لم يكن أمرا عاديا، ذلك الغضب البحري الذي انطلق قبل أعوام مضت.
زئير مائي لم يسمع شهود الكارثة بمثله، ولا خطر على بال بشر. هجوم جامح، جبروت مائي اكتسح ما ألقت به الصدفة في طريقه، وخلال دقائق استبدل المشهد الجغرافي الطبيعي، بالمشهد الكارثي، تحول المكان إلى خراب، فوق قدرة العقل على التصديق، والعين على الرؤية، والقلب على احتمال الأسى
انشقت الأرض شقا، وابتلعت ماء المحيط الشاسع، فافترشت الأرض أسماكها، واندفع الفقراء لجني محصول جاء إليهم دون جهد. وعلى حين غرة، جاءت الموجة الأولى، خرجت من الشق الهائل، وحملت الملهوفين وأسماكهم، وأوقعتهم أرضا، ودحرجتهم، فراحوا يقاومون ويحاولون التماسك.
لكن الموجة التالية، لم تترك أمامهم وقتا لتساندوا، اندفعت كاسحة كبركان ناري لكنه بركان مائي، خرج من زفرات الأرض الغاضبة وجرف البشر والحجر.
وخلال دقائق، كان الماء الهائج قد أهلك الحرث والنسل والكائنات والبيوت والشجر، كل ما وقع في طريقه مات أو اقتلع. سويت الأرض عن بكرة أبيها وعادت الأمور إلى صورتها الأولى، بقاع من الخواء، موات، بوار في بوار، وانتشر الخراب في كل الأرجاء وعم الفزع.
إنها الابادة الجماعية للبشر، أنه جبروت الماء، أنه ما يسمى بتسونامي