اسماء مدير المنتدى
عدد المساهمات : 4125 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/07/2012 العمر : 29 الموقع : https://ibde3nawa3im.yoo7.com
| موضوع: قصة مبكية معبرة......خاتمة إبراهيم الشاب المحب للقرءان....قرأها العشرات وتأثروا بها السبت أكتوبر 20, 2012 9:02 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
يومالجمعة الماضي كانت الساعة تشير إلى حوالي السادسة إلا ربع وكالعادة كنتجالسا مع أحد الرفقاء نتجاذب أطراف الحديث وفجأة ركنت أمامنا سيارة أحدجيراننا القدامى فنزل منها و جلس يشاركنا أطراف الحديث وكان من جملة ماقالهلنا ....هل صحيح أن حادث سيارة وقع في مدينة عين الدفلى وكان على متنهافلان وفلان فقال له رفيقي سمعنا مثل هذا الكلام ...أنا لم أفهم شيء وقلتلهم هل هم بخير؟ فقال الأول سمعت أن إبراهيم مات و الأخر في المستشفى... أنالم أستوعب الأمر وصرت أستفسر كيف أين متى وقع الحادث وقلبي يتفطر ألما علىإبراهيم الذي كان يعمل في العاصمة وكان يتأهب لزيارة أهله في قريتنا ...المهم ...تسارعت الأحداث وكثرت الإشاعات ولكن للأسف اختلف الناس في ظروفالحادث واتفقوا على أن إبراهيم وصديق أخر كان معه توفيا أما السائق و ابنقريتنا الأخر ففي المستشفى على تضارب الأقوال في حالتهما الصحية...وبت تلكالليلة مهموما مفكرا حزينا على إبراهيم الذي ستعرفون سبب حزني الكبيرلوفاته فيما بعد.... نعم هو لم يكن قريبا مني كثيرا لأنني أكبره فهو لايتجاوزالرابعة والعشرين من عمرهوأنا صديق لأخوه الأكبر ولكنني كنت أراهدوما في المسجد قبل أن ينتقل للعمل في العاصمة كان جميل المنظر مبتسما دوماطيبا خلوقا محافظا على الصلاة محبا لكتاب الله يتلوه دوما حتى عندما كانيساعد والده في التجارة كان المصحف في جيبه لايفارقه .....المهم حل علينايوم السبت أي قبل البارحة وأنا كنـت أتوقع أن تكون الجنازة يوم الأحد لطولالإجراءات و حوالي الساعة الحادية عشر سمعت أحدهم يقول أنهم أعلنوا على دفنجنازة بعد الظهر فاضطربت ....ولكنني هدأت بعد أن رجع وقال هي لمرأة مسنةوبالفعل حضرت جنازتها وفكري وكلامي كله يدور حول إبراهيم ومتى يحضروه لأهلهوماهي إلا لحظات بعد أن فرغنا من دفن المرأة رحمها الله حتى أعلن في مكبرالصوت على جنازة إبراهيم وأنها بعد العصر لقد أحسست بشعور غريب ممتلىءبالحزن والخوف والشوق لرأيته ....عدت الى البيت مسرعا فشربت بعض الماء وغسلت وجهي واتجهت الى بيت ابراهيم كان هناك اقاربه وبعض اصدقائه والكل يخيمعليه الصمت والحزن وفجأة التقيت بصديقين لي فجلست معهما وقالا لي أنهماسيغسلان إبراهيم وإذا أردت الدخول معنا فلابأس لاأخفيكم أن فرحتي رغم الألم كانتلاتوصف لما؟... لأنني كنت أدعوا الله من زمان أن أحضر تغسيل ميت حتى أتعظأولا وينالني الأجر ثانيا وأتعلم ثالثا ....الحمد لله تغسيل ميت و من هو؟إنه شاب من أهل الصلاح نحسبه والله حسيبه و أعرفه جيدا و أحبه ....المهمتاخرت الجنازة حتى بعد العصر ولما وصلت سيارة الاسعاف اجتمع خلق كثيرواختلط الحابل بالنابل كان الكل يريد ان يراه ولم يستطيعوا ادخال الصندوقالا بصعوبة بالغة جدا وبعد لحظات نادوا علينا فاضطربت كثيرا ولكنني تشجعتومررنا وسط خلق كثير وفي بيت ابراهيم نسوة كثيرون يتباكون ماقدرنا علىالمرور إلا بصعوبة بالغة جدا ودخلنا الى غرفة كان فيها النعش وحوله الشبابوالاقارب وبعد لحظات فتح النعش و كشف عن وجه ابراهيم وكان مسجى في ازارابيض مااقول لكم يا اخوان منظر مبكي جدا ووجه منير جميل تعلوه علامات حسنالخاتمة وبدا الاهل و الاصحاب بالتوافد لرأيته وسط اندفاع شديد وكانت اقوىاللحظات يوم جاؤوا بوالدته وكانت ضعيفة النظر وكان نور الغرفة قليلافاقتربت منه وضمته ....