بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
يعد الشعر العمودي الفصيح سيد أنواع الشعر بين انواع الشعر على مدى العصور ولذلك لجزل اسلوبه وجمال القاءه و قوة معانيه و روعة تعابيره وان كان الشعر الجاهلي واصحاب المعلقات ذوي معاني صعبة الفهم في بعضها لكنها الاروع والاكثر ابداعا شكلا ونوعا على مدى عصور الشعر والى يومنا هذا كما يقول امرؤ القيس :
كميت يزل اللبد عن حال متنه............. كما زلت الصفواء بالمتنزل
وللشعر العمودي خصائص معينه ومن ضمنها موضوعنا البحور ومفاتيحها فلكل قصيدة بحر يميزها عن غيره وهيه تعطي للقصيدة رونقا وجمالا وامتيازا وهذه المفاتيح هي:-
الطويل:
((طويل دون البحور فضائل ## ووزنه>> فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن))
المديد:
((لمديد الشعر عندي صفات ## ووزنه >> فاعلاتن فاعلن فاعلاتن))
البسيط:
((إن البسيط لديه يبسط الامل ## ووزنه >> مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن))
الوافر:
((بحور الشعر وافرها جميل ## ووزنه >> مفاعلتن مفاعلتن فعولن))
الكامل:
((كَمُلَ الجمالُ من البحور الكامل ## ووزنه >> متفاعلن متفاعلن متفاعلُن))
الهزج:
((على الأهزاج تسهيل ## ووزنه >> مفاعيلن مفاعيل))
الرجز:
((في أبحر الأرجاز بحر يسهل ## ووزنه >> مستفعلن مستفعلن مستفعلُن))
الرمل:
((رمل البحر ترويه الثقات ## ووزنه >> فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن))
السريع:
((بحرٌ سريعٌ مله ساحلٌ ## ووزنه >> مستفعلن مستفعلن فاعلن))
المنسرح:
((منسرح فيه يضرب المثل ## ووزنه >> مستفعلن مفعولات مفتعلن))
الخفيف:
((يا خفيفا خفّت به الحركات ## ووزنه >> فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن))
المضارع:
((تُعدُّ المضارعات ## ووزنه >>مفاعيل فاعلاتن ))
المقتضب(إقتضب كما سألوا ## ووزنه >> فاعلات مفتعلُ))
المجتث:
((إن جثّت الحركاتُ ## ووزنه >> مستفعلن فاعلاتن))
المتقارب:
((عن المتقارب قال الخليل ## ووزنه >> فعولن فعولن فعولن فعولن))
المتدارك او ما يسمى احيانا ((المحدث)):
((حركاتُ المحدث تنتقلُ ## ووزنه >> فعلن فعلن فعلن فعلن))
والموضوع التالي ((الفرق بين الشعر والخاطرة)) حبيت ادمجهن واخليهن موضوع واحد حتى نقلل من المواضيع وهم حبيت ابين للاخوة والاخوات الاعضاء انه يميزون بين الشعر والخاطرة
الفرق بين الشعر والخاطرة
في البداية
ما معنى الخاطرة أو شعر التفعيلة؟
ما هي كيفية كتابته و كيف نفرق بينه و بين ما يقوم به البعض من ربط كل جملتين أو ثلاث بقافيه وحده ظاناً بأنها خاطره .؟
في هذه المقاله نوضح الاجابات على الأسئله السابقه ..
الخاطرة :لها وزن كالقصيدة تماما
شعر التفعيلة المسمى بالخاطرة :هو نفس ما يكتب بالشعر مع اختلاف بسيط انه :
في الخاطرة يختلف اللحن من مقطع إلى مقطع و لكن يجب ان يكون هناك رابط بين المقاطع حتى نقول عن الخاطرة
مميزه و خاليه من الكسور وسنضرب أمثله لإيصال الفكرة :
قصيدة المعاناة لخالد الفيصل :
يا ليـل خبـرني عن أمر المعاناة = هي من صميم الذات ولا أجنبيه
هي هاجس ٍ يسهر عيوني ولا بات = أو خفقة تجمح بقلبي عصيه
أو أي قصيده أخرى و لكن اخذ هذه مثال :
حين تحاول أن تغنيها فبمجرد ما أن تغني البيت الأول بلحن من تأليفك أو كما غناها احد المطربين ستجد أن اللحن ثابت
من أول بيت إلى آخر بيت و هذا الثبات يكون في القصائد التي لها قافيه واحده
و هكذا إلى أخر القصيدة فيبقى اللحن ثابت
لكن نأخذ مثال آخر لما يسمى بشعر التفعيلة
(شبيه الريح) لـ عبد الرحمن بن مساعد
شبيه الريح
وش باقي من الأحلام ......... وش باقي من الأوهام
سنيني يم و قلبي المركب المتعب و أنتي الريح .... مجاديفي عذاب وهم و زاد الوقت و التبريح
هذان مقطعان فيهما اختلاف بالوزن
بالعبارتين الأولى وزن و العبارة الثانية وزن أخر
ولو حاولت أن تتغنى بالعبارة الأولى ثم تغني العبارة الأخرى بنفس اللحن لن تستطيع لان اللحن اختلف و البحر اختلف
أيضا فستضطر إلى تغيير اللحن .
