وقد ورد في أحد الأحاديث النبوية الإسلامية قولا عن زئير الأسود، فقد روى الطبراني وأبو منصور الديلي، والحافظ المنذري، عن عبد الرحمن بن صخر الدوسي الملقب بأبي هريرة، وهو أحد صحابة نبي الإسلام محمد بن عبد الله، أنه قال: "أتدرون ما يقول الأسد في زئيره؟"، قالوا: "الله ورسوله أعلم"، قال: "إنه يقول: اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف".
العلاقة مع الضواري الأخرى
تعدّ علاقة الأسود بالضباع المرقطة في المناطق التي يتشاطرها كلا النوعين فريدة من حيث تعقيدها وحدّتها، فكل منهما يعتبر مفترسا فوقيّا يقتات على نفس الطرائد التي يقتات عليها النوع الأخر، وبالتالي فهي منافسة مباشرة لبعضها البعض، وكنتيجة لهذا فإن الأسود والضباع غالبا ما تتقاتل وتسرق فرائس بعضها. وعلى الرغم من أن الفكرة الشائعة لدى الناس هي أن الضباع تعتبر قمّامة منتهزة للفرص، تستفيد من نجاح الأسود في الصيد لتقتات على بقايا ذبائحها، فإن العكس هو غالبا الصحيح، فطعام الضباع يتألف بمعظمه من طرائد قتلتها بنفسها، بينما تشكّل الجيفة قسما كبيرا من غذاء الأسود، وبحال تنبهت الأخيرة لعملية صيد ناجحة للضباع فستقوم بطردها والاستيلاء على فريستها. ففي فوهة نغورنغورو بتنزانيا مثلا، تفوق جمهرة الضباع عدد جميع الأسود الموجودة، مما أدّى بجعل نسبة كبيرة من غذاء السنوريات تتكون من بقايا صيد الضباع. يتضمن النزاع بين هذين النوعين، على الرغم من كل ذلك، أكثر من مجرّد معارك على مصادر الطعام، فهي تتقاتل أيضا على حدود أحوازها على العكس من معظم الحيوانات الأخرى، فأي حيوان عادةً يقوم بتعليم حدود منطقته كي يمنع أفراد أخرى من نفس النوع والجنس أن تدخل وتنافسه على نفس مصادر الغذاء والإناث (بحال الذكور)، ولا يهتم بالأنواع الأخرى المختلفة التي تشاطرة حوزه، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الأسود والضباع؛ فكل منها يعلّم حدود منطقته ليمنع النوع الأخر من دخولها كما يفعل مع الأفراد الأخرى من بني جنسه. تعتبر ذكور الأسود عدائية جدا تجاه الضباع، وقد تمّت رؤيتها وهي تصطادها وتفتك بها دون أن تقتات عليها، وبالمقابل فإن الضباع مفترسة رئيسيّة للأشبال، وتقوم بإزعاج اللبؤات ومضايقتها في موقع الصيد،[106][107] إلا أنها تتفادى الذكور البالغة الصحيّة ولا تحتك معها مهما حصل.
تهيمن الأسود على السنوريات الأصغر حجما، مثل الفهود والنمور، في المناطق التي تتشاطرها معها، كما وتسرق منها طرائدها وتقتل أشبالها وحتى الأفراد البالغة منها بحال سنحت لها الفرصة. تصل نسبة احتمال خسارة الفهد طريدته لصالح الأسود أو ضوار أخرى إلى 50%،[108] كما وتعتبر الأخيرة سببا أساسيّا وراء ارتفاع نسبة وفيات جراء الفهود في أسابيعها الأولى، حيث تصل نسبة ما ينفق منها بسبب الافتراس في هذه الفترة إلى 90%. تتفادى الفهود منافسة الأسود عبر صيدها في أوقات مختلفة من النهار تكون فيها قريبتها الأكبر حجما تستريح عادةً، وأيضا عن طريق تخبئة جرائها في النبات الخفيض الكثيف. تلجأ النمور لنفس الأساليب أيضا، لكنها تمتلك أفضليّة على الأسود والفهود من ناحية أنها قادرة على البقاء عبر الاقتيات على الطرائد الصغيرة حصريّا مثل الأرانب البرية والطيور، وحتّى الخنافس. أيضا، فالنمر، على العكس من الفهد، قادر على تسلّق الأشجار ويستخدمها لتخبئة جرائه وطرائده بعيدا عن متناول الأسود، إلا أن اللبوات تكون قادرة في بعض الأحيان على تسلّق الشجرة وإحضار الجيفة.[109] تهيمن الأسود على الكلاب البرية الأفريقية بشكل مماثل، وهي لا تكتفي بأخذ طرائدها فحسب، بل تفترس جرائها والأفراد البالغة منها أيضا (على الرغم منها نادرا ما تستطيع الإمساك بتلك الأخيرة).[110]
يُعتبر تمساح النيل المفترس الوحيد، إلى جانب الإنسان، القادر على قتل أسد بالغ. يخسر كل من الطرفين فريسته أو الجيفة التي يقتات عليها لصالح الطرف الأخر إن كان أصغر منه حجما. يُعرف عن الأسود أنها قادرة على قتل التماسيح بحال كانت تجول على اليابسة،[111] والعكس صحيح، فالتماسيح تقتل أي أسد يدخل المجاري المائية التي تقطنها، والدليل على ذلك هو العثور أحيانا على مخالب بعض الأسود في معدة التماسيح.[112]
الانتشار والمسكن
خريطة لولاية غوجرات الهنديّة، وتبدو فيها غابة غير (اللون الأخضر)، الموطن الحالي الوحيد للأسد الآسيوي.
تتواجد الأسود في أفريقيا بأراضي السفانا العشبيّة ذات أشجار السنط المتناثرة التي تلجأ إلى ظلالها في فترات النهار الأكثر حرّا؛[113] أما في الهند فمسكنها عبارة عن مزيج من غابات السفانا الجافة وغابات الأشجار القمئية النفضيّة الجافة أيضا.[114] ومنذ فترة قصيرة نسبيّا كان مسكن الأسود يشمل القسم الجنوبي من أوراسيا، أي المنطقة الممتدة من اليونان حتى الهند، ومعظم إفريقيا عدا القسم الأوسط ذي الغابات المطريّة والصحراء الكبرى. ذكر هيرودوتس أن الأسود كانت مألوفة في اليونان قرابة العام 480 قبل الميلاد؛ وقد هاجمت قافلة جمال الملك الفارسي خشایارشا الأول خلال غزوه البلاد. يقول أرسطو أن الأسود أصبحت نادرة في اليونان بحلول عام 300 ق.م. وبحلول عام 100م كانت قد انقرضت نهائيا.[115] استمرت جمهرة صغيرة من الأسود الآسيوية بالتواجد في القوقاز حتى القرن العاشر، وتُعد هذه المنطقة المكان الأخير في أوروبة الذي تواجدت فيه الأسود بشكل بري.[116]
إنقرضت الأسود من فلسطين ولبنان بحلول القرون الوسطى، ومن معظم آسيا في القرن الثامن عشر بعد وصول الأسلحة النارية الحديثة. وفي الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كانت الأسود قد اختفت كليّا من شمال إفريقيا والشرق الأوسط.نفق آخر أسد في تركيا وأقصى شمال الهند خلال أواخر القرن التاسع عشر[117][118]، أما آخر مشاهدة لأسد حيّ في إيران فكانت عام 1941 بين شيراز وجهرم بمحافظة فارس وفي عام 1944 وجدت جيفة آخر لبوة على ضفاف نهر كارون في محافظة خوزستان[119]، إلا أنه على الرغم من ذلك لا توجد تقارير موثقة من إيران يمكن الاستناد إليها في هذا الموضوع.[73] تعيش السلالة الآسيوية اليوم بداخل وفي المنطقة المحيطة بغابة غير الواقعة في شمال غرب الهند بولاية غوجرات،[24] وتأوي هذه الغابة البالغة مساحتها 1,412 كلم² (558 ميل مربّع) حوالي 300 أسدا تزداد أعدادها ببطء.[120]
كانت الأسود تُعتبر أكثر ثدييات اليابسة الكبرى انتشارا بعد الإنسان حتى أواخر العصر الحديث الأقرب (البليستوسين، منذ حوالي 10,000 سنة)، حيث كانت توجد في معظم أنحاء إفريقيا، الكثير من أنحاء أوراسيا من أوروبا الغربية حتى الهند، وعبر جسر بيرينغ وصولا إلى الأمركيتين، من يوكون حتى البيرو.[121] كانت بعض أقسام هذا الموطن تقطنها سلالات أصبحت اليوم في عداد الحيوانات المنقرضة.
