امراض جديدة تعسر مهام الاطباء!
تواصل منظمات الصحة العالمية عملها على تحسين الصحة الإنسانية وتحقيق العدالة الصحية لكل الأفراد في كل أنحاء العالم بشكل كبير ومكثف خاصة ًفي الآونة الأخيرة، وذلك بسبب أنشار الكثير من الأمراض الفتاكة الجيدة في عدة بلدان عالمية مثل: مرض غامض يفتك بأطفال كمبوديا و بكتيريا آكلة للحوم البشر في أمريكا، بينما غزت حمى الدنج سنغافورة، في حين شهدت اوغندا ثلاث تفشيات كبيرة للايبولا خلال الـ 12 عاما الاخيرة، فضلا عن انتشار انفلونزا الطيور والخنازير في اغلب دول العالم.
حيث أفاد تقرير صدر مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية بأن جهود تحسين صحة العالمية وتقليل نسب الوفيات ومحاربة الامراض والسيطرة على الأوبئة في بعض الدول الأفقر في العالم أدت إلى تحسنات مذهلة، إذ تمثل صحة سكان العالم أجمع من ابرز الاهتمامات لكل دولة أو قارة على حدة، وذلك لأن المشكلات الصحية لسكان المعمورة ذات تأثير سياسي واقتصادي عالمي، لذا أصبحت الصحة مطلبا عالميا فعندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، وبالتالي تحسِّن حياة الإنسان.
مرض غامض يفتك كمبوديا
فقد تتعاون منظمة الصحة العالمية مع الحكومة الكمبودية للتحقيق حول مرض غامض فتك بالعشرات من الأطفال هذا العام، وقالت المنظمة الدولية ووزارة الصحة الكمبودية في بيان مشترك، إن 62 من أصل 64 طفلاً جرى إدخالهم المستشفى لتلقي العلاج من المرض، توفوا، وشرحت دكتورة نعمة أصغري، التي تترأس فريق عمل منظمة الصحة الدولية في كمبوديا، في رسالة إلكترونية لـCNN، الأعراض المصاحبة للمرض الغامض وتتضمن: اضطرابات بالجهاز التنفسي، ارتفاع درجة الحرارة، بجانب أعراض عصيبة عامة، تشمل لدى بعض المصابين التشنج، وحول مسببات المرض، أضافت أصغري: "قد تكون مزيجاً من الأمراض المعروفة، فيروسية كانت أو بكتيرية أو مواد سامة، كما ورد في حالة واحدة أو ربما شيء جديد"، وذكرت وزارة الصحة الكمبودية أن المرض يصيب فقط الأطفال دون سن السابعة من العمر، مشيرة إلى أنها تعمل على تحديد مسبباته، وأن ذلك، وما يحتاجه من مصادر، قد يستغرق بعض الوقت، ولفتت إلى عدم حدوث إصابات جماعية بالمرض ما ينفي فرضية كونه معدياً، ومن جانبها، أقرت أصغري بأن ارتفاع معدل الوفيات وفي وقت قصير أمر مثير لقلق البالغ. بحسب السي ان ان.
حل لغز الوفيات
في سياق متصل كشف مسؤولون صحيون في كمبوديا، عن التوصل إلى السبب المرجح لوفاة أكثر من 60 طفلاً بصورة غامضة في الدولة الآسيوية، منذ أبريل/ نيسان الماضي، في إطار الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية مع الحكومة الكمبودية للتوصل إلى أسباب المرض، وذكرت مصادر محلية أن مؤسسة "باستور" في كمبوديا قامت بإجراء اختبارات على عينات تم أخذها من 24 طفلاً أُصيبوا بذلك "المرض الغامض"، ووجدت أن 15 منها مصابون بفيروس يُسمى "إنتروفيروس" من النوع 71، والذي يرجح أن يكون سبباً في وفاة عشرات الأطفال، وعادة ما يسبب فيروس EV71، في الحالات المتوسطة، أعراضاً تشبه أعراض البرد، بالإضافة إلى الإسهال، وتقرحات في القدمين واليدين والفم، بحسب ما ذكرت مجلة "جورنال فاكسين آند ثيرابي"، بينما في الحالات الشديدة، يمكن أن يتسبب في تراكم السوائل في المخ، مما يؤدي إلى الشلل والوفاة، وليس هناك علاج فعال معروف مضاد لهذا الفيروس، وبينما يمكن لأجهزة المناعة لدى البالغين محاربة الفيروس، فإن الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات المرض، وفق مراكز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة، توفي نحو 64 طفلاً في كمبوديا، بعد معاناتهم من أعراض عصبية، ومضاعفات في الجهاز التنفسي، وذكر الطبيب بيت ريشنر، من مستشفى "كانثا بوفا" للأطفال، أن المرضى عانوا أيضاً من التهاب في الدماغ، وتدمير تام للحويصلات الهوائية في الرئتين، قبل أن يلفظوا أنفاسهم، وكانت منظمة الصحة العالمية قد أصدرت بياناً مشتركاً مع الحكومة الكمبودية، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، ذكرت فيه أن 62 من أصل 64 طفلاً جرى إدخالهم المستشفى لتلقي العلاج من المرض، توفوا. بحسب السي ان ان.
