على مصطفى مشرفة .... النابغة المصري ... ابن دمياط
كتب (شمس بانياس) بتاريخ 3 - 12 - 2010
هو الدكتور علي مصطفى مشرفة باشا أحد الأسماء البارزة في المجال العلمي على مستوى العالم ، وهو اول مصري حصل على درجة الدكتوراه من جامعة نوتنجهام في انجلترا عام 1923
والذي حظي بالتقدير المصري والعالمي نظراً لمكانته العلمية المميزة، عرف عن الدكتور مشرفة نشأته الدينية الملتزمة والتي صاحبته في جميع مراحل حياته، كما أقبل على العلم فأخذ ينهل منه حتى تمكن من الوصول لمكانة علمية متميزة شهد له بها العالم أجمع.
ولادته ونشأته
ولد علي مشرفة في 11 يوليو عام 1898م بمحافظة دمياط بجمهورية مصر العربية، ولد في عائلة ميسورة الحال تحظى بالاحترام والتقدير من الجميع، وعلى قدر عالي من العلم والثقافة فوالده هو السيد مصطفى عطية مشرفة أحد الشيوخ الأجلاء، والذي حرص على تنشئة أبنائه على الدين والعلم معاً حتى يخرجوا للمجتمع أبناء صالحين، وكان علي هو الابن الأكبر لمصطفى مشرفة، ولكن للأسف لم يتمكن الوالد من رؤية ولده في المكانة التي وصل لها حيث توفي في عام 1907م، وهو نفس العام الذي حصل فيه مشرفة على الشهادة الابتدائية.
لم تكن العلوم الفيزيائية فقط هي المسيطرة على حياة علي مشرفة، ولكن كانت العلوم الدينية هي الأساس حيث عمل والده منذ صغره على توعية ابنه وتوجيهه نحو الدين فقام مشرفة بحفظ القرآن الكريم صغيراً، هذا بالإضافة لحفظه للعديد من الأحاديث الصحيحة، وكان هذا الدعم الديني هو العامل المحفز له في جميع مراحل حياته التي حفلت بعد ذلك بالعديد من الأحداث والإنجازات.
بدايته في طريق العلم
بدأ مشرفة وضع قدمه على الطريق العلمي عندما حصل على شهادة البكالوريا بمجموع كبير وهو ما أهله للالتحاق بأفضل الكليات ولكن على الرغم من هذا قرر مشرفة الالتحاق بمدرسة المعلمين العليا، وبعد تخرجه منها ونظراً لتميزه ونبوغه تم اختياره للسفر ضمن بعثة علمية ولأول مرة إلى إنجلترا وكان ذلك في عام 1917م .
التحق مشرفة بعدد من الكليات منها كلية "نوتينجهام" ، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف من الجامعة الملكية بلندن عام 1923م، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن في فترة وجيزة.
عاد مشرفة مرة أخرى إلى أحضان الوطن حيث تم تعينه مدرساً بمدرسة المعلمين العليا، إلا أنه ما لبث أن عاد مرة أخرى إلى إ نجلترا حيث أكمل دراساته وتمكن من الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم ليصبح أول مصري يحصل على مثل هذه الدرجة العلمية.
انجازاته
بعد حصوله على الدكتوراه عاد مشرفة مرة أخرى إلى مصر حيث تم تعيينه كأستاذ للرياضة التطبيقية بكلية العلوم جامعة القاهرة، وحصل على درجة "أستاذ" في عام 1926م، على الرغم من الاعتراضات التي صاحبت هذا القرار لأن مشرفة لم يتجاوز الثلاثين من عمره بعد.
ولم يكن هذا كل شيء حيث تم تعيينه عميداً لكلية العلوم في عام 1936م ، وتوالت العمادة لأربع مرات متتالية نظراً لكفاءته وأدائه العلمي المتميز، وفي ديسمبر 1945م تم تعينه وكيلاً للجامعة.