الجمهرة الحالية وحالة الحفظ
شبلين يلعبان مع بعضهما في السرينغتي.
تعيش معظم الأسود اليوم في إفريقيا الشرقية والجنوبية، في جمهرات تتراجع أعدادها بشكل سريع، حيث يُقدّر أن نسبة هذا التراجع تراوحت بين 30 إلى 50% على مر العقدين الماضيين.[3] أظهرت إحدى التقديرات الحالية لجمهرة الأسود الأفريقية أن ما بين 16,500 و 47,000 أسدا بريّا كان موجودا ما بين عاميّ 2002 و2004،[122][123] بعد أن بلغت أعدادها حوالي 100,000 فرد في أوائل التسعينات من القرن العشرين، وقرابة 400,000 على الأرجح في الخمسينات. إن سبب تراجع الأعداد لا يزال غير معروفا حتى اليوم، وقد لا يكون قابل للإصلاح حتى،[3] ولكن يعد النزاع مع البشر وفقدان المسكن أبرز المخاطر على هذا النوع حاليّا.[124][125] إن الجمهرات الحالية غالبا ما تكون معزولة جغرافيّا عن بعضها البعض، مما قد يؤدي إلى التناسل الداخلي، وبالتالي نقص التنوع الجيني، ولهذا فإن الأسد، كنوع، يُصنف من قبل الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة بأنه من الحيوانات المعرضة للانقراض بدرجة دُنيا (مُعرّض في المستقبل للانقراض بحال لم تتخذ الإجراءات اللازمة لإكثاره)، أما السلالة الآسيوية فتعتبر مهددة بالانقراض بدرجة قصوى (يُحتمل انقراضها في المستقبل بحال لم يتم إكثارها). تُعتبر جمهرة الأسود في إفريقيا الغربية معزولة عن تلك الموجودة في أفريقيا الوسطى، حيث يندر احتكاك الأفراد القادرة على التناسل مع بعضها أو لا تحتك على الإطلاق. قُدّر عدد الأفراد البالغة في أفريقيا الغربية عن طريق دراستين مستقلتين بما بين 850 و 1,160 أسد (2004/2002)، وهناك خلاف حول حجم أكبر جمهرة فرديّة في تلك المنطقة: فيقدّر البعض أعدادها بين 100 و 400 أسد في نظام آرلاي سينغو البيئي في بوركينا فاسو.[3]
لبوة آسيوية تدعى "موتي"، ولدت في الأسر بحديقة حيوانات هلسينكي (فنلندة) في أكتوبر 1994؛ وصلت إلى حديقة حيوانات بريستول (إنكلترا) في يناير 1996.
تطلّب الحفاظ على الأسود الإفريقية والآسيوية إنشاء وصيانة العديد من المنتزهات القومية ومحميات الطرائد؛ ومن أشهرها منتزه إيتوشا الوطني في ناميبيا، منتزه السرينغتي الوطني في تنزانيا، ومنتزه كروغر الوطني في جنوب أفريقيا. أما خارج هذه المناطق، تؤدي النزاعات بين البشر والأسود بسبب افتراس الأخيرة للماشية إلى قتل تلك الضواري في أكثر الأحيان.[126] تعتبر غابة غير في غرب الهند الموطن الآسيوي الوحيد الذي لا تزال توجد فيه أسود بحالة برية طبيعية، وقد أظهرت إحصائية جرت في إبريل 2006 أن الجمهرة الحالية يبلغ عدد أفرادها 359 أسدا. يُضاف إلى قائمة الأسباب التي تهدد الأسود في إفريقيا بناء المزيد من المساكن البشرية في مناطق الحياة البرية مما يؤدي إلى اختفاء الطرائد مما يضطر بالأسود إلى صيد المواشي، الأمر الذي يُدخلها بنزاع مع الرعاة والمسؤولين عن الحفاظ عن الحيوانات البرية.[127] أطلقت الحكومة الهندية برنامجا يُعرف ببرنامج إعادة إدخال الأسود الآسيوية، وهو يهدف إلى إنشاء جمهرة جديدة مستقلة من الأسود في محمية بالبور كونو بولاية ماديا براديش،[128] ويُعتبر هذا الأمر ضروريا للغاية من أجل الحفاظ على جمهرة آسيوية صحيّة ومتنوعة جينيّا مما يعني ازدياد احتمال بقاء هذه السلالة المهددة في المستقبل.
لبوة تدعى "سميرة" يُحتمل أنها بربرية في منتزه بورت لمبن للحياة البرية في كنت، إنكلترا.
