بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة و السلام على أشرف المرسلين، أما بعد....
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي وأخواتي
هذه سلسلة طيبة نعرف فيها ببعض البدع التي إنتشرت في الأمة الإسلامة اليوم،
وأصبحت من الأمور المؤلوفات
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )
بدعة العدد:أخطاء وبدع الحجاج عند عودتهم الى ديارهم-
بعد تأديتهم لمناسك الحج والانتهاء من الفريضة كان على الحجاج وأن يحرصوا غاية الحرص على الابتعاد عن الأعمال السيئة بعد أن من الله عليهم بالوجود في موقف عرفات وطلب المغفرة والعتق من النار ولكن البعض منهم يأبى إلا أن يرتكب المعاصي بمجرد العودة إلى ديارهم ظنا منهم أن الله قد احل لهم المحرمات وأباح لهم البدع والمخالفات وظنوا أنهم بحجهم هذا قد أدوا ما عليهم وان يفعلوا ما يحلوا لهم ناسين أن الأعمال بالخواتم . ومن هذه المخالفات والبدع التي يرتكبها الحجاج عند عودتهم:
**ذبح الذبائح امام باب البيت:
سئل فضيلة الشيخ ابن عثمين - رحمه الله تعالى-: عندما يعود الحاج يقومون بذبح ذبيحة له أمام باب البيت يقولون لا يمر الحاج يدخل البيت إلا على دم؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا غلط ما يصلح، هذه عقائد فاسدة.
السائل: وفي الليلة الثانية يجتمعون في بيته ويقومون بأداء مولد يسمونه مولد حجازي، ويعملون له مولد ميرغني، ثم يقومون بترديد أناشيد وتوسلات ومدح ويضربون بالدفوف ويتمايلون وينحبون نحباً يسمونه.
الشيخ: هذا كله خطأ أيضاً، ونصيحتي لهؤلاء أن يدعوا ذلك، وأن يقتصروا على الترحيب بالقادم، ويسلمون عليه سلاماً عادياً.
**التلقيب بإسم الحاج:
سئل فضيلة الشيخ ابن عثمين - رحمه الله تعالى-: في معظم الدول الإسلامية فور عودة الحجيج من الأراضي المقدسة بعد أداء الفريضة يلقب من أدى الفريضة بلقب حاج وتظل ملازمة له دائماً فما حكم ذلك؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا خطأ؛ لأن فيه نوعاً من الرياء، لا يتلقب بذلك ولا ينبغي أن يدعوه الناس بذلك؛ لأنه ما كان الناس في
عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقولون للحاج أنت حاج.
**إلتزام البيوت وعدم الخروج منها لأسبوع:
السؤال الرابع من الفتوى رقم (5741)
س4: إن الحجاج عند رجوعهم من البقاع المقدسة إلى بلدانهم يلزمون بيوتهم أسبوعا لا يخرجون، لا لقضاء حوائجهم، ولا إلى الصلاة، وينكب الناس عليهم لدعائهم. هل هذا من السنة؟
ج4: الجواب : ليس ذلك بسنة بل هو بدعة ومن ادعى أنه سنة فعليه الإتيان بالدليل . وأما جلوسهم في بيوتهم عن أداء صلاة الجماعة في المسجد فلا يجوز إلا لعذر شرعي وليس ما ذكر بعذر فهم آثمون في تخلفهم عن الصلاة .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
**إستقدام الهدايا مثل السجادات والكفن للتبرك بها:
سئل فضيلة الشيخ ابن عثمين - رحمه الله تعالى-: مجموعة طلبوا مني أن اشتري لهم من الأماكن المقدسة حاجات مثل سجادة وكفن مغسول بماء زمزم، فما حكم الوفاء بتلك الطلبات؟
فأجاب فضيلته بقوله: أما السجادات فإن كانوا أوصوك بها، لأن السجادات تتوفر في ذلك المكان أكثر من غيره، وقد تكون أرخص فلا حرج، وأما إذا كان الاعتقاد أن السجادات التي تشترى
من هناك لها مزية على غيرها في الفضل، فليس بصحيح، ولا تشتريها لهم بناءاً على هذا الاعتقاد.