أذن هذه هي الخاطرة مزج بين بحور الشعر و بين أوزانه .
و لنأخذ مثال على الشعر الفصيح من الأبيات المشهورة لبشار :
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ٌ = و الإذن تعشق قبل العين أحيانا
قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم = الأذن كالعين توْفي القلب ما كانا
هل من دواء ٍ لمشغوف ٍ بجارية ٍ = يلقى بلقيانها ريحا ً و ريحانا
إذا لحنتها ستجد بأن اللحن واحد في كل الأبيات و ستستطيع إكمال القصيدة ولو كانت أكثر من مليون بيت على نفس اللحن لكن حين تحاول أن تفعل ذلك مع خواطر أحمد مطر أو عبدالرحمن بن مساعد أو أي خاطرة كانت فلن تستطيع " في الغالب " أن تنفرد ولو بلحن واحد
.
قليل جدا فاغلب الخواطر يكون المزج فيها كثيرا من عدة بحور يعني من ثلاث إلى أربع أحيانا .الكتابة العرضية :
وهي أن نقوم بتفصيل المقاطع مثلا خاطره معينة .. قيل في أحد مقاطعها :
ذبحني الزين في صافي عيونك
و باقي الزين ساترته عباتك
اجل وشلون لو تظهر فتونك
الا يا ربّ ثبتني بْثباتك
كيف اعرف أذا هذا المقطع فيه كسر أو لا؟؟ متناسق أم لا؟؟
ابدأ بتقييم الجملة الأولى مثلا
و كما هو معلوم نرمز للحرف المتحرك بـ " / "
و للساكن بـ " - "
و حين نقسم جمله أو بيت من الشعر اكتبه كما تنطقه
فتقطيع الجملة الأولى هكذا
ذبحني الزين في صا في عيو نك
//-/-/-//-/-/-//-/-
أذا ألقيتم نظره على باقي الثلاث جمل فستجدونها على نفس التقطيع و نفس الوزن بالضبط .
هل هذا يعني أن الخاطرة كلها يجب أن تكون هكذا ؟
لا طبعا , لأننا قلنا أن للخاطرة بحور تختلط ببعض و لكن يبقى هناك ترابط على الأقل بين كل مقطع و مقطع كما شرحنا
في ( شبيه الريح )
خاطرة أخرى فيها مزج أيضا بين البحور
في الخاطرة مقطع يقول :
نحله تداعب
وردةَ مسك ٍ مكيّه
نسمه تلامس
زهرةَ حسْن ٍ هنديّه
ثم انتقل الى لحن اخر حين قال :
تزدادُ النفس مرحا ً
يختال الجفن فرحا
ثم انتقل الى بحرٍ و قال:
و طيرٌٌ على ألحان الهمس يشدو
و ظبيٌ على جمرات الشمس يخطو
هناك تناسق بين كل جملتين ليس شرطا بالقافية مثل ( يشدو و يخطو ) لكن على الأقل الوزن متناسق .
.................................................. ....
الواحد منا يتعلم مهم كان كبيرا وملما في هذا المجال فكبار الشعراء في الماضي كانوا يقرءون و يدرسون فليس عيبا
أن نقرا نحن . نحن في بلدان ٍ عربيه و المكتبات ما شاء الله عامره والكتب التي تحكي عن "علم العروض " متوفرة
سواء للفصيح أو النبطي وسنجد فيها فائدة عظيمه لكل من يريد أن يطور نفسه في الشعر و الخواطر و من هذه الكتب
كتاب "علم العروض و القافية " للدكتور عبد العزيز العتيق ففيه فوائد ممتازة عن عروض الشعر الفصيح . و أيضا هناك للنبطي كتاب اسمه " كيف تنظم قصيده " لـ فلاح منصور فيه فائدة جيده عن الشعر النبطي و حين نقراه و نعرف كيف نوزن القصيدة حينها سنعرف كيف نتعامل مع الخاطرة.
هذه الأشياء مهمة لكل من يهتم بالخواطر حتى يستطيع أن يفرق بين الخاطرة المتكاملة المتناسقة في جملها و بين الخاطرة المليئة بالكسور حينها يكون حكمنا للخاطرة بالتميز حكما نابعا عن معرفه
اسعدني مروركم و افرحتني ردودكم
:hear