يسير في تؤدة أو قل في خفة , يقف بجانب تلك العربة التي تعرض بعض الفاكهة الطازجة , في تلك الأثناء يسير بجانبه فتى صغير وأمه يبتسم له الصغير فيرد ابتسامته بمثلها وأحسن
ولكن أم الصغير تلكز طفلها وتدفعه بعيداً عن رائحته السيئة وملابسه المهترئة , تلك السيدة المترهلة تُفاصل في ثمن كيلو التفاح الأحمر بينما ذلك الرجل ذو ربطة العنق الرمادية
يتحسس ثمار المانجو , كانت رائحة البرتقال تُثير شهية صاحبنا الذي أعجبه ذلك الحدث حول العربة بينما يلتفت الطفل الصغير له مرة أخرى محيياً بينما تُعنفه أمه , يضحك في سره
ضحكة طفولية , بينما يمد له سائق عربة ملاكي يديه بجنيه فضة فيقبله شاكراً , في تلك الأثناء كان الرجل ذو ربطة العنق الرمادية يتذوق تفاحة وفي يديه الأخرى ثمرة مانجو يضعها في
شنطته البلاستيكية السوداء دون أن يدري البائع المشغول بالسيدة المصممة على الفصال والتي تبدو آثار النعمة في أساور الذهب التي تكاد تمتد من يديها إلى عنقها , يضحك مرة
أخرى صاحبنا حينما تذوق ذو الربطة الرمادية ثمرة جوافة ولكنه لم يستطعم طعمها بينما يعتذر البائع الذي نفذ صبره واستسلم لفصال المرأة بينما يضع الرجل ذو النعمة ثمرة أخرى في
الشنطة السوداء ويلبس نظارته السوداء ويستقل سيارته السوداء وينطلق بينما يُحييه البائع ويُحي هو البائع المبتسم للشرف الذي لحق به لمعرفة ذلك الرجل الفاره , يقترب صاحبنا
من العربة ويضع يده المتسخة بآثار القطران من نومه في الطرقات متوسداً كفيه , يضحك صاحبنا ذو الكف الأسود حينما يلمح كل من في الشارع يُحيي ذو الربطة الرمادية في
السيارة السوداء , وتُنهي السيدة فصالها بانتصار , يمُد يده ويلتقف قطعة مانجو ويأكلها كما أكلها ذو السيارة السوداء الذي يُلّمع حذائه الآن مجاناً شرفاً لماسح الأحذية الذي مسّ حذاء
الرجل الفاره , كم أرى مذاق قطعة المانجو جميلاً في فم صاحبنا ذو الكف المتسخ والذي انشغل عنه بائعنا في محاولة تغطية آثار هزيمته في تعبئة الثمار للسيدة المنتصرة والتي أصابها
الأشمئزاز من منظر صاحبنا ذو الكف المتسخ , التفت بائعنا كرد فعل لنظرة السيدة المنتشية بالنصر , وهوى بكفه المُلوث بفعل الطمي العالق بالفاكهة التي يُعبئها للسيدة المُشمئزة
المُنتشية بنصرها
يهوي بقلم وبكفه وبزراعه أيضاً فالتمعت حدقتا السيدة ونظر صاحب الربطة الرمادية وماسح الأحذية والناس الفرحين بالتلويح للرجل الفاره
نزل القلم على خدّ صاحبنا بينما يضحك في مرح طفولي ويُشاور للطفل المُبتَعد المُؤنَب من قِبل أمه
سقط الكف وصدح الصوت والتمعت أضواء وضحك رجل متسخ اليدين واتسخت يد بفعل القطران العالق على وجه الرجل الذي لا يجد مأوى سوى الرصيف
هوى القلم بينما يضحك الرجل ويمد للبائع جنيه فضة قد أخذه من رجل ليُعطيه للبائع دون أن يُفاصل ويُعطيه ضاحكاً له مُقابل تذوقه