وشرحت دكتورة نعمة أصغري، التي تترأس فريق عمل منظمة الصحة الدولية في كمبوديا، في رسالة إلكترونية لـCNN، الأعراض المصاحبة للمرض الغامض وتتضمن: اضطرابات بالجهاز التنفسي، ارتفاع درجة الحرارة، بجانب أعراض عصيبة عامة، تشمل لدى بعض المصابين التشنج، وحول مسببات المرض، أضافت أصغري: "قد تكون مزيجاً من الأمراض المعروفة، فيروسية كانت أو بكتيرية أو مواد سامة، كما ورد في حالة واحدة أو ربما شيء جديد، وذكرت وزارة الصحة الكمبودية أن المرض يصيب فقط الأطفال دون سن السابعة من العمر، مشيرة إلى أنها تعمل على تحديد مسبباته، وأن ذلك، وما يحتاجه من مصادر، قد يستغرق بعض الوقت.
بكتيريا آكلة للحوم البشر
فيما تصارع أمريكية الموت بمواجهة بكتيريا آكلة للحوم البشر، أفقدتها ساقها وأجزاء من بطنها، وعرضتها لخطر فقدان المزيد من أجزاء جسمها، وكانت أيمي كوبلاند، 24 عاماً، وهي خريجة من جامعة "ويست جورجيا" قد التقطت البكتيريا بعد إصابتها بجرح مطلع مايو/أيار الجاري، وتوقع الأطباء وفاة كوبلاند إثر إصابتها بسكتة قلبية عقب عملية جراحية لاستئصال ساقها وجزء من بطنها بعدما نهشتها البكتيريا، ومن المتوقع أن تخضع للمزيد من العمليات الجراحية، وذكرت "جامعة ويست جورجيا" في مدونتها: "أصابع أيمي ستتعرض للبتر لكن الأطباء يأملون في الحفاظ على كفيها يما يسمح لعضلاتها بتحريك أطراف اصطناعية، كما يتوقع الأطباء أن تبدأ كوبلاند في التنفس طبيعياً دون الحاجة لمساعدة طبية، نظراً للعجز الذي أحدثته البكتيريا برئتيها ما أفقدها القدرة على أداء وظائفها. بحسب السي ان ان.
وقال د. بودي كريش، من جامعة "فاندربيلت" إن البكتيريا وتعرف طبياً بـ"آروموناس هيدروفيلا"، تعيش في المياه والبيئة، وتعتبر واحدة من سلالات البكتيريا آكلة لحوم البشر، وأضاف: عندما تصل إلى الأنسجة العميقة، لديها قدرة استثنائية على تدمير الأنسجة المحيطة بها في سبيل سعيها للحصول على الغذاء.. وهذا يؤدي لموت تلك الخلايا، وعندها نرى الالتهابات والأورام والتدمير، عندها يصعب للغاية التحكم به."
وأضاف كريش بأن معظم البشر يصابون بأنواع البكتيريا هذه التي قد تسبب حالات الإسهال.
وذكر مختصون إن هذه البكتيريا، المقاومة للمضادات الحيوية، تدمر الأنسجة الحيوية في جسم الإنسان وقد تؤدى إلى الموت في بعض الأحيان.
حمى الدنج
في حين قال علماء إنهم استخرجوا جسما مضادا قويا من مريض سابق بحمى الدنج في سنغافورة قد يؤدي الى قتل الفيروس وهو اكتشاف يأمل العلماء انه ربما يوفر سلاحا جديدا للسيطرة على المرض القاتل، ولا يوجد حاليا علاج لحمى الدنج التي تقتل حوالي 20 ألف شخص سنويا كثير منهم اطفال. ولا يمكن للاطباء سوى التحكم في اعراض المرض.