اعذروني فلن استطيع ان احكي لكم تلك اللحظات لاننيسانفجر بالبكاء فانا مازلت متاثرا كثيرا ولولا العبرة ماكتبتالقصة....المهم نظرا لضيق الوقت طلبنا منهم التوقف عن النظر واخرجنا الكثيرمنهم الا اخوته وبعض اقاربه الشباب طلبنا منهم ان يغلقوا الباب بالايزارلانه كان ****ا....حملنا ابراهيم ووضعناه على لوح التغسيل وبدأ الاخالمغسل الرئيسي في تجريده من الرداء الابيض الذي جاء مغطى به وكشف جسمه الامابين السرة والركبة فقد غطيناهما برداء خاص وسحبنا الاول من تحته وبدأنافي غسله كماتعرفون.....المهم سأحكي لكم ماكنت أشاهده وأفكر به....أول ماوضع إبراهيم على النعش وكشف عن جسده قلت سبحان الله هذه نهاية البشر معالدنيا الميت لاحول له ولاقوة بين يدي مغسله أين قوته وأين حيويته لماالناس متجبرون اليوم ألسنا كلنا سنكون مثل إبراهيم يوما كنت أستغفر و أندمعلى لحظات عمري التي ضاعت بلا فائدة والله عبرة عظيمة يا إخواني ....أماإبراهيم فما أحكي لكم وما أترك كان كالزهرة المتفتحة وهو ميت لا تصدق أنهمات في حادث مرور عنيف لا أثار عليه إلا خدوش طفيفة على وجهه كان وجههمنيرا مشرقا وجسمه خفيف الحمل وغسله سهل ولما كفناه بالبياض كأنه عريس سيزفازداد جمالا على جمال والطيب يفوح منه الله أكبر الله أكبر الله أكبروحملناه و نقلناه إلى المقبرة وصلي عليه ودفن أسأل الله أن يرحمه . يا إخواني كل الناس كلهم أثنى عليه خيرا وحتى أصحابه في العمل من رأسائهإلى أبسطهم.. كان معروفا بالصلاة وتلاوة القرءان ..... قالأحد المشرفين عليه في العمل لأهلهلقد أصبح يوم الحادث ناشرا للمصحف يتلوا القرءانبعد أن صلى الفجر...قال لهم الكل بكى عليه... إبراهيم مثابر على العمل ليس كباقي الشباب وقته فيالصلاة وتلاوة القرءان ولا يعرف طريق الحرام....في قريتنا إبراهيم لم أرى مثله الطيب الخلوقالمصلي المبتسم لم أره رافعا صوته أبدا ولا غاضبا ولم أسمع عنه شرا قط منصغره... تقاضى أجر الأشهر التي كان يتربص فيها فما فعل هل فكر في السيارةواللهو واللعب كلا لقد كان يرمم بيت اهله بماله ومات ولم يتم الترميم كانيساعد والده الفقير... قال لأحد جيرانه أنه يريد الزواج والتعفف ومات عفيفاطاهرا طيبا ...اللهم ارحمه فإنني إتعظت به وكثير من الشباب بعضهم كنت أحكيله عن إبراهيم فمنهم من تأثر ومنهم من نكس رأسه وتذكر الأخرة أحدهم قال ليأنا لاأصلي أريد أن أصلي فنصحته . ياإخوان قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة عندما أثنوخيرا على أحدهموجبت له الجنة أنتم شهداء الله في الأرض ويلحق بهم كل أهل الفضل والإيمانممن شهدوا على الميت بالخير وكل قريتنا وفيها الكثير من أهل الفضل أثنواعليه بالخير والصلاح يا إخواني هناك حديث حسنه الشيخ الألباني عند أحمد فيهأن من مات يوم الجمعة وقاه الله عذاب القبر فهنيئا لك يا أخي والله إنيأحبك في الله و أسأل الله لقياك في الجنة . أدعوا له من فضلكم وقصوا قصته للعبرة.
اللهم ارحم إبراهيم واجعله من أهل الجنة والرضوان
| |
|