إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا .مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، أَمَّا بَعْد :
سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
محمد طه شعبان
***
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. في ظل هذه الغربة التي نعيشها، وفي ظل حالة الضعف هذه التي سيطرت علىٰ المسلمين، والتي تكالب فيها أعداء الإسلام على الإسلام والمسلمين كما تكالب الأكلة علىٰ قصعتها، وأصبح الإسلام يُضرب من كل مكان حتىٰ ممن هم من بني جلدتنا ويتكلمون بكلامنا ممن اختلطوا بالغرب وأشربوا منهم، فأصبحوا سهامًا مُصوَّبة للطعن في دين الله عز وجل ، وأصبح الرويبضة يتكلم في أمر العامة، وما ذلك إلا لأنهم قُدّموا في الوقت الذي أخّر فيه العلماء العاملون الربانيون، فلا يُسمع منهم ولا يُؤبه لهم.
ثم إنه لا سبيل للخروج مما نحن فيه إلا باتباع الأوائل، فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلىٰ ما أصلح أولها. ولن يتأتى ذلك الاتباع إلا بالعلم والتعلم، وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك. واعلم أخي – حفظك الله- أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الله عز وجل لن ينزع العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور العلماء، إنما ينتزعه – في آخر الزمان- بقبض العلماء، حتىٰ إذا لم يجد الناس عالمًا اتخذوا رءوسًا جهالًا فسؤلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا وهذا ما نراه الآن يحدث بين أيدينا، فإن العالم من علمائنا يموت ولا نرىٰ من يسد فراغه، إلا بقايا من أهل العلم تركهم الله سبحانه وتعالى لنا نستنير بنورهم ونهتدي بهداهم، وهؤلاء وإن كانوا قلة، إلا أن بركتهم غزيرة والحمد لله.
فعليك – أخي الكريم- أن تبادر وتسارع في طلب العلم وأخذه عن العلماء، ولا تكْسل. ولما كان طالب العلم في حاجة إلىٰ دراسة سيرة الحبيب المصطفىٰ صلى الله عليه وسلم دراسة منهجية دقيقة؛ كي يتأسىٰ به صلى الله عليه وسلم، ويستمد من خلقه وأدبه صلى الله عليه وسلم ورحمته بالعباد، وحلمه حتىٰ مع غير المسلم.فهذه سلسلة في سيرته صلى الله عليه وسلم، أقدمها للقراء الأعزاء في حلقات متوالية ان شاء الله تعالى.