إذا كنتم تظنون أن الطيور فقط هي التي تهاجر، فهذ غير صحيح. فهناك كائنات أخلى كثيرة مهاجرة في البر والبحر. وفي هذا القسم سوف نتحدث عن قصة أحد الكائنات البحرية المهاجرة وهو سمك السلمون.
يولد سمك السلمون من البيض الذي تضعه الأم في ينابيع المياه. ويأخذ هذا السمك في النمو لمدة بضعة أسابيع، مما يحصل عليه من الصيد ثم بعد ذلك يتجه نحو البحر سالكا طريق النهر الذي يوجد فيه، وأثناء رحلته هذه قد يصادف أمامه السدود والمياه الضحلة، ويحاول النجاة بنفسه من مخاطر السمك الكبير الذي يريد أكله. وبعد أن يتخلص من كل هذه المصاعب، يصل إلى البحر ويقضي هناك عدة أعوام. وعندما يكبر ويحس أنه قادر على الإنتاج يبدأ رحلة العودة من جديد.
وهدف السلمون من العودة هو الوصول إلى المكان الأول الذي ولد فيه. ولكن لا تعتقدوا بأن المسافة قصيرة. فالمسافةالتي يقطعها هذا النوع من الأسماك تتجاوز أحيانا 1500 كيلومتر. وهذا يعني أنها رحلة تستمر لعدة أشهر. وثمة عراقيل كثيرة تعترض سبيل سمك السلمون حتى يصل إلى هدفه.
والمشكلة الأولى، وربما الأهم بالنسبة إلى السلمون؛ هي العثور على المكان الذي نزل فيه أول مرة من النهر إلى البحر بعد مدة من خروجه من البيضة لأن رحلة السمك في العودة تتحدد بوجود ذلك الممر الذي سلكه في رحلته الأولى، ولا يقع أي فرد من أفراد سمك السلمون في الخطإ على الإطلاق، فهو في مرة واحدة يمكن أن يعثر على المكان الذي يتفرع من مجلى الماء.
وبعد أن يدخل في مجرى الماء يبدأ في السباحة في الاتجاه المعاكس للماء بعزيمة صلبة. غير أن عمله هذه المرة في غاية الصعوبة، لأن عملية قطع الشلالات في رحلته الأولى كانت سهلة، فتيار الماء يساعده على التقدم، أما الآن فهو يقطع الشلالات بشكل معاكس، وبالتالي فهو مضطر للقفز إلى الأعلى.