قصة واقعية بقلمي اتمنى ان تحصد ولو القليل من الاستحسان و اهلا بالملاحظات و الانتقادات
اتامل نصف المراة الملقاة قرب سريري المهترئ ،فارى بواسطة القليل من النور
الوافد الى غرفتي،وجهي الشاحب،وعيناي الغائرتين،ووجنتاي اللتان
تفتقدان الى دم كثير..فاتحسر على حالي،عندما اتذكر ماذا فعلو بي..عائلتي..
التي من المفروض ان تحميني و تقف في وجه اي كان من اجل كرامتي،
عاقبوني على ذنب لم اقترفه،و اهانوني على شيئ لا يد لي فيه..
فبفضل اعاقتي،جعلوني سجينة غرفتي، هاته الغرفة النكرة التي
لا تليق حتى بحيوان ضال ،رموني فيها منذ ان بدات اعاقتي في الظهور،
أي في عمر صغير،على حد قولهم فانا مصدر عار عليهم،لا استحق هذا
النسب الذي كان من المفترض ان تحمله فتاة سليمة يتباهون بها امام
الاقرباء و الاصدقاء،لا عائقا مثلي..اسمع قهقهاتهم مع زوار بيتنا الشاسع،
واسمع نادرا اسئلتهم عني،لتجيبهم والدتي الحنونة اني فارقت الحياة..امي التي حملتني في احشائها ظننت انها ستعارض فكرة
نفيي من وسطهم،كانت اول من وافق على اقتراح والدي،لا تزورني
ابدا،لكنها تكرمت وكلفت احدى خادماتها بالعرج علي بين الفينة والاخرى كي تمدني بالطعام،الذي لا يصلني منه الا الفضلات،
والدي..سبب قدومي لهذه الحياة الكئيبة،لم اتذكر يوما انه زارني
و اخذني في حضنه ليعوضني حنان امي،فقد سمعت من الخادمة
انه رجل حنون و معطاء مع اخوتي..اخوتي،بعض منهم لا يعرفون قصتي،كل ما يعرفون انهم ممنوعون من الاقتراب الى تلك الغرفة
المعزولة،البعض الاخر يحاول ايجاد اسباب تجعل قرارهم بحبسي
صائبا..هم متعلمون ومن الطبقة الراقية،لكن عقولهم عملة قديمة
وصدئة،يستعرون مني وانا لم افعل شيئا،لكني احبهم ولا زال لدي
امل ان يخرجوني لارى الحياة و اتدفئ بنور الشمس،لكن الامل
ينطفئ مع قساوة الايام،فقد اعجز عن مقاومة هذه القساوة،
كما ان صحتي في تدهور مستمر،وزني لا يزداد ابدا من قلة اكلي،
رئتاي مليئتان بالقذارة الناتجة عن الهواء الملوث الموجود فقط في
ارجاء هذه الغرفة الضيقة المقززة..ليس لي علم باي يوم نحن الان
ولا أي شهر ولا حتى الا أي سنة وصلنا،قد تتحقق امنيتهم واودع
هذه الحياة قريبا،قبل ان استنشق هواء نقيا،على الاقل ساستبدل
هذا الثوب الرث بكفن ابيض،وسيكون التراب الطاهر مسكني الجديد.
الجزء الثاني
استمرت معاناتي و من يحس بي، واستمرت الدموع في حفر خدي،لكن لو علمت
انالفرج ات لابتسمت و تفاءلت... لم اصدق ما سمعته اذناي حين همست لي الخادمة
الجديدة انها تعرف من يستطيع مساعدتي و انتشالي من هذا الجحيم ، كدت اطير
فرحا ، اردت ان انهض و اركض و ارقص من شدة الحماس ،لكن بالطبع لم استطع
فرجلاي سجينتا الشلل، لم اصدق ! واخيرا ظهر في حياتي شخص يتميز بالانسانية
اخيرا احسست بعطف احد على حالتي ،كاد الامر ان يكون مستحيلا ،لكن املي كان اقوى
من ان يتلاشى ،لكن عقلي لم يصدق كيف لخادمة ان تضحي بعملها فقط لمساعدة معاقة مثلي،
لم اصدق حتى فتحت لي قلبها واطلعتني على تفاصيل حياتها القاسية،فما دفعها اصلا للعمل هو اعاقة
اختها الوحيدة ، يا الهي ارحمنا ! لهذا السبب احست بي .. بدا اليوم كسائر الايام الحزينة، صمت رهيب في غرفتي كسرته عبارات امي و هي تطلع الخادمة الشجاعة كيف
ستعاملني اثناء سفرهم..عطلة سعيدة يا عائلتي ، اذهبوا و اتركوني الملم حطام قلبي
المنكسر ، حضرت ومعها الاكل بعدما غادروا..لكن شيئ غريب لفت انتباهي،نظرت الي و السعادة تملا
عيناها..ابتسمت الي واختفت مسرعة ،ناديتها ولم تجيب..فتيقنت انها غادرت هي الاخرى..ملات الدموع عيناي وبدات شعلة الامل في الانطفاء..بدات اتساءل و انا
احترق حيرة،هل تركتني وحيدة بعدما وعدتني.. لم اعرف كم مر من الزمن حتى عادت وبرفقتها سيدت انيقة المنظر، ظننت انها ستتقزز مني لكنها اقتربت وحيتني
بقبلتين على خداي ، تمنيت لو اني اضع القليل من عطرها كي اخفي رائحتي ، جلست بقربي و اخبرتني الخادمة بحماس انها من ستساعدني ، افهمتني ان ما فعلوه بي جرم لا
بد ان يعاقبوا عليه..فرفضت وافهمتها بدوري ان كل ما اريده ان استنشق هواءا نقيا يحييني من جديد.. طمئنت قلبي ان جمعيتها ستجلب لي امرا
من القاضي لاخراجي ، و افهمتني انه عند عودة اهلي ستحضر برفقة عون قضائي وبعض عناصر الشرطة لاخراجي بشكل قانوني..ابتسمت واخيرا ضحكت
من اعماقي..لم اصدق، لن اموت هنا هل انا في حلم..لم افهم كلامها جيدا لكن كل ما همني هو اني ساخرج من
سجني............................................................يتبع