إن الشعبيّة التي كانت الأسود البربرية تحظى بها في حدائق الحيوانات يمكن الاستفادة منها بأن بعض الأسود المبعثرة في حدائق حيوانات مختلفة قد تكون متحدرة بشكل مباشر من الجمهرة الأصلية الأسيرة. تتضمن الأفراد المرشحة 12 أسدا في منتزه بورت لمبن للحياة البرية في كنت، إنكلترا، متحدرة جميعها من حيوانات كانت ملكا لملك المغرب،[129] وهناك أيضا 11 أسدا أخر في حديقة حيوانات أديس أبابا يُعتقد بأنها ذات أصل بربري، متحدرة من أسود كان يمتلكها الإمبراطور هيلا سيلاسي. أطلقت مؤسسة وايلد لينك إنترناشونال بالتعاون مع جامعة أوكسفورد مشروعا دوليّا أطلق عليه "مشروع الأسد البربري" (بالإنكليزية: Barbary Lion Project) يهدف إلى تعيين الأسود الأسيرة ذات الأصل البربري الصحيح وإكثارها ومن ثم إعادة إدخالها إلى منتزه قومي بجبال الأطلس في المغرب.[45]
بعد اكتشاف تراجع أعداد الأسود في أفريقيا، نُظّم عدد من المشاريع المتناسقة المختصة بالحفاظ على الأسود في محاولة لإيقاف هذا التراجع بشكل جذري. يعتبر الأسد أحد الأنواع المضمونة في خطة بقاء الأنواع، وهي برنامج لإكثار وزيادة حظوظ بعض أنواع الحيوانات في البقاء أطلقه اتحاد حدائق الحيوانات والمعارض المائية الأميركي. بدأ العمل بهذا البرنامج عام 1982 في محاولة لإكثار الأسود الآسيوية المهددة بالانقراض، ولكنه عُلّق بعد أن أكتشف أن جميع الأسود الآسيوية في حدائق الحيوانات الأميركية ليست نقيّة جينيّا، بعد أن هُجّنت مع أسود إفريقية. إبتدأ العمل ببرنامج الأسود الأفريقية عام 1993، بالتركيز على زيادة أعداد السلالات الجنوب إفريقيّة خصوصا، على الرغم من أن هناك صعوبة في تحديد مدى التنوع الجيني لدى الأسود الأسيرة، لأن معظم الأفراد من أصول غير معلومة، مما يجعل من صيانة التنوع الجيني أمرا صعبا.[20]
الأسود أكلة الإنسان
على الرغم من أن الأسود لا تصطاد البشر في الغالب، فإن البعض منها (عادةً ذكور) يبدو بأنه يسعى إلى الإنسان باعتباره طريدة؛ ومن القضايا المشهورة لأكلة الإنسان قضية أكلة البشر في تسافو، حيث قُتل 28 عاملا في بناء خط حديد كينيا - أوغندا على مدى 9 شهور في عام 1898 أثناء إنشائهم لجسر فوق نهر تسافو، وكذلك قضية أكل البشر في مفوي عام 1991، عندما قُتل ستة أشخاص في وادي نهر لوانغوا بزامبيا.[130] كتب كل من الشخصين الذان قتلا تلك الأسود في كل من القضيتين كتبا يفصلان فيها نمط افتراس تلك الحيوانات، وبعد التدقيق في القصتين يظهر أن القضيتين تتشابهان من عدة نواحي: فالأسود في كلا الحادثتين كانت ذكورا يفوق حجمها الحجم الطبيعي لأي أسد، كما كانت عديمة اللبدة وتعاني من تسوّس الأسنان كما يبدو. يرفض جميع الباحثين نظرية العلّة الجسديّة، بما فيها مسألة تسوس الأسنان، بأنها هي الدافع وراء هجوم هذه الضواري على الناس، فقد أظهرت التحاليل التي جرت على أسنان وأفكاك أكلة البشر في المتاحف أنه وعلى الرغم من أن التسوّس قد يكون سببا وراء بعض هذه الأحداث، إلا أن تناقص الفرائس الطبيعية في المناطق التي استصلحها البشر هو على الأرجح السبب الأبرز وراء استهداف الأسود للإنسان.[131] أفاد بعض العلماء أثناء تحليلهما لعينات من أسود تسافو وأكلة البشر عامةً، أن الحيوانات الجريحة أو المريضة قد تكون ميّآلة أكثر لاصطياد الإنسان، لكن هذا السلوك ليس "بغير طبيعي، ولا حتى شاذ بالضرورة"؛ فإن توافرت إقناعات كافية للأسود مثل سهولة الوصول إلى الماشية أو إمكانية الاقتيات على جثة بشرية، فإنها سوف تقتات على البشر عندما تسنح الفرصة. يفيد الكاتبان أن علاقة المفترس بالطريدة هذه برزت بشكل كبير أيضا بين أنواع أخرى من السنوريات المنتمية لجنس النمر ورئيسيات أخرى غير الإنسان عبر الزمن، كما يُظر سجل المستحثات.[132]
تمتّ دراسة ميل الأسود لافتراس الإنسان منهجيّا، ويفيد العلماء الأميركيون والتنزانيون أن افتراس الإنسان في المناطق الريفية من تنزانيا ازداد بشكل كبير من عام 1990 حتى 2005، فقد تم مهاجمة 563 قرويّا على الأقل والتهم الكثير منهم عبر هذه الفترة—وهذا عدد يفوق عدد ضحايا "تسافو" الذين قتلوا منذ حوالي القرن بكثير. وقعت هذه الحوادث بالقرب من منتزه سيلوس الوطني في مقاطعة روفيجي، وفي محافظة ليندي بالقرب من الحدود الموزمبيقيّة. يُعد انتشار البشر وتوسع استيطانهم في الأراضي الحرجية أحد أسباب هذه الهجومات، ويقول العلماء أيضا أن سياسة الحفاظ على الحياة البرية يجب أيضا أن تُشدد أكثر كي تُخفف من هذه الحوادث، لأنها في هذه الحالة لم تفعل شيئا سوى المساهمة بارتفاع نسبة وفيات السكان. تمّ توثيق بعض الحالات في ليندي حيث قامت الأسود بالإمساك ببشر من وسط بعض القرى الكبيرة.[133]
أسدا تسافو آكلا البشر محنطين في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي، شيكاغو، إلينوي.
يُفيد الكاتب روبرت ر. فرمب في مؤلفه أكلة البشر في جنة عدن أن اللاجئين الموزمبيقيّين غالبا ما يعبرون منتزه كروغر الوطني خلال الليل ليدخلوا جنوب إفريقيا فتهاجمهم الأسود أحيانا وتقتات عليهم؛ وقد صرّح المسؤولين في المنتزه أن افتراس الإنسان يُشكل مشكلة كبرى في تلك الأنحاء من البلاد. يعتقد فرمب أن آلاف اللاجئين قتلوا في المنتزه خلال العقود التي تلت إغلاق حدودة بسبب نظام الفصل العنصري، مما دفع بالموزمبيقيّين إلى عبوره بالليل، فحتى حوالي القرن قبل أن يتم إغلاق الحدود، كان الموزمبقيّون يمشون عبر المنتزه خلال النهار دون أن يصيبهم أذىً كبير.[134]
يُقدّر البعض أن أكثر من 200 تنزاني يُقتلون سنويا على يد الأسود، التماسيح، الفيلة، أفراس النهر، والأفاعي، وتعتبر الأسود مسؤولة عن مقتل 70 شخصا من هؤلاء، كما ويُقال أن هذه الأعداد قد تبلغ ضعف تلك المذكورة في الواقع. يؤمن البعض القليل من المحافظين على الحياة البرية أن جهود الحفظ الغربيّة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الإحصائات ليس فقط من الناحية الأخلاقية المتعلقة بحياة الإنسان، بل أيضا لنجاح جهود الحفاظ على الأسود على المدى البعيد.[133]
قُتل أسد آكل للإنسان على يد كشافي طرائد بجنوبي تنزانيا في إبريل 2004، ويُعتقد بأنه فتك واقتات على 35 شخصا على الأقل في سلسلة من الحوادث غطّت عدة قرى في منطقة دلتا روفيجي الساحليّة.[135][136] علّق الدكتور رولف د. بالدوس، منسّق برنامج GTZ للحياة البرية، على أن افتراس الأسد للبشر كان يعود لامتلاكه خرّاجا كبيرا تحت أحد أضراسه الذي كان متكسرا في عدّة مناطق، كما وأضاف أن "هذا الأسد كان يعاني ألما مبرحا على الأرجح، وخصوصا عندما كان يمضغ".[137] GTZ هي الوكالة الألمانية للتنمية والتعاون، التي كانت تعمل مع الحكومة التنزانية في مجال الحفاظ على الحياة البرية لحوالي العقدين من الزمن. كما في الحالات الأخرى، كان هذا الأسد ضخما، يفتقد للبدة، ويُعاني من مشكلة بأسنانه.
إن العدد الأكبر لضحايا أكلة الإنسان في إفريقيا لا يعود لأسود تسافو بحسب معظم العلماء، بل إلى أسود أحداث أواخر الثلاثينات وصولا لأواخر أربعينات القرن العشرين في ما كان يُدعى يومها تنجانيقا (تنزانيا حاليا). فقد كانت زمرة بأكملها تقتات بشكل كبير على البشر، إلى أن قام حارس الطرائد والصياد المحترف جورج روشبي بالقضاء على جميع أعضائها، ويُعتقد أن ثلاثة أجيال من هذه الزمرة قتلت واقتاتت على مابين 1,500 إلى 2,000 شخص في المنطقة التي تُعرف اليوم بمقاطعة نيومبي.[138]
في الأسر
أسد في حديقة حيوانات بايغنتون.
