تفسير اسم من اسماء الله الحسنى
الرحمن والرحيم
أولا /المعنى اللغوي :
الرحمن مشتق من الرحمة ، والرحمة في اللغة هيالرقة والتعطف والشفقة , وتراحم القوم أي رحم بعضهم بعضا والرحم القرابة .
وهو مبني على المبالغة ومعناه ذو الرحمة الذي لا نظير له فيها ، وهو لا يثنى ولا يجمع ولا يسمى به أحد غيره .
والرحمن هو من عمت رحمته الكائنات كلها في الدنيا سواء في ذلك المؤمن والكافر
وقد ذكر ابن القيم أن وصف فعلان يدل على سعة هذا الوصف وثبوت جميع معناه الموصوف به؛ ألا تري أنهم يقولونغضبان للممتليء غضبا وندمان وحيران وسكران ولهفان لمن مليء بذلك فبناء فعلان للسعةوالشمولولهذا يقرن الله تعالي استواءه علي العرش بهذا الاسم كثيرا كقولهسبحانه الرحمن علي العرش استوي) طه:5 وكقوله أيضا ثم استوي علي العرشالرحمن فاسأل به خبيرا) الفرقان:59
فاستوي علي عرشه باسمه الرحمن لأن العرشمحيط بالمخلوقات وقد وسعها والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم علي اختلاف أنواعهم كماقال تعالي ورحمتي وسعت كل شيء) الأعراف:156 فاستوي علي أوسع المخلوقاتبأوسع الصفات ومن ثم وسعت رحمته كل شيء
واسم الرحمن اختص به الله لا يتسمى به غيره فقد قال الله (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ) فقرن بين اسمي الله والرحمن الذي فكما أن لفظ الجلالة (الله ) لا يتسمى به غيره فكذلك اسم (الرحمن )
ولما تسمى مسيلمة الكذاب بـ(رحمن اليمامة ) واشتهر بذلك لقبه رسول الله بالكذاب وجعله الله نكالا فلايذكر اسمه إلا إذا اقترن بالكذاب فصار علما لا يعرف إلا به .