مرضت الطفلة هدى فقرر والدها أخذها الى الطبيب ما أن تشرق شمس الصباح.
أمها وردة شابة متوسطة الجمال و الثقافة و أبوها عبد القادر رجل قوي البنية ،غليظ الطبع .
عبد القادر لا يثق بجنس النساء أبدا و لا تفهم وردة سبب تعنته و سوء تعامله معها و لكنها تصبر على أذاه لأنها لا تجد مفرا منه .
بلغ الزوج العيادة و الام تحمل طفلتها عن يمينها ...جلسا بضع دقائق في صالة الانتظار ثم استدعت الممرضة الأم و ابنتها للفحص .
بقي عبد القادر في الرواق يلف و يدور من آخر الرواق الى أوله ثم سأل الممرضة :هل الطبيب رجل أم امرأة ؟ أجابته في حيرة : هو رجل .
ازدادت خطوات عبد القادر سرعة و هو يحوم كالصقر حول فريسته ...اتجه نحو الباب و ركله بضربه واحدة ليجد الطبيب جالسا على مكتبه و وردة و ابنتها تجلسان مقابله .
تقدم خطوات الى الداخل و تفحص المكان بترو شديد و قال : ما شاء الله ، مدفئة و سرير و ضوء خافت هناك .
تطاير الشرر من عينيه باتجاه زوجته و أمرها بالخروج فورا .
حاول الطبيب تهدئته و لكنه نال حظه من بعض الشتم و قال له : لما لم تدعني انا لحمل طفلتي اليك أم تفضل النسوة فقط ؟
تفاجأ الطبيب من فظاظة الرجل و أذن لوردة بالخروج مع بقاء هدى و أبيها ليتم عمله فخرجت مسرعة لا تلوي على شيئ .
جلس عبد القادر مكان زوجته و هو ممسك بالطفلة التي همت بالبكاء من شدة ضغط أبيها عليها واحكام قبضته حول خصرها .
سأله الطبيب عن اسم الطفلة و من فرط الانفعال نسي عبد القادر اسمها و راح يتمتم امام الطبيب و يحاول العثور على اسم ابنته لكن عبثا حاول و لم يجد فهم بالخروج و سؤال زوجته عن اسم ابنتهما .
وقف الطبيب مشدوها لهكذا أب ثم فكر انه لا بد رجل مجنون.
دخل عبد القادر الى صالة الانتظار حيث تعثر بعدة نساء و ازداد غضبه لآنه تكشف على سيدة منقبة و قد رفعت نقابها .
أمر زوجته بالخروج حالا من دون ان يفحص الطبيب ابنته و غادرا الى البيت و هو يثرثر و يصرخ و يتهم زوجته بأشياء لا تعقل .
وصلا الى البيت و وردة لا تطيق كلمة اضافية ...طلبت منه الطلاق فرد عليها بصفعة شديدة اوقعتها أرضا و أدمت شفتها فازدادت غيضا .
قال :تريدين الطلاق لتخلو لك الاجواء ؟
ردت :ان لم تطلقني سالجأ الى الحرام لاذلالك و أنا في عصمتك.
ما أن سمع عبد القادر هذا الكلام حتى هوى عليها بعصى كانت في المطبخ و انهال عليها ضربا حتى توقفت عن المقاومة .
نظرت هدى الى امها و هي تقول : أمي لقد هدأ أبي ،قومي ،لن يضربك ثانية .
ظلت وردة بلا حراك لدقائق ، راح عبد القادر يتفحصها ليجد بركة من الدماء حولها و قلبها لا ينبض