تنتشر الأسود بشكل واسع في الأسر،[139] وهي تُعد جزء من مجموعة الحيوانات الغريبة التي تُشكل مركز اهتمام الناس في حدائق الحيوان منذ أواخر القرن الثامن عشر؛ وتشمل هذه المجموعة دائما أنواعا من الفقاريات الضخمة التي تضم الفيلة، وحيدات القرن، أفراس النهر، الرئيسيات الكبيرة، وسنوريات كبرى أخرى؛ حيث كانت حدائق الحيوانات تتهافت على تجميع أكبر عدد منها بقدر الإمكان وعرضها.[140] هناك اليوم ما يزيد على 1000 أسد أفريقي و 100 أسد آسيوي في حدائق الحيوانات ومنتزهات الحياة البرية حول العالم، على الرغم من أن هذه الأخيرة أصبحت حاليّا أكثر انتقاءً لجهة الحيوانات التي تعرضها.[141] تعتبر الأسود حيوانات ممثلة أو "سفيرة" للحياة البرية حيث يُحتفظ بها لأغراض السياحة، التثقيف، وللحفاظ على نوعها.[142] يمكن للأسود أن تصل لسن 20 سنة في الأسر؛ ومن أحد الأسود المعمّرة، الذكر المقيم في حديقة حيوانات هونولولو بهواي والمسمّى "أبولو" الذي نفق عن عمر 22 سنة في أغسطس 2007، أما شقيقتيه المولودتان عام 1986 فلا تزالا على قيد الحياة.[143] تأخذ برامج إكثار الأسود في حدائق الحيوان بعين الاعتبار فصل سلالات الأسود المختلفة عن بعضها البعض كي لا تتزاوج وتلوّث المورثات المميزة لكل منها، كما وتحاول التخفيف من نسبة التزاوج الداخلي الذي يزداد احتمال حدوثه عند فصل الأفراد المنتمية لسلالات مختلفة عن بعضها.[144]
لوحة "صلاة الشهداء المسيحين الأخيرة" وهي تُظهر مجموعة من المسيحين الأوائل الذين تمّ الإلقاء بهم للأسود في حلبة الكولوسيوم بروما.
كان الملوك الآشوريين يحتفظون بالأسود ويكثروها في حدائق قصورهم منذ عام 850 قبل الميلاد،[115] ويُقال بأن الأسكندر الأكبر قُدمت له أسود مروّضة من قبل عشيرة المالهي في شمال الهند،[145] وخلال عهد الإمبراطورية الرومانية كان الأباطرة يحتفظون بالأسود كي تشارك بالألعاب في حلبات المجالدة، ومن الأباطرة المعروفين الذين كانوا يأمرون بالقتل الجماعي لمئات الأسود في بعض الأحيان: لوسيوس كورنيليوس سولا، بومبي، ويوليوس قيصر.[146] أما في الشرق، فكان الأمراء الهنود يروضون الأسود ويُربونها، وقد ذكر ماركو بولو أن قوبلاي خان كان يُبقي أسوده بداخل القصر.[147] ظهرت أولى حدائق الحيوان الأوروبية في القرن الثالث عشر، حيث كانت تُسمّى بالسراي، وكانت مخصصة فقط للعائلات الملكية والنبلاء، واستمر هذا الاسم يُطلق عليها حتى القرن السابع عشر عندما أخذت تُسمّى بمعارض الوحوش التي كانت تعتبر امتدادا لمخزن الغرائب (مخزن كان يُعتبر وكأنه موسوعة، إذ كانت تُجمع فيه أغراض مختلفة متعلقة بعلم الأحياء، الكيمياء، الأثار، إلخ...). إنتشرت هذه المعارض من إيطاليا وفرنسا خلال عصر النهضة إلى باقي أنحاء أوروبة،[148] أما في إنكلترا فلم يكن تقليد السراي منتشرا بالشكل الذي كان عليه على البر الرئيسي، لكن وعلى الرغم من ذلك كان يُحتفظ ببعض الأسود في برج لندن بسراي أسسه الملك جون الأول خلال القرن الثالث عشر،[149][150] وكان يعجّ على الأرجح بحيوانات كانت موجودة في معرض وحوش سابق أسسه الملك هنري الأول عام 1125 في قصره بوودستوك بالقرب من أوكسفورد؛ حيث أفاد أحد المؤرخين بأن عدد من الأسود كان موجودا هناك.[151]
كانت السرايا تعبّر عن مدى سلطة وثروة صاحبها النبيل، والحيوانات من شاكلة السنوريات الكبيرة والفيلة كانت تُمثّل السلطة التي يتمتع بها، ودائما ما كانت تُحثّ على قتال بعضها أو حيوانات مستأنسة. بالإضافة لذلك، كانت هذه الأماكن ومعارض الوحوش تمثّل وتظهر سيطرة الإنسان على الطبيعة. وكنتيجة لهذا، فإن هزيمة "أسياد الطبيعة" هذه على يد بقرة عام 1682 كان مدعاة للاستغراب من قبل المتفرجين، كما أدّى هرب فيل من أمام وحيد قرن إلى استهزاء الجمهور بالعرض. أخذت هذه العروض بالاندثار شيئا فشيئا خلال القرن السابع عشر بعد انتشار معارض الوحوش وتخصيصها للعامّة، أما الاحتفاظ بالسنوريات الكبرى كحيوانات أليفة فظل مستمرا حتى القرن التاسع عشر، عندما بدأ الناس بالنظر إليه على أنه تصرّف غريب جدا.[152]
رسم للأسود بريشة ألبرشت دورر، قرابة العام 1520.
كان وجود الأسود في برج لندن متقطعا، حيث كان يُجلب المزيد منها فقط عندما تُقدّم هدية أو يطلبها أحد الملوك بنفسه أو زوجته، كما فعلت زوجة الملك هنري السادس مارغريت. تُظهر السجلات أن الحيوانات كان يُحتفظ بها في ظروف سيئة للغاية في ذلك المكان خلال القرن السابع عشر، على العكس من الظروف التي كانت تعيش فيها في فلورنسا خلال الفترة ذاتها.[153] فتح معرض الوحوش في البرج أبوابه للعامة في القرن الثامن عشر؛ وكان سعر الدخول إليه هو جمع ثلاثة بنسات نصفية أو تقديم كلب أو هر لإطعام الأسود،[154] وكان هناك أيضا معرضا منافسا أخر في شارع الستراند استمر بعرض الأسود حتى أوائل القرن التاسع عشر.[155] أقفل معرض البرج أخيرا من قبل الملك وليام الرابع[154] ونُقلت الحيوانات جميعها إلى حديقة حيوانات لندن التي افتتحت بتاريخ 27 أبريل 1828.[156]
إزدهرت تجارة الحياة البرية بالتزامن مع ازدهار التجارة بين المستعمرات الأوروبية والدول الأم في القرن التاسع عشر، وكانت الأسود تُعد من ضمن المنقولات المألوفة رخيصة الثمن، على الرغم من أنه كان يتم مقايضتها بأسعار أكبر من أسعار الببور، لكنها كانت أقل ثمنا من بعض الحيوانات الأخرى الأكبر حجما والتي يصعب نقلها مثل الزرافات وأفراس النهر، وبخسة الثمن كثيرا عند مقارنتها بحيوانات أخرى نادرة كان يجب الحصول عليها لاستقطاب الجماهير مثل الباندا.[157] كان يُنظر إلى الأسود، كما باقي الحيوانات الأخرى، على أنها بضائع، أكثر منها مخلوقات طبيعيّة، متدفقة على الدوام لا يُحتمل نضابها، فكانت تُستغل وتُصاد بدون رحمة، وتُتكبد خسائر فادحة في أعدادها أثناء عملية إمساكها ونقلها.[158] أدّى صيد الأسود المستمر إلى انتشار صورة وفكرة صيّاد الأسود البطل بين الناس بشكل واسع لقسم كبير من ذلك القرن،[159] وقد استغل الصيادون مانوية مشهورة وهي أن الحيوانات تُقسّم إلى "شريرة" و"صالحة" كي يضيفوا عنصر الإثارة على مغامراتهم ويظهرون أنفسهم بمظهر الشجعان. وقد أدّى هذا إلى الشك دوما بالسنوريات الكبرى على أنها آكلة للبشر، فأصبحت تمثل "الخوف من الطبيعة الأم والشعور بالرضى للتغلّب عليها".[160]
أسد في حديقة حيوانات ملبورن يجلس على منطقة معشوشية مرتفعة في حظيرته يحيط بها بعض الغطاء الشجري.
