترحال في شعاب الأدب وأودية الشعر . وأجمل ما في الكتاب أنه يسير دون تكلف ولا تصنع ، فترى الناظم يتنقل ما بين المواضيع بهدوء فلا تشعر بملل ولا ضجر ، وهو كما في عنوانه " أماليّ " مفردُ إملاء ، أي أن الكتاب مثل المجلس الشعري يُحدّثُ فيه العالم تلاميذه بما فتح الله عليه من العلم . لم أجد في نفسي ما يصف روعة ما قرأت ، فقد استغنيت عن الكتب الأخرى وكأنما تمثلت - كما تمثل الدكتور عائض - قول القائل :

محا حبها حب الأُلى كنّ قبلها .. وحلت محلا لم يكن حُلّ من قبل

وقد وُصفت لي كتب كثيرة من قبل ووجدتها أقل مما وُصفت به ، إلا كتاب العود الهندي فمع التقديمات والتوصيفات الكثيرة إلا أنه كان أعظم وأحلى من وصف واصفيه ، ووجدته يستحق أكبر من كلمات الثناء .

توفي الكاتب عام 1375 هـ - 1959م ، وقد قيلت فيه الكثير من قصائد الرثاء لعل أجملها تلك التي ذكرت في مقدمة كتابه
لتلميذه صالح الحامد :

بكتِ الطروسُ عليك والأقلامُ .. والشرق ناح عليك والإسلامُ

نعتِ المكارم حظها وتنكست .. من أجل رزئـــك للعلا أعلامُ

ورثاك رواد المعارف والهدى .. فاليوم بعـدك كلــــهم أيتامُ

قدر المصيبة عند قدر مصابها .. ولذاك أرزاء العظام عظامُ

فعلى الخطابة والبلاغة بعده .. وعلى النبوغ تحيةٌ وســلامُ

فاذهب فإنك خالدٌ بالذكر ما .. مضت القرون وكرّت الأعوامُ



هذه نبذة بسيطة جدا كتبتها على عجل بعد تسويف وتأخر ،
كنت آمل أن أكتب شيئا مهذبا ومقوما ومنمقا لكن لم تُتح الفرصة ،
وما أحببت أن أتأخر عن صحبي أحباب الأدب ورواده .

تحيتي لكم