إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونعــوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ...
أما بـــــــــعد:
السلام عليكم ورحمة الله
الحديث والسيرة النبوية
نقدم لكم:
حلقة جديدة من حقد قديم
أحمد أبو الوفا صديق أحمد
أعاد التاريخ نفسه، وأكد أن عهد أبي جهل، وأبي لهب، وأمية بن خلف، وغيرهم من كفار قريش - لم يزل قائمًا، وأن ما حدث من بعض أقباط المهجر من إعداد فيلم يسيء إلى الرحمة المهداة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وما حدث أيضًا من نشر صحيفة فرنسية لرسوم كاريكاتورية بذيئة، ما هو إلا حلقة في سلسلة بدأتْ مع بداية الدعوة إلى الإسلام، ولن تنتهى حلقاتها إلى يوم القيامة.
إن ما قام به هؤلاء وأولئك يكشف عن حقد دفين، وكراهية، وعنصرية، وخوف من سطوعٍ لشمس الإسلام الذي يدعو إلى الحرية، والمساواة، والعدالة، والحب، والتسامح، ويعلي من قيمة الإنسان وقدره، ويرفع من شأنه.
لقد أساؤوا لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق الوعد الأمين، صاحب الخلق الكريم الذى عمَّتْ رحمته الدنيا بأسرِها، من إنس، وجن، وحيوان، ونبات، وطير، وجماد، وقدَّم للبشرية كل أنواع الفلاح والنجاح في الدارين الدنيا والآخرة، وأخرجها من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد.
ولقد أعلن - صلى الله عليه وسلم - الهدفَ من بعثته، والغايةَ من رسالته، حين أكد أنه جاء ليكمل مسيرة الأنبياء السابقين، وليرفع راية الإسلام والتوحيد على كل أرجاء الأرض.
أخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي، كمَثَل رجلٍ بَنَى بيتًا، فأحسنه وأجمله، إلا موضع لَبِنَة من زاوية، فجعل الناس يَطُوفُون به، ويَعجَبُون له، ويقولون: هلاَّ وُضِعتْ هذه اللَّبِنَة، قال: فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتم النبيينَ)).
لقد تجاوز هؤلاء الحاقدون والكارهون كلَّ القوانين والأعراف الدولية حين سمحوا لأنفسهم أن يسيئوا إلى المسلمين ونبيهم - صلى الله عليه وسلم - ولكن جاءتْ موجة الغضب العارمة التي عمَّت العالَمينِ العربي والإسلامي؛ لتؤكِّد لهؤلاء وأمثالهم أن للمسلمين قوتَهم ومكانتَهم، وعزتهم، وحبهم لنبيهم - صلى الله عليه وسلم - لأنهم يحملون أشرف رسالة.
وينبغي أن يكون التعامل مع هؤلاء بفكر مستنير، وتخطيط جيد؛ لأن الإسلام نبذ العنف والعدوان على الآخرين، ودعا إلى استخدام العقل والحكمة في مثل هذه المواقف.
إن ما حدث ليس ببعيد عن سمع وبصر الولايات المتحدة الأمريكية؛ فهي تنفذ خطط الصهيونية العالمية، التي تتحيَّن الفرصة تلو الأخرى لتكيد للإسلام والمسلمين، ومن هذا المنطلق ينبغي على المسلمين - في شتى بقاع الأرض - أن يستخدموا سلاح المقاطعة الاقتصادية معهم، فليس من المعقول أن يسيئوا إلى نبينا، ثم نشتري منتجاتهم، ونمد جسور التعاون معهم.
وكلما تزايدتْ حملات الهجوم من أعداء الإسلام على الرحمة المهداة دخل الكثير من أبناء الغرب في الإسلام بعد أن يعرفوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقرؤوا عن عفوه وسماحته ورحمته، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].
وفي النهاية نقول:
إنه مهما فعل هؤلاء، فلن ينالوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن الله - تعالى - رفع قدره، وأعلى ذكره ومكانته من فوق سبع سموات، في المعجزة الخالدة إلى يوم القيامة، القرآن الكريم.
تقبلوا تحياتنا