وأما الكفن فإنه ليس بمشروع أن يشتري الإنسان كفنه من تلك المواضع، ولا أن يغسله بماء زمزم؛ لأن ذلك ليس وارداً عن النبي
عليه الصلاة والسلام ولا عن أصحابه- رضي الله عنهم- وإنما يتبرك بالكفن فيما ورد به النص، وهو ما ثبت به الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أهديت إليه جبة فسأله إياها رجل من الصحابة فلامه الناس وقالوا: كيف تسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، وقد علمت أنه لا يرد سائلاً؟! فقال: إني أريد أن تكون كفني، فصارت كفنه، كذلك طلب عبد الله بن عبد الله
بن أبي من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكفن أباه عبد الله بن أبي بقميص الرسول عليه
الصلاة والسلام ففعل، فهذه الأكفان كانت من لباس الرسول عليه الصلاة والسلام لا بأس أن يتبرك بها الإنسان، وإما كونها من مكة أو من المدينة فهذا لا أصل للتبرك به.
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثمين - رحمه الله تعالى-: رجل يريد أن يحج ومحمل عدة وصايا، وطلب منه مجموعة من الناس أن يأتي لهم بشيء من مكة أومن المدينة مثل حجر أو ماء أو تراب أو ما شابه
ذلك فهل يلزمه أن يفي بها؟
فأجاب فضيلته بقوله: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين: هذه الوصايا التي أشار إليها أن يأتي لمن أوصوه بتراب، أو ماء، أو أحجار من الحرم، لا يلزمه أن يفي بها، وله أن يردها عليهم، ولو كانت وصاياهم بأن يدعو الله لهم في هذه المشاعر لكان ذلك أولى وأجدر، فإذا استبدل هذه الوصايا بأن يدعو الله لهم في هذه المشاعر بما فيه خيرهم في دينهم ودنياهم كان ذلك أولى وأجدر وأحسن.
وأرى أن الإنسان يسأل الله تعالى بنفسه دون أن يجعل له واسطة بينه وبين الله، لأن ذلك أقوى في الرجاء وأقرب إلى الخشية.
أخذ التراب، والأحجار ونحو ذلك من الحرم، والمناسك، والمشاعر؛ للتبرك وغيره. والصحيح أن هذا من البدع المنكرة، ووسيلة من وسائل الشرك الأكبر، ومنكر من الفعل؛ إذ لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا أصحابه الكرام البررة، وهم أحرص الناس على الخير
**الرجوع الى المعاصي بعد الحج:
سئل فضيلة الشيخ ابن عثمين - رحمه الله تعالى-: ما حكم الرجوع للمعاصي بعد أداء فريضة الحج؟
فأجاب فضيلته بقوله: الرجوع إلى المعاصي بعد أداء فريضة الحج نكسة عظيمة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع "يعني من ذنوبه "كيوم ولدته أمه " (1)
وقال صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" (2)
فإذا نقى صحيفته بهذا الحج فإن من السفه أن يسود الصحيفة بسيئات أعماله بعد الحج، وهكذا أيضاً موسم الصوم في رمضان إذا عاد الإنسان إلى المعاصي فقد خسر خاسرة عظيمة، وانتكس نكسة عظيمة، فعليه أن يعود إلى الله مرة أخرى، وأن يستغفر ويتوب، والتائب من الذنب كالذي لم يفعل الذنب أو أشد،
فقد يكون الإنسان بعد ذنبه إذا تاب إلى الله واستغفر أحسن حالاً منه قبل ذلك ألم تروا إلى آدم عليه الصلاة والسلام قال الله عنه (وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) (3) وهذا الاجتباء والتوبة والهداية حصلت بعد الذنب، فقد يكون الإنسان بعد الذنب أحسن حالاً منه قبل الذنب إذا تاب إلى الله، وعرف أنه مفتقر إلى الله عز وجل.