وقالت دراسة نشرت في دورية (ساينس ترانسليشينال ميدسنScience Translational Medicine) إن الجسم المضاد كان ضمن 200 ألف جسم مضاد استخرجت من 100 مريض سابق وانه اظهر قدرة على قتل جميع السلالات المعروفة من النوع الفرعي 1 لفيروس لحمى الدنج، وهناك اربعة انواع فرعية لفيروس حمى الدنج الذي يسبب حمى شديدة الالم، وقال لوك شي-مي من كلية الدراسات العليا في الطب المشتركة بين جامعتي ديوك وسنغافورة الوطنية وعضو فريق الدارسة إن الجسم المضاد "يقتل فيروس الدنج حتى قبل ان يتمكن من اصابة اي خلية، واكتشف العلماء من خلال تجارب على الفئران كيف ان الجسم المضاد يتمدد عبر البروتينات السطحية للفيروس ومن ثم يعمل على خنقه وحبسه. بحسب رويترز.
وقال لوك عبر الهاتف من سنغافورة "عندما يريد الفيروس ان يصيب الخلايا يحتاج الى التنفس والتمدد لهذا تحدث تغيرات طفيفة في بروتيناته السطحية... لكن هذا الجسم المضاد يقيد البروتينات السطحية ولذا لا يمكنها التغير في اي اتجاه ويكون الفيروس غير قادر على الاصابة، وقال بول ماكاري استاذ علم الاحياء المجهرية بكلية الطب بجامعة سنغافورة الوطنية وقائد الدراسة إنه مقارنة ببعض المركبات الكيماوية الاخرى المضادة لحمى الدنج قيد التطوير فإن الجسم المضاد المكتشف قتل عددا اكبر من الفيروسات وبشكل اسرع، ويعتزم الباحثون اختبار الجسم المضاد قريبا على اشخاص مصابين بالنوع الفرعي 1 من فيروس الدنج في تجارب سريرية في سنغافورة.
اطباء بلا حدود
من جهتها قالت منظمة اطباء بلا حدود الطبية الخيرية إن تفشي فيروس الايبولا الفتاك في اوغندا اصبح تحت السيطرة، وقال الدكتور بول رودي المتخصص في الاوبئة في اطباء بلا حدود لبي بي سي إن آخر وفاة مؤكدة ناجمة عن الاصابة بالايبولا كانت منذ 11 يوما.
ولكنه حذر من انه في حال عدم الانتباه لجيب من جيوب انتشار المرض، فان الايبولا قد يتفشى مرة أخرى، وقال رودي ان 19 شخصا توفوا اثر اصابتهم بالمرض فترة تفشيه.
واردف رودي "ما زالنا نستقبل اشخاصا لديهم الاعراض السريرية للمرض ولكن لم تصلنا اي حالة اكدت التحاليل في المختبر اصابتها بالفيروس. وآخر حالة اكدها التحليل المختبري كانت منذ ستة أيام"، واضاف رودي انه في حال عدو ورود اي حالة مؤكدة في المختبر للمرض لمدة 42 يوما، يمكن اعتبار المرض تحت السيطرة، وبدأ انتشار المرض في بلدة كاغادي غربي اوغندا. بحسب البي بي سي.
ولا يوجد علاج معروف للايبولا، ولكن يمكن علاج الاعراض باستخدام المضادات الحيوية والمسكنات والعقاقير المستخدمة في علاج امراض اخرى مثل الملاريا لتقوية مقاوتهم للمرض.
ويقول رودي إن احد المصادر المحتملة للمرض هو الاعداد الكبيرة من الخفافيش التي من المحتمل ان تكون نقلته الى القرود التي قتلها صيادون للحصول على لحومها.