وقد شهدت كلية العلوم أثناء فترة عمادته لها تألقاً علمياً ففتح المجال أمام الطلاب من أجل البحث العلمي، كما عمل على إنشاء قسماً للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية، وحول الدراسة في الرياضة البحتة باللغة العربية، وقام بتصنيف قاموساً لمفردات المصطلحات العلمية لترجمتها من الإنجليزية للعربية.
اتجاهاته العملية
كانت للدكتور مشرفة العديد من الإسهامات العلمية القيمة والتي قام فيها بتفسير وتعديل عدد من النظريات والمسائل العلمية، فقام بتعديل النظرية النسبية لإينشتاين، والنظرية الإلكترونية والكهرومغناطيسية للضوء، كما قام بإضافة عدد من النظريات الجديدة مثل نظريته في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس، ونظريته في الإشعاع والسرعة والتي تعد من أهم نظرياته وكانت السبب وراء شهرته حيث أثبت فيها أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبار كل من المادة والإشعاع وجهان لشيء واحد بإمكان كل منهما أن يتحول إلى الأخر وقد قامت هذه النظرية بفتح المجال بعد ذلك من أجل تحويل المواد الذرية إلى إشعاعات.
وعلى الرغم من أبحاث مشرفة في الذرة إلا أنه كان من أشد الرافضين أن تستخدم في الحروب، ولمشرفة أبحاث عديدة في نظريات الكم ، الذرة والإشعاع، الميكانيكا والديناميكا وغيرها العديد من الأبحاث القيمة، وقد احتلت أبحاثه مكانة متميزة في الجامعات المختلفة وفي الدوريات العلمية.
فكره وجهوده
دعا مشرفة دائما من أجل التسلح بالعلم ومواكبة التقدم العلمي في العالم بل السعي من أجل التفوق وليس مجرد أن نكون في نفس المستوى، وإنه يجب أن يكون هناك تكافؤ علمي حتى لا يكون هناك تهديد من دولة على أخرى، هذا بالإضافة لأهمية دراسة الماضي وما كتبه العلماء القدامى للاستفادة منه في العلوم الحاضرة، وإنه يجب على الإنسان الإطلاع على ما حوله دائماً القديم منه والحديث.
وبالإضافة لجهود مشرفة في مجال العلوم والذرة وغيرها من الأمور العلمية، كان ملماً أيضاً بأمور الأدب واللغة والشعر فكان عضواً بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية، وقام بترجمة عدد من الأبحاث إلى اللغة العربية، وكان حريصاً على حضور المؤتمرات والمناظرات ونشرت له العديد من المقالات .
اهم مؤلفاته
كان الدكتور مشرفة من المؤمنين بأهمية دور العلم في تقدم الأمم، وذلك بانتشاره بين جميع طوائف الشعب حتى وإن لم يتخصصوا به، لذلك كان اهتمامه منصبا على وضع كتب تلخص وتشرح مبادئ تلك العلوم المعقدة للمواطن العادي البسيط، كي يتمكن من فهمها والتحاور فيها مثل أي من المواضيع الأخرى، وكان يذكر ذلك باستمرار في مقدمات كتبه، والتي كانت تشرح الألغاز العلمية المعقدة ببساطة ووضوح حتى يفهمها جميع الناس حتى من غير المتخصصين. وكان من أهم كتبه الآتي:
الميكانيكا العلمية و النظرية 1937
الهندسة الوصفية 1937
مطالعات عامية 1943
الهندسة المستوية والفراغية 1944
حساب المثلثات المستوية 1944
الذرة والقنابل الذرية 1945
العلوم والحياة 1946
الهندسة وحساب المثلثات 1947
نحن والعلم.
وفاته
توفى مشرفة في 15 يناير 1950م، بعد أن بذل الكثير من الجهد من أجل العلم، وقد شهد العالم أجمع على مدى عبقريته وإمكانياته العلمية المتميزة، ويوجد لمشرفة تمثال بمتحف الشمع بلندن ضمن أفذاذ العلماء بالعالم
**ويقال ان قتل مسموما في ظروف غامضة والمتهم في اغتياله الموساد الاسرائيلي
**ويقال ايضا ان البرت انشتاين كان يجلس في محاضراته ويسمع لها بانصات وحين وفاته نعاه وقال فيه