__________
(1) أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور (1521) ، ومسلم، كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة (1350) .
(2) تقدم تخريجه ص 11.
(3) سورة طه، الآيتان: 121-122.
**مخالفات أخرى:
وهناك مخالفات أخرى تتعلق في كيفية استقبال الحجاج بطقوس احتفالية وتختلف من منطقة لأخرى
وغالبا ما تبدأ هذه المظاهر الاحتفالية من المطار
الذي تكتظ قاعاته طيلة أيام عودة طائرات حملات الحجاج من الديار المقدسة، بمئات الأشخاص طوال ساعات الليل والنهار.
بالإضافة إلى تجمع مواكب السيارات المزينة خارج المطار
فيستقبل الحجاج بباقات من الزهور ويحرصون على أرشفة المناسبة بتصوير الحاج أو الحاجة باللباس الأبيض. بينما يبالغ البعض في المناكر باصطحاب فرقة لتزف الحاج بالطبل والزمر، مع عدم إغفال الزغاريد التي تطلقها النساء في أرجاء قاعة وصول الركاب.
تأخذ مظاهر الاحتفال شكلا جديدا مع مواكب السيارات التي تطلق أبواقها على طول الطريق إلى أن تصل إلى المنزل أحيانا مع ساعات متأخرة من الليل.
اما سكان المنطقة فبوصول الحاج ويتجمعون على مدخل منزله، وينثرون الورود عليه ويستقبلونه عند مدخل منزله ب ''الهدية''(فرقة موسيقية شعبية)، مع الزغاريد التي تطلقها النساء.
وقد تم إعادة ترتيب المنزل.وتزيينه بأعلام بيضاء في وسطها ورقات من ''النعناع''او اوراق من جريدة النخل
و بالمقابل تقام الوليمة وتحضر فيها الموسيقى تكلفته أكثر مما كلفته رحلة الحج. وتستمر الاستقبالات وإقامة الولائم لمدة شهر.
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن هذه الظاهرة، والتي تنتشر في القرى والأرياف في معظم الدول الإسلامي، سواء من الناحية الشرعية، أو من الناحية الاجتماعية فأجاب قائلا «هذا لا بأس به، لا بأس بإكرام الحجاج عند قدومهم؛ لأن هذا يدل على الاحتفاء بهم، ويشجعهم أيضا على الحج، لكن التبذير الذي أشرت إليه، والإسراف هو الذي ينهى عنه؛ لأن الإسراف منهي عنه، سواء بهذه المناسبة، أو غيرها، لقوله تبارك وتعالى: (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين)، وقال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِين كَانُوا إِخْوَان الشَّيَاطِينِ)،
ختاما:
بسبب البعد عن منهج الله نلعب ونلهو وننشغل بالرقص والغناء
في الوقت الذي يُذبح فيه المسلمون وتُنتهك أعراضهم
نومنا طويل في الوقت الذي لا ينام فيه الشيطان وأولياؤه يعدون العدة للإجهاز على البقية الباقية من هذه الأمة
ويُنفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ..
ما الذي يمنعنا من وقفة محاسبة ومجاهدة نستحثُّ بها الخطى للحاق بقوم غيّر بهم سبحانه وجه الأرض
(إنَّ اللَّهّ لا يغّيٌَرٍ مّا بٌقّوًمُ حّتَّى يغّيٌَرٍوا مّا بٌأّنفٍسٌهٌمً) [الرعد: 11]
خيره سبحانه إلينا نازل وشرنا إليه صاعد يتحبب إلينا بالنعم رغم غناه عنَّا
ونحن نتبغض إليه بالمعاصي ونحن إليه محتاجون
وقد أصبحنا في نعم الله ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه
فلا ندري أيتهما نشكر أجميل ما يسر أم قبيح ما ستر
نتشرف بالانتساب لهذا الدين فهل أقمناه في حياتنا الخاصة والعامة
ونقول كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.