كان يُحتفظ بالأسود في حديقة حيوانات لندن في أقفاص ضيقة مزدحمة قذرة من جرّاء تراكم برازها وبولها بالإضافة لبقايا طعامها من جهة، ولصعوبة تنظيفها من جهة أخرى حيث أن ذلك كان يتطلب نقلها من قفص لأخر، واستمر الحال هكذا إلى تمّ بناء دار أسود أكبر ذو أقفاص أوسع خلال عقد السبعينات من القرن التاسع عشر.[161] طرأت تغيرات أخرى على معارض الأسود في أوائل القرن العشرين، عندما قام تاجر الحيوانات كارل هاغنبيك بتصميم حظائر تشابه مسكن الأسود الطبيعي، ذات صخور إسمنتيّة، مساحة شاسعة كي تسرح فيها، وخندق يحيط بالحظيرة عوضا عن القضبان، وقد صُممت أولى هذه المعارض لحديقتي حيوانات ملبورن وتارونغا في أستراليا، بالإضافة لبضعة حدائق أخرى في أوروبة. وعلى الرغم من أن تصميم هاغنبيك حظي بالمديح وأصبح شائعا، إلا أن المعارض ذات القضبان بقيت رائجة حتى الستينات من القرن العشرين في الكثير من حدائق الحيوان.[162] أدّى بناء حظائر أكبر، وأقرب شكلا إلى الموئل الطبيعي للأسود في العقود الأخيرة للقرن العشرين، باستخدام الشباك والزجاج غير القابل للكسر للإحاطة بالمعرض، عوضا عن الخنادق، إلى السماح للزوار بالاقتراب من الحيوانات أكثر من أي وقت مضى، حتى أن البعض من المعارض أخذ يضع عرين الأسود على أرض مرتفعة أكثر من الطريق التي يمشي عليها الزوار مثل معرض غابة السنوريات/مطلّ الأسد في حديقة حيوانات مدينة أوكلاهوما.[20] تعيش الأسود اليوم في معارض كبيرة قريبة في شكلها من شكل مسكنها في البريّة؛ حيث يتم اللجوء إلى إرشادات معاصرة يوصى بها لبناء معرضها كي يشابه موئلها بأكبر قدر ممكن ويؤمن لها احتياجاتها الطبيعية، مثل وجود عرائن متفرقة في عدّة مناطق، أماكن مرتفعة مشمسة وظليلة حيث تستطيع الأسود أن تجلس، وما يكفي من الغطاء النباتي الأرضي، بالإضافة لمصدر للمياه ومساحة كافية كي تجول فيها الحيوانات.[142]
كان هناك بعض الحالات التي قام فيها أشخاص بتربية أسد، مثل اللبوة إلسا، التي قام بتربيتها الناشط البيئي الراحل جورج آدمسون وزوجته جوي آدمسون، وطوّرت علاقة وثيقة معهما وبشكل خاص مع الأخيرة. حصدت هذه اللبوة الشهرة في وقت لاحق بعد أن تمّ توثيق حياتها في عدد من الكتب والأفلام.
الأسر والترويض
حفر كليشيه من القرن التاسع عشر يُظهر مروضا في قفص مليئ بالأسود والببور.
يُعد أسر الأسود وصيدها من الرياضات النبيلة (أو الرياضات الدموية نسبةً إلى الدم الملكي أو النبيل) وهو يتضمن حثها على قتال حيوانات أخرى، وهي الكلاب في العادة. تظهر الوثائق أن هذه الرياضة كانت موجودة في العصور القديمة واستمرت حتى القرن السابع عشر إلى أن تمّ منعها في فيينا بحلول عام 1800، وفي إنكلترا عام 1825.[163][164]
يرمز ترويض الأسود إلى فعل استئناس الأخيرة لغرض الترفيه، إما لكونها جزء من سيرك قائم، أو لغرض خاص، كما في حالة الساحرين سيغفريد وروي الذين كانا يستئنسا الأسود والببور لغرض عرضها في عروضهم السحرية. يُستعمل مصطلح ترويض أيضا للتعبير عن فعل تدجين السنوريات الكبرى الأخرى مثل الببور، النمور، وأسود الجبال. ابتدأ ترويض الأسود خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكان الرائدان الأولين في هذا المجال الفرنسي هنري مارتن والأميركي إسحق فان آمبورغ، الذين جالا في عدد من البلدان لعرض مهاراتهما وأساليبهما التي اقتبسها عنهما عدد من المروضين اللاحقين.[165] أدّى فان آمبورغ عرضه أمام الملكة فيكتوريا عام 1838 عندما كان يجول في المملكة المتحدة، أما مارتن فألّف مسرحية إيمائية تدعى "أسود مايسور" (بالفرنسية: Les Lions de Mysore)، وقد استعار آمبورغ هذه الفكرة منه لاحقا. حجبت هذه العروض عروض الفروسية وأصبحت هي أساس عروض السيركات، لكنها لم تلفت انتباه الناس تماما حتى أوائل القرن العشرين عن طريق السينما. أدّى إظهار تفوق الإنسان على الحيوان بهذا الشكل إلى تحقيق هدف مشابه للهدف المنشود الذي كانت ترمي إليه حلبات مصارعة الوحوش في القرون السابقة.[165] يُحتمل أن منصب مروّض الأسود الذي يًعد أيقونيّا اليوم تمّ إسناده لأول مرة للأميركي كلايد بيتي (1903–1965).[166]
تمثيل الأسد في الثقافة الإنسانية
"سيدة الأسد"-منحوتة برأس أسد عُثر عليها في ألمانيا. يُعتقد بأنها أقدم تمثيل بشري للأسد.
