لا يمكن تخيل ألم الخيانة و وقعها في القلب انها تشبه الاعصار...اعصار يدمر كل شيء في النفس حيث يفقد المرء فيها كل رغبة في الحياة و لا يستطعم من بعد شيئا بقدر رؤية الخائن يتعذب و يتجرع ثمن اجرامه مرارة الخيانة قطرة قطرة .
الخيانة ليست بطعم المرارة ،انها بلا مذاق ، فالمرارة قد يتعودها المرء مع الزمن لكن الخيانة لا يعتادها احد الا ان لم يكن انسانا طبيعيا .
سمية المسكينة كانت تتعذب في رحلة دامت سنين لتتقبل زوجا كان قد طلق ثلاث نساء قبلها ثم أقبل عليها يحلف بأغلظ الايمان و هي بنت سبعة عشر عاما أنه سيحبها الى الابد و سيشيخ الى جوارها و لن يفرقهما سوى الموت .
لم تكن سمية تريد الزواج لكن أهلها -غفر الله لهم- أبلغوها أنها ملعونة ان هي خالفتهم و أنها مباركة ان هي أطاعت و امتثلت لما فيه مصلحة الكل ، و بيعت سمية يثمن بخس و رضيت بمصير لم تختر فيه سوى ارضاء الكل ...هذا الكل الذي لم يلتفت اليها بعد أن قبض الثمن.
أنجبت سمية كما يفترض بها ان تفعل ولد و اثنان و ثلاث و صار لها بيت أجمل و كل ما تشتهيه امراة الا الأمان و الحب اللذان لم تعرفهما يوما و لكنها ظنت مع الوقت أنها أمور تحدث للكل .
طرقت صديقة قديمة يوما باب سمية فاستقبلها بالأحضان و اصغت لهمومها و بكت لمعاناتها حين عملت ما أصابها بعد أن طلقت و صارت أما لطفلة.
رثت سمية الرقيقة القلب لحال صديقتها و حاولت جاهدة تدبر عمل لها و قصدت من أجلها كل باب و في النهاية استعطفت زوجها ليمد لصديقتها يد العون فرضي بتشغيلها في مكتبه .
صارت الصديقة تزور سمية معبرة لها عن امتنانها و توطدت علاقتهما اكثر حتى ان سمية اعتنت بصحة صديقتها اعتناءها بصحتها فلا تزور طبيب الاسنان الا صحبتها معها و لا تصنع معروفا الا و هي اولى به من غيرها .
رجوها أكثر من مرة أن تتوخى الحذر من صديقتها لكنها لم تأبه لأحد و انذروها يوما ان زواجها في خطر و لم ترد علىيهم و لم تصغ الا لصوت نفسها أنها صديقة و لا يمكن أن تخون .
لم تشعر سمية الا و قد أدخل الزوج المصون عليها صديقتها و عرفها عليها من جديد قائلا : ان شئت ابق او ارحلي ، أعرفك : هذه زوجتي الجديدة .