الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واعترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ
هل تعرف من هو " جُحا " > للاهمية <
*********************************
ان ( جحا ) ليس أسطورة ، بل هو حقيقة ، واسمه ( دُجين بن ثابت الفزاري – رحمه الله - )، أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه وروى عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، وهشام بن عروة، وعبد الله بن المبارك، وآخرون.
قال الشيرازي: جُحا لقب له ، وكان ظريفاً، والذي يقال فيه مكذوب عليه.
قال الحافظ ابن عساكر: عاش أكثر من مائة سنه. وهذا كله تجده مسطوراً في كتاب "عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي ( ص 373 وما بعدها).
وفي ميزان الاعتدال للذهبي (المجلد الأول، ص 326) ما نصه: جُحا هو تابعي، وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة، وصفاء السريرة، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته. وقال الجلال السيوطي: وغالب ما يذكر عنه من الحكايات لا أصل له.
ونقل الذهبي أيضاً في ترجمته له : قال عباد بن صهيب :
حدثنا أبو الغصن جُحا – وما رأيت ًأعقل منه - .
وقال عنه أيضاً : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ ، أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المُحدثون .
وقال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله - : " ... و منهم ( جُحا ) و يُكنى أبا الغصن ، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء ، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل ، و قد قيل : إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله أعلم
قال ابن حجر في تعجيل المنفعة: دجين بن ثابت اليربوعي أبو الغصن البصري عن أسلم مولى عمر وهشام بن عروة وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو عمر الحوضي ومسلم بن إبراهيم وجماعة وهاه ابن معين وقال النسائي ليس بثقة وقال ابن حبان كان قليل الحديث منكر الرواية على قلته يقلب الأخبار ولم يكن الحديث شأنه وهو الذي يتوهم أحداث أصحابنا أنه جحا وليس كذلك قلت ابن عدي روى لنا عن يحيى بن معين انه قال الدجين هو جحا ولم يصح عنه وضعفه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان والدارقطني وغيرهم. اهـ
وقال الذهبي في السير: أبو الغصن هو الشيخ العالم الصادق المعمر بقية المشيخة أبو الغصن ثابت ابن قيس الغفاري مولاهم المدني عداده في صغار التابعين يروي عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب ونافع بن جبير وخارجة بن زيد الفقيه وأبي سعيد كيسان المقبري والقدماء ورأى جابر بن عبد الله فيما اعترف به أبو حاتم. حدث عنه معن بن عيسى وعبد الرحمن بن مهدي وبشر بن عمر الزهراني والقعنبي وإسماعيل بن أبي أويس وجماعة وأخطأ من زعم أنه جحا صاحب تيك النوادر. اهـ