أعتبر الأسد أيقونة للإنسانية منذ آلاف السنين، حيث ظهر كرمز في الكثير من الحضارات الأوروبية، الآسيوية، والأفريقية، وعلى الرغم من تعرّض البشر لهجوم هذه الحيوانات وحتى للافتراس في بعض الأحيان، فقد تمتعت بوصف إيجابي في أكثر الأحيان، فقيل أنها قوية وشرسة لكنها نبيلة على الرغم من ذلك. ومن الأوصاف والألقاب المألوفة للأسود في معظم الحضارات لقب "ملك الأدغال" أو "ملك الغابة"، و"ملك الوحوش"؛ وبالتالي فإن الأسد أعتبر منذ القدم رمزا للملكيّة والمجد،[167] بالإضافة للشجاعة؛ وظهر في العديد من الحكايات للراوي الإغريقي أزوب، التي تعود للقرن السادس قبل الميلاد.[168] ومن التفسيرات المفترضة لاكتساب الأسد هذه السمعة المهيبة على الرغم من انه ليس أكبر اللواحم أو أكثرها شراسة، هو أنه أكبر الحيوانات المفترسة المعروفة للحضارات القديمة التي بنت عليها الحضارات اللاحقة أساساتها، مثل الحضارة المصرية وحضارات بلاد ما بين النهرين وحوض البحر المتوسط، وعلى الرغم من أن بعض هذه الحضارات عرفت ضوار أكبر من الأسود، مثل الببر في إيران والعراق، الدب في اليونان، إلا أن الأسد يبقى أشد تأثيرا بالنفس منها جميعا بسبب مظهره الخارجي (خصوصا الذكر).[169]
يعود أقدم تمثيل للأسد في الحضارة البشرية إلى حوالي 32,000 سنة؛ فقد تمّ العثور على منحوتة عاجيّة لشخص برأس أسد في كهف فوغلهيرد بجبال الألب في جنوبي غرب ألمانيا، وأطلق عليها اسم "الرجل الأسد" في بداية الأمر (بالألمانية: Löwenmensch) قبل تعطى اسم "سيدة الأسد" (بالألمانية: Löwenfrau)، وتُنسب هذه المنحوتة إلى الحضارة الأورينياسيّة (نسبة إلى موقع أورينياك الذي عُثر فيه على أثار من تلك الحقبة).[17] ومن التمثيلات القديمة للأسود أيضا، الرسوم الكهفيّة مثل تلك التي عُثر عليها في كهفيّ لاسو وشوفيه في فرنسا، ففي الأول وُجد تصوير لأسدين يتزاوجان قدّر وجوده منذ حوالي 15,000 عام، أي خلال العصر الحجري القديم، أما في الثاني فقد عُثر على رسوم لأسود كهوف عام 1994؛ وقد قُدر عمرها بقرابة 32,000 عام،[27] على الرغم من أنه يُحتمل أن تكون من نفس حقبة رسوم لاسو أو من فترة أقرب منها.[170]
مجّد المصريون القدماء اللبؤة (الصيادة الشرسة) وصوروا آلهتهم الحربية بهيئتها، ومن ضمن الآلهة المصرية الممثلة بهيئة الأسد: سخمت، باخت، تفنوت، مسخنت، منحت، مفدت، وأبو الهول؛[167] ومن هذه الآلهة أيضا أبنائها نفسها مثل ماحس، وبعض الألهة النوبية، وفقا لشهادة المصريين القدماء، كالإله ديدوين.[171][172]
منحوتة من الغرانيت لسخمت من معبد الأقصر، تعود لما بين عاميّ 1403-1365 ق.م. يُحتفظ بها اليوم في المتحف الوطني بكوبنهاغن.
إن الفحص الدقيق للآلهة الممثلة على هيئة أسود في الكثير من الحضارات القديمة يُظهر أنها لم تُمثّل بهيئة ذكور فقط بل بلبؤات أيضا. يظهر التقدير والأعجاب بالتعاون المنسق الذي تظهره اللبوات خلال الصيد في أثار بشرية تعود لعصور قديمة جدا، ومن ذلك بوابات الأسود التي رُسم أو نُحت على معظمها أشكالا تعود للبؤات. ومن الأسود المشهورة الأسطورية، الأسد النيمياني، الذي كان رمزا في اليونان القديمة وروما، وقد اعتبر رمزا لمجموعة النجوم التي تشكل برج الأسد، كما وتم ذكره في الميثولوجيا حيث قام هرقل بقتله وارتداء جلده المنيع ليحمي به نفسه.[173]
كان الأسد شعارا لقبيلة يهوذا، وبعد أن تأسست مملكتهم حتى اتخذت من الأسد شعارا لها أيضا، وقد ذُكر الأسد في الفصل ما قبل الأخير من سفر التكوين عندما كان النبي يعقوب يُبارك أبنه الرابع.[174] وفي إسرائيل حاليا، يظهر الأسد كرمز لمدينة القدس، حيث يبرز على علم المدينة وكشعار لها.
أسد بابل الذارع، على بوابة عشتار، بابل، العراق.
يُعد الأسد رمزا بارزا في كلا الحضارتين البابلية القديمة والحديثة، ويُعرف الأسد البابلي التقليدي، المرسوم والمنحوت على العديد من الجدران الأثرية، باسم أسد بابل الذارع. ويُقال أنه في بابل تمّ إلقاء النبي دانيال المذكور في الكتاب المقدس إلى عرين الأسود وإنقاذه منه لاحقا.[175] خُصصت هذه الرمزيّة لاحقا في العراق لدبابة أسد بابل خلال عهد نظام صدام حسين، وقد اقتبست تقنية الدبابة من إحدى النماذج الروسية.
قيل لعم نبي الإسلام محمد بن عبد الله حمزة بن عبد المطلب، الذي كان يُعرف بأنه صيّاد للأسود: أسد الله، ويقال "من نبل الأسد أنه اشتق لحمزة بن عبد المطلب"، وفي الإسلام يُعد الأسد (الضواري بشكل عام) من الحيوانات المحرّم أكلها، كما ذُكر في القرآن الكريم أن ما أكله الأسد يعد أيضا من المحرمات، واستخدم لفظ "سبع" ليدل على هذه الضواري. قال عدد من الأئمة وعلماء الدين المسلمون، مثل الأمام الشافعي وأبو حنيفة وأحمد وداود والجمهور: "يحرم أكل الأسد لما روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ذي ناب من السباع فأكله حرام"، بينما قال أخرون مثل الإمام مالك: "يكره أكل كل ذي ناب من السباع ولا يحرم".
يُعد ناراسيما (الرجل الأسد)، وفقا للنصوص البورانيّة الهندوسية، تجسيد أو أفتار لفيشنو يأخذ شكل رجل نصفه أسد، وهو يُعبد من قبل من نذروا أنفسهم له الذين يؤمنون بأنه أنقذ الطفل الذي نذر نفسه إليه، براهلدا، من والده الملك الشيطان الشرير "هيرانياكشيبو"؛[176] يأخذ الفيشنو شكل شخص نصفه أسد ونصفه الأخر إنسان في حالة ناراسيما، حيث يمتلك خصرا وقسما سفليّا بشريّا، ووجه شبيه بوجه الأسد ومخالب.[177] يُعبد ناراسيما بوصفه "الأسد الإله".
علم سريلانكا.
