للمدارسة والحفظ: مختصر شرح ثلاثة أصول للشيخ العثيمين رحمه الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ان لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
أما بعد:
فهذا مختصر لشرح الثلاثة أصول، للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، قام بتلخصيها وإملائها علي أحد طلبة العلم جزاه الله عني كل خير وبارك فيه وفي علمه... آمين
وسكون المتن بلون، والشرح بلون مغاير باذن الله، حتى يسهل التمييز بينهما، كما يمكن تحميل شرح الشيخ رحمه الله، حتى يسهل الوصول إليه عند الحاجة، هذا وأسأل الله عز وجل القبول إنه عزيز كريم، ولا تنسوني وشيخي من صالح دعائكم وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم -رحمك الله- انه يجب علينا تعلم أربع مسائل:
الأولى: العلم: وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الاسلام بالأدلة.
الثانية: العمل به.
الثالثة: الدعوة إليه.
الرابعة: الصبر على الأذى فيه.
والدليل قوله تعالى: " وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) " [العصر 1-3].
قال الشافعي رحمه الله تعالى: "لو ما أنزل الله حُجَّةً على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم".
وقال البخاري رحمه الله: "باب العلم قبل القول والعمل" والدليل قوله تعالى: " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ " [محمد 19]، فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.
ملخص الشرح:
بالأدلة: الأدلة سمعية وعقلية، فالسمعية ما ثبت بالوحي، والعقلية ما ثبت بالنظر.
العمل به: أي بما تقتضيه هذه المعرفة من الإيمان والعمل الصالح، والعمل هو ثمرة العلم، فمن عَلِمَ ولم يعمل فقد شابه اليهود، ومن عَمِلَ بلا علم فقد شابه النصارى.
الدعوة إليه: أي إلى ما جاء به التبي صلى الله عليه وسلم على مراتبها الأربع، قال الله تعالى " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وقال عز وجل:" وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ"
ولابد للدعوة أن تكون على بصيرة لقوله تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي "
والبصيرة تكون فيما يدعو إليه بان يكون الداعية عالما بالحكم الشرعي، والبصيرة تكون في كيفية الدعوة، وفي حال المدعو.
الصبر على الأذى فيه: الصبر: حبس النفس على طاعة الله، وحبسها عن معصية الله، وحبسها عن التسخط عن أقدار الله التي يجريها، إما مما لا كسب للعباد فيه، وإما مما يجريه الله على أيدي بعض العباد من الإيذاء.
لكفتهم: مراده أنها كافية في الحث على التمسك بدين الله، لا انها كافية في جميع الشريعة.
قول البخاري: استدل البخاري بدليل سمعي، وهناك دليل عقلي يدل على أن العلم قبل القول والعمل، وهو أن العمل لا يكون مقبولا حتى يكون على وفق الشريعة، ولا يمكن أن يعلم الإنسان أن عمله على وفق الشريعة إلا بالعلم.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
اعلم -رحمك الله-: أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهنَّ:
الأولى: أن الله خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملا بل أرسل رسولا، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، والدليل قوله تعالى: " إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا (16) " [المزمل].
الثانية: ان الله لا يرضى أن يُشرك معه احد في عبادته، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، والدليل قوله تعالى: " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا "[الجن ].
الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحَّدَ الله لا يجوز له موالاة من حادَّ الله ورسوله ولو كان أقرب قريب، والدليل قوله تعالى: " لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)" [المجادلة ]
ملخص الشرح:
أن الله خلقنا: دليله السمعي قوله تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"، والدليل العقلي جاءت الإشارة إليه في قوله تعالى: "أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ"، فإن الانسان لم يخلق نفسه، ولم يخلقه أحد من الخلق، ولم يأت صدفة بدون موجد، لأن كل حادث لابد له من محدث، ولأن وجود هذه المخلوقات على هذا النظام البديع يمنع أن يكون صدفة، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده، فكيف يكون منتظما في بقائه وتطوره، فتعين بأن يكون الخالق هو الله وحده.
ورزقنا: دليله من القرآن قوله تعالى: "قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ"، أما من السنة قوله صلى الله عليه وسلم في الجنين: "يبعث إليه ملك فيؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد"
أما الدليل العقلي، فهو اننا لا نعيش إلا على طعام وشراب، وهما مخلوقان لله تعالى، قال الله تعالى: "أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ (70) ".
ولم يتركنا هملا: الدليل السمعي قوله تعالى: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ"، ومن العقل فإن وجود هذه البشرية لتحيى وتتمتع كالأنعام ثم تموت إلى غير حساب، لا يليق بحكمة الله عز وجل.