في الوقت ذاته اعلن وزير الصحة الاوغندي ان تفشي فيروس ايبولا في اوغندا اسفر عن مصرع 15 شخصا على الاقل، وبدأ الوباء ينتشر بداية تموز/يوليو في منطقة كيبالي غرب اوغندا على مسافة نحو 200 كلم من كمبالا و50 كلم من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسجلت السلطات وفاتين اضافيتين تاكد حسب التحاليل ان احداهما ناجمة عن فيروس ايبولا كما اوضح دنيس لوامافا المدير العام لاجهزة الصحة الاوغندية، بينما لا تزال الحالة الثانية مشتبها بها، وفي مستشفى مولاغو في كمبالا حيث اتت للعلاج توفيت الاسبوع الماضي مساعدة ممرضة كانت تعنى بمصابين بالفيروس في غرب اوغندا، وافادت المعلومات المتوفرة حتى الان انه لم يصب احد من كمبالا بالفيروس الى حد الان في العاصمة المكتظة بنحو مليون ونصف ساكن، ويعتبر فيروس ايبولا الذي يتسبب بحمى ونزيف شديد العدوى وقاتل ويتفشى عبر الدم والبصاق والبراز وعن طريق الجنس ايضا حسب منظمة الصحة العالمية. بحسب فرانس برس.
ونصحت كل من كينيا ورواندا وجنوب السودان وتنزانيا المجاورة لاوغندا، مواطنيها بابلاغ السلطات الصحية بكل عارض يشبه ما يسببه فيروس ايبولا.
ودعت وزيرة الصحة التنزانية رجينا كيكوليشي "السكان الى عدم الهلع" وقالت "اننا حتى الان لم نسجل اي حالة داخل حدودنا" واضافت "ننصحكم بابلاغ المراكز الصحية القريبة منكم اذا التقيتم شخصا تبدو عليه عوارض ايبولا"، من جانبه اعلن وزير الصحة في جنوب السودان مايكل ميلي حسين ان اجهزة الصحة في بلاده في حالة استنفار من اجل "التعرف في الحين" على اي حالة مريبة. وهو ما اعلنته كينيا ورواندا.
انفلونزا الخنازير
على الصعيد نفسه ذكرت دراسة جديدة اعدتها مجموعة دولية من العلماء ان وباء انفلونزا الخنازير عام 2009 اودى بحياة ما يقدر بنحو 284500 شخص وهو ما يزيد 15 مرة عن العدد الذي اكدته الاختبارات المعملية في ذلك الوقت، وقالت الدراسة التي نشرت في دورية لانسيت للامراض المعدية والتي تتخذ من لندن مقرا لها ان العدد ربما يكون اكبر ويصل الى 579 الف شخص، وطبقا للعدد الاصلي الذي جمعته منظمة الصحة العالمية بلغ عدد الوفيات 18500.
وتظهر الدراسة الجديدة ايضا ان تأثير الوباء تفاوت بشكل واسع حسب المنطقة مع وقوع 51 في المئة من حالات الوفاة نتيجة انفلونزا الخنازير في افريقيا وجنوب شرق اسيا اللتين لا تمثلان سوى 38 في المئة فقط من عدد سكان العالم.
وقال الدكتورة فاطمة داود من المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها ان"هذا الوباء اودى فعلا بحياة عدد كبير، "نتائجنا تشير ايضا الى افضل الطرق لنشر الموارد. اذا اصبح لقاح متوفرا فعلينا التأكد من وصوله الى المناطق التي من المحتمل ان يكون فيها عدد الوفيات أعلى، واصابت انفلونزا الخنازير التي يسببها فيروس (اتش1 ان1) اول ضحاياها المعروفين في وسط المكسيك في مارس اذار عام 2009. وبحلول ابريل نيسان وصل المرض الى كاليفورنيا واصاب طفلا عمره عشر سنوات ثم انتشر بسرعة في كل انحاء العالم مما اثار مخاوف بل ذعر، وحذرت المراكز الامريكية للوقاية من الامراض ومكافحتها الامريكيين من السفر الى المكسيك اذا كان بامكانهم تفادي ذلك. وامرت مصر بذبح كل الخنازير فيها في محاولة مضللة لاحتواء الفيروس الذي ينتقل في حقيقة الامر من شخص لاخر، وعكست هذه المخاوف الطبيعة غير العادية للفيروس الذي احتوى على خليط من فيروسات الطيور والخنازير والبشر بشكل لم يتم اكتشافه من قبل.
ولم يكن العلماء على يقين من كيفية انتقاله او مدى قوة هذاالفيروس الهجين ولكن العلامات الاولى كانت لا تبعث على التفاؤل حيث اعلنت منظمة الصحة العالمية انفلونزا الخنازير وباء في يونيو حزيران 2009 عندما حددت المختبرات حالات اصابة في 74 دولة.