ومن مظاهر تمثيل الأسد الأخرى الاسم الفيداوي الهندي القديم "سينغ" والذي يعني أسد ويعود تاريخه إلى حوالي 2000 سنة في الهند القديمة، والذي كان يطلق أصلا على أفراد الطبقة العسكرية (الراجبوتيون). وبعد ولادة أخوة الخالصة عام 1699 أخذ السيخ باسم "سينغ" وفقا لرغبات الغورو غوربند سينغ. أصبح هناك اليوم قرابة 20 مليون سيخي في العالم يستعملون هذا اللقب كما يفعل الهندوس الراجبوتيون.[178][179]
تضع الكثير من الدول الآسيوية والأوروبية الأسد على أعلام دولها وتتخذ منه شعارا لها، ومن أبرزها الشعار الوطني للهند.[180] وفي جنوبي شبه القارة الهندية، يُعتبر الأسد الآسيوي رمزا للسينهاليون،[181] المجموعة العرقية الأكبر في سريلانكا؛ يُشتق هذا الاسم من الكلمة الهندو أوروبية سينهالا، التي تعني "شعب الأسد" أو "الشعب ذي دم الأسد". يبرز الأسد الآسيوي حامل السيف كشكل مركزي في علم سريلانكا.[182]
يدخل الأسد الآسيوي ضمن قائمة الحيوانات المألوفة الممثلة في الفن الصيني، وقد استخدمت صورتها لأول مرّة خلال أوخر حقبة الربيع والخريف (القرن الخامس أو السادس قبل الميلاد)، ثم أصبحت أكثر انتشارا خلال عهد سلالة هان (206 ق.م.-220 م.)، عندما أخذ الأباطرة يضعون تماثيل الأسود الحارسة الإمبراطورية أمام مداخل قصورهم كشكل من أشكال الحماية. كانت الأوصاف الصينية الأولى للأسود غير مطابقة لأوصافها الحقيقية بسبب أنها لم تقطن الصين يوما؛ وبعد إدخال الفن البوذي إلى البلاد خلال عهد سلالة تانغ (بعد القرن السادس الميلادي)، أخذ الفنانون يصورون الأسود بدون أجنحة كما في السابق، كما أصبحت أجسادها أثخن وأقصر، وشعر لبدتها أجعد.[183] تُعد رقصة الأسد أحد أشكال الرقص التقليدي في الحضارة الصينية، والتي يقوم الراقصون فيها بارتداء زيّ أسد وتقليد حركاته أثناء عزف موسيقى في الغالب تستخدم فيها آلات الصنوج، الطبول، والأقراص الجرسيّة. تؤدى هذه الرقصات خلال احتفالات رأس السنة الصينية، احتفال قمر أغسطس، وغيرها من الاحتفالات التي تقام في سبيل الحصول على الحظ الجيّد.[184]
تشتق جزيرة سنغافورة اسمها من الكلمتين الملاويتين سينغا (أسد) وبورا (مدينة)، والتي تتحدر بدورها من الكلمات التاميلية-السنسكريتية சிங்க سينغا सिंह سيمها وपुर புர بورا، المماثلة للكلمة اليونانية πόλις بولس.[185] أعطي هذا الاسم للجزيرة، وفقا للنصوص التاريخية، في القرن الرابع عشر من قبل أمير سومطري ملاوي يُدعى "سانغ نيلا أوتاما"، الذي ترجّل على الجزيرة بعد عاصفة رعديّة ورأى حيوانا غريبا على الشاطئ، فأخبره رئيس وزرائه بأنه أسد (أسد آسيوي).[186] أظهرت الدراسات الأخيرة لسنغافورة أن الأسود لم تصل إليها يوما، لذا فإن الحيوان الذي شاهده الأمير كان ببرا على الأرجح.
"أصلان" أو "أرسلان" (بالتركية: Aslan أو Arslān) هو الاسم التركي والمغولي للأسد، وقد استخدم كلقب لعدد من الحكام السلاجقة والعثمانيون، بما فيهم ألب أرسلان وعلي باشا حاكم يانينة (أسد يانينة)، وهو أيضا اسم تركماني/إيراني ولقب لبعض العائلات الدرزية في لبنان وسوريا، الذين يحملون أيضا لقب أمراء منذ عهد الدولة العثمانية، ومنهم الأمير مجيد أرسلان والأمير طلال أرسلان.
شعار القدس حاليّا.
كانت كلمة "أسد" تُخلع على العديد من الحكام المحاربين الذين اتصفوا بالشجاعة في العصور الوسطى، مثل ريتشارد الأول ملك إنكلترا، الملقّب ريتشارد قلب الأسد،[167] هاينريش الأسد (بالألمانية: Heinrich der Löwe) دوق سكسونيا، وروبرت الثالث، دوق فنلاندرس الملقب "أسد الفلاندرس"—ولا يزال هذا اللقب كما الأسد يعد أيقونة فلاندرس الوطنية حتى العصر الحالي. ومن المحاربين الشرقين الذين حملوا لقب "أسد" حمزة بن عبد المطلب الذي قيل له "أسد الله" و"أسد الجنة" بعد استشهاده، وكذلك صلاح الدين الأيوبي الذي أطلق عليه عدد من الحكام الصليبين "أسد الشرق". تظهر الأسود كثيرا على الشعارات القومية والوطنية، إما بصفتها جزء أساسي على الدرع نفسه، أو كدعامة، أما اللبؤات فأكثر ندرة من الأسود في شعارات البلدان.[187] إن اللغة الرسمية في النبالة، المسماة بالتباهي، تستخدم كلمات فرنسية لتصف الصور على دروع الشعارات بدقّة، ومثل هذه الأوصاف كانت تُظهر ما إذا كانت الأسود أو الحيوانات الأخرى المصورة "جامحة"، "rampant" (منتصب على قائمتيه الخلفيتين، باسط للأماميتين) أو "وديعة"، "passant" (يقف على قوائمه الأربع، رافع ليده اليمنى)، فإن كانت تظهر على أنها جاثمة كانت تعتبر وديعة والعكس صحيح.[188] يستخدم الأسد كشعار للعديد من الفرق الرياضية، من الفرق الوطنية لكرة القدم في إنكلترا، اسكتلندا، وسنغافورة، إلى بعض الأندية المشهورة مثل أسود ديترويت (بالإنكليزية: Detroit Lions) من الإتحاد الوطني لكرة القدم الأمريكية،[189][190] تشيلسي، وأستون فيلا من الدوري الإنكليزي الممتاز،[191] بالإضافة لمجموعة من الأندية الأصغر حول العالم. يضع نادي آستون فيلا أسدا جامحا كشعار له، وكذلك يفعل نادي رينجرز، ودندي يونايتد من الدوري الاسكتلندي الممتاز.
الأسد رمز وجالب حظ مشهور للعديد من الثانويات، الكليّات والجامعات في الولايات المتحدة. يقع هذا التمثال في حرم جامعة شمال آلاباما.
لا يزال الأسد يظهر في الأدب المعاصر، من أصلان المخلّص في الرواية الخيالية الأسد، الساحرة، والخزانة، وجميع الكتب اللاحقة في سلسلة سجلات نارنيا تأليف الكاتب سي. إس. لويس،[192] إلى الأسد الجبان الكوميدي في عالم أوز المذهل.[193] أدّى وصول تقنية السينما في أوائل القرن العشرين إلى الاستمرار باستخدام الأسد كرمز بشري؛ وأحد الأسود الأيقونية المعروفة هو ليو الأسد، جالب حظ استوديوهات ميترو غولدوين ماير (MGM)، الذي لا يزال يُستخدم منذ عشرينات القرن العشرين.[194] وفي ستينات القرن نفسه بزغ نجم أشهر لبوة على الأرجح، ألسا، في فيلم ولدت حرّة[195] (بالإنكليزية: Born Free)، المبني على القصة الحقيقية المنشورة بكتاب يحمل نفس العنوان.[196] استخدم دور الأسد كملك للوحوش في الرسوم المتحركة كذلك الأمر، ابتداءً بمسلسل المنغا الياباني من خمسينات القرن العشرين الذي أطلق أول برنامج رسوم متحركة ملوّن باليابان، كيمبا الأسد الأبيض، الأسد ليوناردو من مسلسل الملك ليوناردو وأتباعه القصار، وصولا إلى فيلم والت ديزني لعام 1994 الأسد الملك،[197][198] الذي أبرز الأغنية المشهورة "الأسد ينام الليلة" (بالإنكليزية: The Lion Sleeps Tonight) في تسجيل الفيلم الصوتي. تظهر صورة لأسد أيضا على عملة الراند الجنوب أفريقية، من فئة الخمسين.
