عرش بلقيس اليمن //مارب
يقع عرش بلقيس (ملكة سبأ) على بعد 1400 متر إلى الشمال الغربي من محرم
بلقيس وهو معبد سبئي كرّس للمقة " اله القمر" ويلي معبد اوام من حيث
الأهمية ويعرف محليا "بالعمايد ". و المعبد مربع الشكل له مساحة مكشوفة
تتوسطها البئر المقدسة وحوض ماء حجري يصل إليه الماء بواسطة مصب من فم
الثور المقدس. والقاعة محاطة بعدد من الجدران من الشمال والغرب والجنوب
وامام الجدار الغربي ينتصب عدد من المقاعد المرمرية ومن القاعه المكشوفة*
وتوجد 12 درجة تؤدي إلى قدس الأقداس حيث الستة الأعمدة يوجد حاليا خمسة
أعمدة والسادس مكسور ذات التيجان المزخرفة بالمكعبات ويزن العمود 17 طن
و350 كجم ويبلغ طوله 12 متر وسمكه 80×60 سم. يحيط بساحة المعبد المقدسة سور
من اللِبن"الطين" وله أبراج ، ويقع باب المعبد في الجهة الشمالية. وقد مرّ
بناء المعبد بمرحلتين أساسيتين* الأولى من نهاية الألف الثاني حتى بداية
الألف الأول قبل الميلاد والثانية بدأت عام 850 ق.م.
يحضروه قبل أن تصل ملكة سبأ مع قومها : (قَالَ
يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ
يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ
قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ *
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ
أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَوهو العرش الذي طلبه النبي سليمان من
جنوده أن لَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ
رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا
يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)
[النمل: 38-40]. رسم تخيلي لمكلة سبأ "بلقيس"
الصورة التالية لما يعتقد أنه بقايا عرش بلقيس ملكة سبأ والموجود في مدينة سبأ اليمنية داخل ما يعرف بمعبد الشمس
.
موقعه : جنوب مدينة مأرب القديمة بمسافة4 كم على الضفة الجنوبية لوادي أذنة.
مكانته :
أنه كان المعبد الرئيسي للإله ( المقة ) إله الدولة السبئية ، وكان يحتل
مكانة متميزة بين بقية معابد هذا الإله سواءً المشيدة في مأرب وضواحيها أو
تلك المشيدة في أنحاء اليمن ، فقد كان هذا المعبد هو بمثابة المعبد القومي
للإله ( المقة ) ـ الإله الرسمي للدولة السبئية ـ ، وكان رمزاً للسلطة
الدينية في سبأ ، وهو المكان المقدس الذي يتم فيه تلقي أوامر وتعليمات
الإله إذ كانت الشعوب والقبائل المنطوية تحت اتحاد قبائل مملكة سبأ ملزمة
بتقديم القرابين والنذور للإله ( المقة ) سيد معبد ( أوام ) كتعبير عن
خضوعها لولاية الدولة السبئية عليها قرابينهم ونذورهم للإله ( المقة )
وكإيفاء لنذر سابق أو لغرض الحصول على طلبات تمس مختلف نواحي حياتهم مثل
وفـرة المحصول وكثرة الولد والصحة والعافية والسلامة ، والانتصار على
الأعداء ، وكان الحج السنوي يقام في شهر ( أبهي ) ، كما كان هناك أيضاً طقس
حج آخر هو الحج الفردي ، وهو الذي يتوجه فيه عباد الإله ( المقة ) إلى
معبد ( أوام ) لأداء طقس الحج المقدس ، وهو طقس تختلف شعائره ومناسكه
الدينية عن طقس الحج الجماعي ، وكان يقام هذا الطقس في شهر ( ذهوبس ).
تاريخ بنائه : يعود على أقل تقدير إلى عهد المكرب السبئي"يدع إل ذرح بن سمه علي " لذي حكم في القرن الثامن قبل الميلاد .
موصفاته :
يتكون المعبد من سور بيضاوي الشكل تقدر أبعاد المنطقة الواقعة داخله بـ (
100 × 75 متراً ) ، وسمك جـدار السـور ما بين ( 3.90 متراً ) إلى ( 4.30
متراً ) ، ويوجد في الجهة الغربية منه فتحة في بناء السور اتساعها ( 88 سم )
، وهذه الفتحة بمثابة باب في تلك الجهة بينما المدخل الرئيسي للمعبد في
الجهة الشمالية الشرقية ، يتقدمه صف من ثمانية أعمدة حجرية يبلغ ارتفاعها
بين ( 4.65 - 5.30 م ) شكلت فيما بينها وبين الجدار ساحة مستطيلة الشكل
أبعادها ( 23.97 × 19.15 متراً ) ، ثم يأتي بعد ذلك ساحة أخرى في مبني
المعبد يليها ساحة كبيرة مكشوفة تحيط بها أربعة أروقة تقوم أسقفها الحجرية
على أعمدة حجرية .
مكوناته : وبكل
أسف وندم فقد تعرض المعبد للسلب والنهب بصورة مستمرة منذ أن هجر في بداية
القرن الخامس الميلادي ، وقد كانت به العديد من التماثيل المصنوعة من
البروزنز كما أن معظم جـدرانه الداخلية كانت مغطاة بصفائح برونزية ربما
كانت عليها كتابات وزخارف متنوعة لم يبق من أثرها سوى بقايا المسامير
المصنوعة من البرونز التي كانت مثبتة بها في الجدران .كما كان بالمعبد
نقوشا بمثابة أرشيفاً متكاملاً للكثير من الحوادث التاريخية منذ القرن
الثامن قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي تقريباً