وكان مثل هذا التحديد الذي اعتمد على المختبرات هو المعيار العالمي ولكن كل الخبراء يعترفون بانه أهدر حالات اكثر مما شخص، وقالت داود ان احد الاسباب ان "بعض الاشخاص الذين اصيبوا بالانفلونزا لم يتلقوا رعاية صحية." ومن ثم لم يتم اخطار السلطات بمرضهم وحتى وفاتهم .ومن الاسباب الاخرى هو ان الفيروس لا يمكن اكتشافه دائما بحلول وفاة المريض، وللتغلب على هذه العقبات يلجأ الاطباء المتخصصون في الاوبئة الى نماذج حسابية . ويأخذ الاطباء عادة عدد حالات الوفاة من الالتهاب الرئوي والتعقيدات الناجمة عن مرض شرايين القلب -وكلاهما تسببه الانفلونزا-وذلك اثناء فترات عدم وجود الانفلونزا وحساب العدد خلال وجود وباء وارجاع الزيادة الى الانفلونزا.
وقالت داود "للاسف الاحصاءات الحيوية غير موجودة او قليلة في كثير من الدول ذات الموارد الضعيفة، وجربت داود وزملاؤها من فيتنام وكينيا ونيوزيلندا والدنمرك وخمس دول اخرى اسلوبا مختلفا، وبدأوا ببيانات مباشرة مثل الاعداد الواردة من موظفي الصحة الذين يتنقلون من منزل لمنزل في القرى ويسألون عن اي اعراض تشبه الانفلونزا ويختبرون عينات مسحة من الانف والحلق لتقدير نسبة السكان المصابين في بلد بانفلونزا الخنازير 2009. وكانت مثل هذه البيانات متوفرة من 13 بلدا غنيا مثل الدنمرك وفقيرا مثل فيتنام.
وقدر العلماء بعد ذلك الجزء من المرضي الذين توفوا في كل بلد. وبدأوا في جمع بيانات محددة عن معدلات الوفيات من مرض الجهاز التنفسي في خمس دول غنية. بحسب رويترز.
ونظرا لان الشخص المصاب مثلا بالتهاب رئوي تقل فرصة وفاته اذا عولج في مستشفى بارز في هونج كونج عما اذا عولج في عيادة قروية في فيتنام فقد استخدام العلماء اسلوب "المضاعفة" للبيانات الاولية الواردة من الدول الفقيرة، وافترض العلماء ان عددا أكبر من الناس توفوا بسبب الالتهاب الرئوي الناجم عن الانفلونزا في الدول النامية بالمقارنة مع الدول المتقدمة.
ويشير منتقدون الى ان هذه التقديرات والافتراضات يمكن ان تتضمن اخطاء. وقال لوني سيمونسين من كلية الصحة العامة بجامعة جورج واشنطن والمشارك في اعداد تعليق بشأن الدراسة انه على سبيل المثال تظهر بيانات الوفيات التي نشرت حديثا من المكسيك ان فيروس اتش 1 ان 1 قتل عددا من الناس اكبر من تقديرات الدراسة الجديدة. وعلى النقيض ربما تكون تقديرات الوفيات من اليابان وسنغافورة عالية جدا، ولكن سيمونسين قال انه بشكل عام فان التقديرات الاقل والاعلى ربما تكون متساوية ما يجعل التقدير العالمي -بارتفاع عدد الوفيات عن العدد المؤكد في ذلك الوقت بخمسة عشرة مرة- صحيحا تقريبا.
انفلونزا الطيور
الى ذلك اعلنت وزارة الصحة الاندونيسية ان اندونيسيا في السابعة والثلاثين من العمر توفي بانفلونزا الطيور ما يرفع الى تسعة عدد الذين اودى بحياتهم المرض منذ مطلع العام في هذا البلد، وقالت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني ان المريض كان عاملا مستقلا نقل الى المستشفى في 24 تموز/يوليو وتوفي في الثلاثين من الشهر نفسه، واوضحت انه كان يعيش قرب مزرعة دواجن، واندونيسيا الارخبيل الهائل الذي يضم 240 مليون نسمة هو البلد الذي سجل فيه اكبر عدد من الوفيات بانفلونزا الطيور، وافادت الحصيلة الاخيرة لمنظمة الصحة العالمية التي لا تشمل الرجل الذي اعلنت وفاته اليوم، ان 157 شخصا توفوا بهذا المرض في اندونيسيا منذ 2003 بينهم تسعة في 2011، من اصل 357 شخصا في العالم. بحسب فرانس برس.