مصادر
↑ أ ب ت ث ج ح Nowak,Ronald M. (1999). Walker's Mammals of the World. Baltimore: Johns Hopkins University Press. ISBN 0-8018-5789-9.
^ Smuts,G.L. (1982). Lion. Johannesburg: Macmillian South Africa (Publishers)(Pty.) Ltd.. ص. 231. ISBN 0-86954-122-6.
↑ أ ب ت ث Nowell & Bauer (2004). Panthera leo
. 2006 IUCN Red List of Threatened Species. IUCN 2006. Retrieved on 11 May 2006. Database entry includes a lengthy justification of why this species is vulnerable
^ قائمة بأسماء الأسد في اللغة العربية - بنك المعلومات
^ موسوعة نجران الحرة
^ Simpson DP (1979). Cassell's Latin Dictionary (5th ed.). London: Cassell Ltd.. ص. 883. ISBN 0-304-52257-0.
^ Liddell, Henry George and Robert Scott (1980). A Greek-English Lexicon (Abridged Edition). United Kingdom: Oxford University Press. ISBN 0-19-910207-4.
^ Simpson, J., Weiner, E. (eds), ed (1989). "Lion". Oxford English Dictionary (2nd edition ed.). Oxford: Clarendon Press. ISBN 0-19-861186-2.
^ yourdictionary.com
.. As in other ancient scripts, in Ancient Egyptian only the consonants are written. No distinction was made between 'l' and 'r'.
^ Linnaeus,Carolus (1758) (in Latin). Systema naturae per regna tria naturae :secundum classes, ordines, genera, species, cum characteribus, differentiis, synonymis, locis.
. 1 (10th ed.). Holmiae (Laurentii Salvii). ص. 41. Retrieved 2008-09-08.
^ "Panther"
. Online Etymology Dictionary. Douglas Harper. accessed 2007-07-05.
^ Stephen O'Brien y Warren Johnson (2008). "L'évolution des chats" (in الفرنسية). Pour la science (366): 62-67. ISSN 0153-4092
. basado en Johnson et ál. (2006). "The late Miocene radiation of modern felidae : a genetic assessment". Science (311). y Driscoll et ál. (2007). "The near eastern origin of cat domestication". Science (317).
^ Werdelin, Lars; Lewis, Margaret E. (June 2005). "Plio-Pleistocene Carnivora of eastern Africa: species richness and turnover patterns"
. Zoological Journal of the Linnean Society (The Linnean Society of London) 144 (2): 121–144. doi:10.1111/j.1096-3642.2005.00165.x
. Retrieved 2007-07-08.
^ Yu, Li; Ya-ping Zhang (May 2003). "Phylogenetic studies of pantherine cats (Felidae) based on multiple genes, with novel application of nuclear β-fibrinogen intron 7 to carnivores". Molecular Phylogenetics and Evolution 35 (2): 483–495. doi:10.1016/j.ympev.2005.01.017
.
^ Yamaguchi, Nobuyuki; Alan Cooper, Lars Werdelin and David W. Macdonald (August 2004). "Evolution of the mane and group-living in the lion (Panthera leo): a review". Journal of Zoology 263 (4): 329–342. doi:10.1017/S0952836904005242
.
^ Turner,Allen (1997). The big cats and their fossil relatives : an illustrated guide to their evolution and natural history. New York: Columbia University Press. ISBN 0-231-10229-1.
↑ أ ب ت ث ج ح Burger, Joachim et al. (March 2004). "Molecular phylogeny of the extinct cave lion Panthera leo spelaea"
(PDF). Molecular Phylogenetics and Evolution 30 (3): 841–849. doi:10.1016/j.ympev.2003.07.020
. Retrieved 2007-09-20.
^ Harington، CR (1996). American Lion
. Yukon Beringia Interpretive Centre website. Yukon Beringia Interpretive Centre. accessed 2007-09-22.
^ Barbary Lion - Panthera leo leo - Largest Lion Subspecies
Retrieved on 19 September 2007
↑ أ ب ت ث ج ح Grisham, Jack (2001). "Lion". In Catherine E. Bell. Encyclopedia of the World's Zoos. Volume 2: G–P. Chofago: Fitzroy Dearborn. pp. 733–739. ISBN 1-57958-174-9.
↑ أ ب ت ث Barnett, Ross; Nobuyuki Yamaguchi, Ian Barnes and Alan Cooper (August 2006). "Lost populations and preserving genetic diversity in the lion Panthera leo: Implications for its ex situ conservation". Conservation Genetics 7 (4): 507–514. doi:10.1007/s10592-005-9062-0
.
^ Barnett, Ross; Nobuyuki Yamaguchi, Ian Barnes and Alan Cooper (2006). "The origin, current diversity and future conservation of the modern lion (Panthera leo)"
(PDF). Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences 273 (1598): 2119–2125. doi:10.1098/rspb.2006.3555
. Retrieved 2007-09-04.
^ Dubach, Jean; et al (January 2005). "Molecular genetic variation across the southern and eastern geographic ranges of the African lion, Panthera leo". Conservation Genetics 6 (1): 15–24. doi:10.1007/s10592-004-7729-6
.
↑ أ ب Wildlife Conservation Trust of India (2006). Asiatic Lion - History
. Asiatic Lion Information Centre. Wildlife Conservation Trust of India. accessed 2007-09-15.
↑ أ ب ت Nowell K, Jackson P (1996). "Panthera Leo"
(PDF). Wild Cats: Status Survey and Conservation Action Plan. Gland, Switzerland: IUCN/SSC Cat Specialist Group. ص. 17–21. ISBN 2-8317-0045-0.
^ Martin,P.S. (1984). Quaternary Extinctions. Tucson, Arizona: University of Arizona Press. ISBN 0-8165-1100-4.
↑ أ ب Packer, Craig; Jean Clottes (November 2000). "When Lions Ruled France"
(PDF). Natural History: 52–57. Retrieved 2007-08-27.
↑ أ ب (ألمانية) Koenigswald,Wighart von (2002). Lebendige Eiszeit: Klima und Tierwelt im Wandel. Stuttgart: Theiss. ISBN 3-8062-1734-3.
^ Baryshnikov, G.F.; G. Boeskorov (2001). "The Pleistocene cave lion, Panthera spelaea (Carnivora, Felidae) from Yakutia, Russia". Cranium 18 (1): 7–24.
^ Kelum Manamendra-Arachchi, Rohan Pethiyagoda, Rajith Dissanayake, Madhava Meegaskumbura (2005). "A second extinct big cat from the late Quaternary of Sri Lanka."
(PDF). The Raffles Bulletin of Zoology Supplement (National University of Singapore) 12: 423–434. Retrieved 2007-07-31.
^ Harington, CR (1969). "Pleistocene remains of the lion-like cat (Panthera atrox) from the Yukon Territory and northern Alaska". Canadian Journal Earth Sciences 6 (5): 1277–1288.
^ Shuker,Karl P.N. (1989). Mystery Cats of the World. Robert Hale. ISBN 0-7090-3706-6.
^ Guggisberg,C. A. W. (1975). Wild Cats of the World. New York: Taplinger Publishing. ISBN 0-8008-8324-1.
^ Doi H, Reynolds B (1967). The Story of Leopons. New York: Putnam. OC