-1-
في أحدى الليالي الماطرة كنت جالسا امام نافذة منزلي اتأمل المطر وهو يتساقط على زجاج النافذة
ومن خلفه مصابيح شارعنا العزيز واضواء السيارات وصوت العجلات وهي تمشي فوق ماء المطر
وبعض العشاق يتمشون في هذه الأجواء الرومانسية تحت المظلات السوداء ..
كنت احستي فنجان قهوتي في موعده المعتاد في الساعة التاسعة مساءا واقرأ احدى الروايات البائسة
التي كنت قد اشتريتها بمبلغ زهيد جدا بحكم انها مستعملة وقد قراها قبلي عدد لا اظن انه اقل من 100 شخص
بحكم ان الرواية مهترءة وصفحاتها شديدة الصفرة ومكتوب عليها انها طبعة عام 1956
طبعا انا وحيد في منزلي المتواضع وان دخلتم منزلي اول كلمة ستقولونها بدون ادنى شك من هذا المعتوه
الذي يعيش في هذا المكان القذر والبائس نعم انه انا ياسادة اخر مايهمني هو النظافة والترتيب
وفضلا عن مسألة النظافة منزلي يعتبر من التراث دعاء الصباح بالنسبة لي هو
اللهم لاتهدم هذا السقف المتهالك فوق رأسي ودعاء المساء اللهم قوي هذه الجدران المتصدعة بقدرتك !
-2-
نعود لنافذتي العزيزة وانا اراقب الناس من خلال النافذة ظهر جاري الذي اكرهه كرها شديدا
وهو يتمشى في بلكونة منزله الفاخر التي تزين جدرانها افخر انواع السيراميك العالمية واندر النباتات والازهار الهولندية
وكان جاري مغرور جدا وبيته اشبه بالقصر وكان ينظر لي نظرة احتقار وكنت دائما اراقبه عندما يفتح باب البلكونة
فأنظر الى منزله من الداخل وارى الاثاث الفاخر والكريستال وكان قلبي يعتصر كلما رأيت هذا المنظر كيف لعجوز احمق ابله كهذا
ان يعيش في هذا المنزل وانا الشاب الوسيم اعيش في هذا الجحر القذر قررت في هذه اللحظة ان ادبر له مكيدة شريرة
كي اعيش مكانه دارت الافكار في رأسي حتى هداني الشيطان لفكرة خبيثة !
-3-
في يوم من الايام كان العجوز الأحمق خارج منزله فقررت تنفيذ خطتي فورا جئت بكيس مليء بالهيرويين
كنت اتعاطى منه ( نعم انا مدمن ) ربطته بأحكام ووضعته في كيس اسود وتأكدت ان لا احد يراني في الشارع
ورميته بقوة الى بلكونة العجوز ولحسن الحظ سقط الكيس في حوض النباتات .. واتصلت فورا بالشرطة
واخبرتهم اني رأيت جارنا يتعاطى المخدرات واعطيتهم العنوان وتم القاء القبض عليه عندما عاد الى منزله .
. في اليوم التالي اخذت امتعتي وانتقلت الى بيته الفخم وكان أي شخص يسألني من الجيران
اقول له ان صديقي العجوز قد امنني على منزله في غيابه .. لقد عشت اسعد لحظات حياتي كنت اعيش كالملك في قصري
الذي حصلت عليه بذكائي اصبحت الشخص الاكثر احتراما في المنطقة واستمر ذلك لفترة طويلة الى ان اتى ذلك اليوم المشؤوم
الذي خرج فيه العجوز الاحمق من السجن وطردني خارج منزله مذلولا امام الجميع
وعدت الى جحري القذر والى نافذتي وقهوتي وروايتي البائسة كما كنت سابقا !
ملاحظة هامة : هذا الموضوع لا يعبر عن وجهة نظري ابدا لكن فكرة خطرت ببالي وقررت الكتابة عنها بغض النظر عن رأيي الشخصي