شرح أحاديث النبى صلى الله عليه و سلم**د.عبد الله شحاته رحمه الله تعالى - منتديات الطريق إلى الله
الحلقــــة الثــانيــــة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"تصدقوا فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقتهِ فلا يجد من يقبلها ،يقول الرجل :لو جئت بها بالأمس لقبلتها ،فأما اليوم فلا حاجة لي بها"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
"رواه البخاري ومسلم"
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المشاهدون الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،أهلاً بكم مع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "تصدقوا فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقتهِ فلا يجد من يقبلها ،يقول الرجل :لو جئت بها بالأمس لقبلتها ،فأما اليوم فلا حاجة لي بها" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيها المؤمنون هناك فكرة يذكرها علماء الدين وأبو حامد الغزالي في كتابهِ إحياء علوم الدين هذه الفكرة هي أن المسكين الذي تعطيه الصدقة له عليك فضل لأنك تدخل الجنة بسببهِ ولأن الله حرك فيك دواعي الخير والمعروف حين رأيته فلا تحتقر الضعيفة ولا المسكينة ولا الأرملة ولا من تعطيهم الصدقة أو المال لأن هؤلاء الضعفاء هم الذين أخذوا بيدك أو يأخذون بيدك إلى جنة عرضها السماوات و الأرض ،إنما ينبغي أن نحب الضعفاء فإذا أحسنت إلى قوم فأحبهم لأن الإحسان يجعلك تحبهم وتداوم رعايتهم كما تتعهد الزرع بالماء ،وحديث اليوم يجعلك تكون حريصاً على نقل الصدقة إلى مستحقها لأنك إذا لم تجد المسكينه أو الضعيفة فماذا تصنع بالمال؟ماذا تصنع في مسئوليتك عن الزكاة ،إن الله يعطيك حسن النية ، رواه البخاري في صحيحهِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :إنه كان في من قبلكم رجل قال لأتصدقن الليلة بصدقة فسار في الظلام ووضع صدقته فجاءت في يد رجل غني ،فأصبح الناس يقولون تُصدق على غني ،فقال يا ربي على غني !..أي إنه كان يأمل أن يتصدق على فقير لكن لما سار في الظلام راغباً في ألا يراه ولا يعرفه أحد وضع الصدقة في يد رجل فقال فكان غنياً ..ثم قال يا ربي لأتصدقن ..ظناً منه أن صدقته بالأمس لم تقبل فسار بالليل فوضع الصدقة في يد إمرأة فأصبح الناس يقولون تُصدق على زانية ،فقال يا ربي على غني وعلى زانية !لأتصدقن بصدقة ..أي قال إنني يا ربي سيئ الحظ لانني في أول ليلة تصدقت على غني وفي تاني ليلة تصدقت على زانية ،لأتصدقن بصدقة ..فسار في الليلة الثالثة فوضع صدقته في يد رجل فأصبح الناس يتحدثون تصدق على سارق "لص ..حرامي "،فقال يا رب على غني وعلى زانية وعلى سارق !،فأوحى الله إلى نبيهِ وكانت الأنبياء كثيرة في بني إسرائل قل له أما صدقتك على الغني فلعله أن يقتدي بك ،وأما صدقتك على الزانية فلعلها أن تستعف ،وأما صدقتك على السارق فلعله أن يتوب إن الله قد قبل منك صدقتك "وهذا الحديث الذي رواه البخاري يروي في شرح العيني على البخاري إن الله يحاسب الناس على نواياها ،فمن نوى أن يتصدق ثم ظهر أن الذي تصدق عليه محتال أو إنسان يتظاهر بالفقر وهو غني فإن الله يحاسب الناس على نواياها ،إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ..أيها المؤمن ينبغي أن نسارع إلى الصدقة فإن كل مؤمن في ظل صدقتهِ وقد تكثر الأموال في أخر الزمان حتى أن الرجل يخرج لأجل أن يعطي صدقة فلا يجد من يقبلها ،عندما يجد مسكيناً يقول له لو أنك جئت بها بالأمس كنت محتاج أما الأن فقد إكتفيت فلا حاجة لي فيها ،فالحديث يقول ..يحثونا على الصدقة قبل فوات الأوان لأن المال قد يذهب ولأن العمر قد يذهب فينبغي أن نسارع بإخراج الزكاة ،ينبغي أن نسارع بأداء الفرائض ،إذا كان عليك الحج فحج قبل ألا تحجُ ،إذا كان عليك الزكاة فسارع بإخراج الزكاة لأنها دين من الله عندك وأنت لا تقبل أن تكون مديناً ولأن الموت يأتي بغته " مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ، وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"
إن الحديث يحثونا على أداء الفرائض والقيام بما يرضي الله لأننا لا نعلم ماذا سيكون غدا ،فأمره مجهول والله تعالى قد إختبأ لنفسيهِ خمسة أشياء " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”"لقمان:34"
وبالله التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته