من بين المظاهر الاكثر غرائبية في العالم تظهر تلك الاشكال المتوهجة للحياة تحت الماء وهذه المرة نتوقف امام حيوانات غريبة تتشابه كثيرا وتخيلاتنا عن الكائنات في الكواكب الاخرى انها مخلوقات هلامية شفافة تبدو مثل اجرام سماوية نابضة او كرات لحم ذات مجسات وتعيش في مياه واحد من اكثر البحار النائية والقاحلة على كوكب الارض وتحديدا
على عمق 130 قدما تحت طبقات الجليد في البحر الابيض في القطب الشمالي الروسي في درجات برودة تقترب تماما من درجة التجمد.
وعلى الرغم من تلك البيئة القاسية قرر قائد الغطاسين في محطة البحر الابيض البيولوجية الكسندر سيمينوف البالغ من العمر 25 عاما من موسكو ان يخوض المغامرة ويغوص في اعماق البحر المتجمد في سعيه لتوثيق حياة هذا النوع من الكائنات غير العادية.
وقد استخدم سيمينوف ضوءا قويا ليسلطه على هذه الكائنات الغير العادية ليسجل كيف تبدو بالضبط اجسامها المثيرة للدهشة. واوضح سيمينوف ان معظم هذه الكائنات غير العادية شفافة تماما اذ تعيش في عمود من الماء وتحتاج ان تكون غير مرئية تماما للحيوانات التي قد تفترسها. وعندما تفترس الكائنات غير العادية غذاءها عليها استخدام شفافيتها كعنصر للمباغتة. واضاف سيمينوف التوهج الظاهر في صوري ناتج من الضوء المتناثر داخل اجسادها والذي يتشتت على اجزاء الجسم الخارجية.
ومن دون الضوء في هذا المكان الموحش تكون كل الكائنات تقريبا غير مرئية على الاطلاق. وتتميز تقنية الاضاءة التي يستخدمها سيمينوف بالكفاءة العالية والتي تمكنه من اظهار كيف ان هذه الكائنات الغير العادية تاكل بعضها بعضا ويقول يمكنك ان ترى الطعام داخلها واحيانا ارى كائنات لا تزال على قيد الحياة وتتحرك في جوفها ويضيف مهمتي الرئيسية هي اظهار هذه الكائنات الغير العادية للعالم ليدرك كم هي رائعة الحياة تحت الماء لقد رايت كائنات تحت الماء لم يشاهدها سوى عدد قليل من العلماء في العالم. وفضلا عن كونه غطاس ومصور فوتوغرافي فان سيمينوف متدرب في علم الاحياء في جامعة موسكو ويستغل معرفته بعالم الطبيعة في صوره.
ويرى ان معظم الناس ترى ان الكائنات الجميلة والملونة لا يمكن ان تعيش في الظلام والمياه الباردة في البحار الشمالية ولكن البحر الابيض يكشف لهم عن عالم اخر بكائنات غريبة ومدهشة ايضا. وتذهل الوان هذه الحيوانات وانماط معيشتها العالم بكل فئاته بدءا من ربة المنزل وحتى العلماء والحيوانات في القطب الشمالي تختلف عن كل ما رايته في اي وقت مضى فهي فريدة من نوعها وملهمة ومثيرة للاهتمام.