أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 سنة دولية للطاقة
المستدامة من أجل تعزيز جهود توفير الطاقة للجميع، وسوف تقوم وكالات الأمم
المتحدة خلال هذا العام بتكثيف جهودها في هذا المجال بحيث يدعم البرنامج
جهود استخدام الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم في إطار تعزيز نشر
مفهوم الاقتصاد الأخضر بالتركيز على القارة الأفريقية.
وفي هذا الشأن تحذر الأمم المتحدة من أن الفقر في الطاقة يضع آلاف
ملايين البشر في الظلام ويقوض فرص التعليم والازدهار ويزيد من المخاطر
الصحية، ودعت الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني إلى المساعدة
في توسيع حصول الجميع على الطاقة وتحسين فعالية استخدام الطاقة المتجددة.
حيث يشهد العالم تحقيق تقدم في توفير الكهرباء خلال العقدين الماضيين إلا
أن هناك فجوات واسعة في هذا المجال، فلا تتوفر الكهرباء لشخص واحد من بين
كل خمسة أشخاص في العالم. أما بالنسبة للدول الإفريقية الواقعة جنوب
الصحراء الكبرى فإن 70% من السكان لا تتوفر لهم الكهرباء.
وتزداد المخاطر الصحية في المناطق البعيدة عن التنمية المستدامة حيث
يلقي أكثر من مليونين وخمسمائة ألف شخص مصرعهم سنويا بسبب استنشاق
الانبعاثات الناجمة عن المواقد الخشبية ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى مادة تسمى
“الكربون الأسود”، فيما يعاني الكثيرون من الأمراض مثل التهاب الشعب
الهوائية المزمن.
وفي هذا الإطار زارت سفيرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة البرازيلية
جيزيل بيندشان كينيا لإلقاء الضوء على تلك الجهود في القارة الأفريقية.
وتحدثت في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيروبي قائلة : “إن
أكثر من مليون وأربعمائة ألف شخص يفقدون حياتهم كل عام بسبب استنشاق الدخان
الناجم عن الوقود المستخدم في الطهي، ومن المثير للصدمة أن غالبية أولئك
الضحايا من النساء والأطفال. إن ذلك العدد يزيد بنسبة خمسين في المئة عن
عدد الوفيات الناجمة عن الملاريا.”
كما تحدث أخيم شتاينر الأمين التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بدوره
عن التكنولوجيا الحديثة في المباني وألواح توليد الطاقة الشمسية التي تبلغ
مساحتها ستة آلاف متربع مربع لتوفير الكهرباء اللازمة لاستهلاك نحو ألف
ومائتي شخص بالمبنى : “قال الناس إننا لا يمكن أن نفعل ذلك في
أفريقيا وأن تلك التكنولوجيات معقدة ومكلفة للغاية، ولكن هذا غير صحيح، نحن
موجودون على خط الاستواء وإذا لم نتمكن من توليد الطاقة الشمسية الكافية
لمبنى يقع على خط الاستواء فأين يمكن فعل ذلك؟” كما أعرب عن أمله
في أن تتمكن المناطق القروية في كينيا خلال العقدين المقبلين، بفضل
التكنولوجيات الحديثة، من إنتاج الكهرباء وبيعها للمدن.[i][u][center]