إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونعــوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ...
أما بـــــــــعد:
السلام عليكم ورحمة الله
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
إخواني ,,, إخواتي
أهلا وسهلا بكم
فـي منتداكم و بيتكم الثاني
الحديث والسيرة النبوية
يسعدنا و يشرفنا أن نرحب بكم في رحاب منتدانا الغالي
حللتم أهلا و نزلتم سهلا...
الحلقة (6)أقسام الخبر باعتبار وصوله إلينا
أ.د.فالح بن محمد بن فالح الصغير
أقسام الخبر باعتبار وصوله إلينا
ثانياً الآحاد
2ـ العزيز
نأخذ في هذه الحلقة النوع الثاني من أنواع الآحاد و يسمى العزيز ونتطرق إليه من خلال العناصر التالية:ـ
تعريفه :
لغة: مأخوذ من العزة, تقول :عز يعز من باب تعب فهو عزيز, وجمعه أعزة. وتعزز: تقوى, وعززته بآخر: قويته. وعز: ضعف فيكون من الأضداد. وعز الشئ: يعز من باب ضرب لم يقدر عليه لقلته وندرته (1)
اصطلاحا: اختار الحافظ ابن حجر انه ما رواه اثنان ولو في بعض طبقات السند (2) .
وعرفه ابن منده بأنه ما رواه اثنان أو ثلاثة , وتبعه على ذلك ابن الصلاح والنووي وابن كثير (3) . سمي بذالك اما قوته أو لندرته وقلته .
وقد تمنى صاحب فتح الملهم أن لو سمى المحدثون ما رواه الثلاثة بالعزيز لقوله تعالى (فعززنا بثالث),
وما رواه اثنان بالمؤزر لقوله تعالى: (وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي ) لأن الاصطلاح كلما قرب من الاستعمال
القرآني كان أحسن وأليق (4) .
مثاله:
حديث ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده)) . فقد رواه عن النبي انس كما في الصحيحين (5) وأبو هريرة كما في البخاري (6) , ورواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب , ورواه عن قتادة شعبة وسعيد بن أبي عروبة , ورواه عن عبد العزيز إسماعيل بن علية وعبد الوارث, ورواه عن كل جماعة (7)
فائدة:
ادعى ابن حبان ن رواية اثنين عن اثنين لا توجد أصلا . قال الحافظ ابن حجر: إن أراد أن رواية اثنين فقط لا توجد أصلا . فيمكن أن يسلم وأما صورة العزيز التي حررناها بأنه لا يرويه اقل من اثنين عن اقل من اثنين فموجودة (
.
حكمه:
العزيز كغيره من أقسام الآحاد لا يوصف بكونه صحيحا أو غير صحيح بل منه الصحيح، والحسن، والضعيف .
كونه شرطاً للصحيح:
أومأ الإمام الحاكم أبو عبد الله (9) إلى أن من شروط الحديث الصحيح أن يكون عزيزاً بمعنى أن يروى عن اثنين من التابعين فمن بعدهم . وقد ادعى ابن العربي (10) , والكرماني في شرح البخاري (11) . أن ذلك شرط البخاري في صحيحه . وقد فند الحافظ ابن حجر هذه الدعوى في فتح الباري (12) , ويكفي في رد هذه الدعوى أول الحديث في الصحيح حديث: ((الأعمال بالنيات)) , وآخر حديث فيه .((كلمتان خفيفتان على اللسان...)) فإن كلا منهما لم يصح في طبقاته الأولى الأربع إلا من طريق واحد عن واحد
فالأول لم يروه عن عمر إلاعلقمة ولا رواه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم ولاعن محمد إلا يحيى بن سعيد وعنه انتشر كما سيأتي (13) . قريبا . والثاني لم يصح إلا عن أبي هريرة وتفرد به أبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي وتفرد به عنه عمارة بن القعقاع وعنه محمد بن فضيل وعنه انتشر .
قال ناظم النخبة:
وليس شرطا للصحيح فاعلم وقيل شرط وهو قول الحاكم (14)
وينبغي أن يعلم أنه ليس كل حديث عزيز فهو صحيح عند الحاكم بل العكس كل حديث صحيح لا بد أن يكون عزيزاً (15) عنده وتقدم أن فيه ما فيه.
(1) - القاموس المحيط مادة (عزز) ,وبصائر ذوي التمييز 4/61.
(2) - نزهة النظر ص 64-65.
(3) - علوم الحديث ص 243,التقريب للنووي ص375مع شرحه تدريب الراوي , واختصار علوم الحديث ص 197-189.
(4) - مقدمة فتح الملهم ص14.
(5) - البخاري 1/58, ومسلم 2/15.
(6) - البخاري 1/58.
(7) - نزهة النظر ص70 , وفتح المغيث 3/32,وذكر انه لم يقف على رواية سعيد بن ابي عروبة وذكر انه قلد شيخه فقط, وهي مخرجة في الترغيب والترهيب للأصبهاني 1/98-99 رقم 73.
(
- نزهة النظر ص69.
(9) - معرفة علوم الحديث ص 77.
(10) - عارضة الأحوذي 1/87.
(11) - شرح الكرماني 6/35, 22/46.
(12) - فتح الباري 10/575.
(13) - ص 53.
(14) - نظم الصنعاني , وهذا في بعض النسخ , وفي بعضها بدل الشطر الثاني
وقد رمي من قال بالتوهم).
(15) _ علوم الحديث د. صبحي الصالح ص 231