اسماء مدير المنتدى
عدد المساهمات : 4125 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/07/2012 العمر : 29 الموقع : https://ibde3nawa3im.yoo7.com
| موضوع: فوبيا الاطباء.....بقلمي الجمعة أكتوبر 26, 2012 4:25 pm | |
| لم تتمكن هزار من النوم بسهولة فغدا يوم التبرع بالدم.
هزار فتاة شجاعة جدا فرغم خوفها من التواجد في المستشفيات و ما فيها من رائحة الكحول و منظر الحقن والمقاص و لكنها لا تفوت فرصة انقاذ مريض بهبته بعضا من دمها .
استيقظت هزار في وقت مبكر جدا و معها مغص في المعدة و شعور يشبه الذي يصاحبها قبل الامتحانات .
ها هي ذي امام باب المستشفى ...تتردد كعادتها في ذهاب و اياب ثم تحسم أمرها و تدخل .
تجد هزار المكان مكتظا و تحدثها نفسها بالعودة غدا كي تهرب من المواجهة لكنها تمانع و تبقى مسمرة في مكانها تنتظر الدور لتصل الى الطبيب الذي سيعاين حالتها الصحية ليؤكد قدرتها على التبرع .
يزداد خفقان قلبها حين تسلمها الممرضة كيس التبرع و عليه حقنة غليظة جدا .
تنتقل هزار لصالة الانتظار و لا يزال ذلك الصوت ينازعها للهروب و لكنها تأبى الاصغاء ...تجلس في مكان شاغر و تحدق بالجلوس كما يحدقون بها و تحاول تشتيت انتباهها بهم كي تتخلص من الخوف ...لا يزالون يحملقون بها فتشعر بالخجل و تطأطئ رأسها في الارض لدقائق ثم تنتقل بعينيها الى جدران الغرفة و ما علق عليها من تعليمات طبية ...لا يزال ذلك الصوت يناديها بلطف أن أهربي و لكنها تجيبه ان الاوان قد فات على ذلك بما انها حصلت على كيس التبرع .
تفكر باختراق الدور و الدخول قبل الجميع لتنتهي قصة معركتها مع ذلك الصوت و ينتهي فيلم الرعب الذي تعيشه لوحدها و لا يعلم به احد ، لكنها لا تجرأ و تجلس هادئة لا يتحرك منها غير عينيها .
تنادي الممرضة عليها ...تشعر انها نهايتها ...تريد الفرار و الصوت يدعوها أنها فرصتها الاخيرة ...يزداد خفقان قلبها ، تتنفس بصعوبة و تريد أن تبكي .
تنتقل الى غرفة التبرع الكبيرة و المقسمة الى حجيرات صغيرة عبر اطارات حديدية مغطاة بازار . ترى البعض مستلق على الاسرة في هدوء و سكينة و تقف هي بساقين ترتجفان ...كادت الدموع ان تخونها .
تحاول تخير الممرض الذي سينتزع دمها ،لا تريده صغيرا في السن فيكون طائشا و لا كبيرا جدا فيرتجف و يحدث فيها ما تكره و لا تريدها انثى فتخزها بلا رحمة ، تريد رجلا متوسط العمر تبدو عليه الثقة بالنفس كفؤا يعرف جيدا ما يصنعه. تقبل عليها فتاة صغيرة و لكنها لا تريد غير ذلك السيد الذي اعتاد ان يتعامل معها و يعرف خوفها ...ها هو يراها فيقبل عليها فتفرح و تشعر ببعض الراحة ...يطمئنها ببعض الكلمات و تستلقي على السرير.
تحاول هزار جاهدة الا تنظر الى الحقنة لكن رأسها يستدير رغما عنها . يعود ذلك الصوت ليخبرها أن الممرض سيخطئ الوريد فتتورم يدها أو انه سيمزقه فتنزف حتى الموت ...تقاومه تسكته و تحاول الفرار منه بالشرود في بحر ذكرياتها .
تتذكر اول حقنة أخذتها ، كانت في السادسة ، تجلس في آخر القسم و تتابع المدرس و لم يكن خلفها سوى الباب .
دخل ثلاثة رجال بثياب بيض و تبادلوا بعض الجمل القصيرة مع المعلم و اخرج احدهم حقنة و انقض عليها يريد ذراعها الصغيرة ...خافت بشدة و توسلت اليه و الكل يشاهد و لم يعترض .
قال لها الرجل أن الكل سيحقن فطلبت منه البدأ بتلميذ آخر ، مثلا ذاك المشاغب هناك و لكنه لم يستجب و أمسكها بالقوة و غرز حقنته و قبل أن تفكر في اطلاق صرخة انذار كان الامر قد اقضى .
لم تنس هزار يوما تلك الحادثة و لا نسيها زملاؤها لأنهم ظلوا يذكرونها بها لفترات طويلة و يسخرون من بكائها و جزعها .
انهى الممرض مهمته ببراعة و أخرج الحقنة بنفس الرقة حتى أن هزار لم تشعر بشيء ...يطلب منها الاسترخاء قليلا لكنها تستعجل الهروب من المكان و هي فخورة بنفسها أنها قد تنقذ حياة شخص ما في خطر و تستذكر أن من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا .
| |
|