بل أرسل إلينا رسولا: الدليل السمعي موجود في المتن، والدليل العقلي أنه لابد ان يرسل الله الرسل إلى الخلق لتقوم عليهم الحجة، وليعبدوه بما يحبه ويرضاه، فلا يمكن ان نعبد الله بما يرضاه إلا عن طريق الرسل.
فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار: لقوله تعالى: "تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)"، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "من اطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار" رواه البخاري.
الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد.... وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا: نهى الله سبحانه وتعالى أن يدعو الإنسان مع الله أحدا، والله لا ينهى عن شيء إلا وهو لا يرضاه، قال تعالى: " إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ".
الثالثة: ان من أطاع الرسول ووحد الله....: الدليل السمعي مذكور في الآية، والدليل من النظر أنه ليس من العقل أن يحب الإنسان شيئا وهو عدو لمحبوبه، وموالاة الكفار تكون بمناصرتهم على الكفر، وموادتهم تكون بفعل الأسباب التي تكون بها مودتهم، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله، فالواجب على المؤمنين معاداة من حاد الله ورسوله وبغضه والبعد عنه، ولكن هذا لا يمنع نصيحته.
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر لنا وله
اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفية ملّةَ ابراهيم أن تعبد الله وحده مُخلصا له الدين وبذلك أمر الله جميع الناس، وخلقهم لها، كما قال الله تعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" [الذاريات]
ومعنى يعبدون: يُوّحِّدُون، وأعظم ما أمر الله به التوحيد وهو: إفراد الله بالعبادة
وأعظم ما نَهَى عنه الشرك، وهو دعوة غيره معه، والدليل قوله تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا" [النساء]
ملخص الشرح:
أرشدك الله: الرشد هو الاستقامة على طريق الحق
لطاعته: الطاعة: موافقة المراد، فعل للمأمور، وترك للمحظور
أن الحنيفية: هي الملة المائلة عن الشرك، المبنية على الاخلاص
ملة ابراهيم: أي طريقه الديني
أن تعبد الله: للعبادة مفهومان:
** عام: وهو التذلل لله محبة وتعظيما، بفعل اوامره واجتناب نواهيه، على الوجه الذي جاءت به شرائعه
** وخاص: يعني تفصيلي: وهو ما قاله شيخ الاسلام رحمه الله: "العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة"
مخلصا له الدين: الاخلاص هو التنقية، والمراد به أن يقصد المرء بعبادته وجه الله عز وجل والوصول إلى دار كرامته.
ومعنى يعبدون يوَحِّدُون: التوحيد من معنى العبادة، وإلا فقد سبق لنا معنى العبادة وأنها أعم من مجرد التوحيد، واعلم أن العبادة نوعان:
* * كونية: وهي الخضوع لأمر الله الكوني، وهذه شاملة لجميع الخلق، لقوله تعالى: "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً"
** شرعية: وهي الخضوع لأمر الله الشرعي، وهذه خاصة بمن أطاع الله، مثل قوله تعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً"
وأعظم ما أمر الله به التوحيد: التوحيد لغة جعل الشيء واحدا، وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات.
* واصطلاحا: ما ذكر المؤلف "إفراد الله بالعبادة"، ومراد المؤلف توحيد الألوهية
وهناك تعريف آخر أعم للتوحيد وهو :" إفراد الله بما يختص به"
وانواع التوحيد ثلاثة:
1- توحيد الربوبية: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق والملك والتدبير.
2- توحيد الألوهية: وهو ما ذكره المؤلف "إفراد الله بالعبادة".
3- توحيد الأسماء والصفات: وهو إفراد الله بما سمى أو وصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله، وذلك بإثبات ما أثبته، ونفي ما نفاه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
وأعظم ما نهى عنه الشرك: لأنه تفريط في أعظم الحقوق وهو توحيد الله، قال الله تعالى: "إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ".
واعلم ان الشرك نوعان:
** شرك أكبر: وهو كل شرك اطلقه الشارع وكان متضمنا لخروج الانسان من دينه.
** شرك أصغر: وهو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج من الملة.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم
فإذا قيل لك: من ربك؟
فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، وكل ما سوى الله عالَم، وانا واحد من ذلك العالم
فإذا قيل لك بمَ عرفت ربك؟
فقل: بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار، والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع، والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما، والدليل قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"، وقوله تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"
والرب هو المعبود، والدليل قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة".
وانواع العبادة التي أمر الله بها: مثل الإسلام والإيمان والإحسان، ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها، كلها لله تعالى، والدليل قوله تعالى: "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا".
فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر، والدليل قوله تعالى: "وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ"
ملخص الشرح:
فقل ربي الله الذي رباني: التربية هي عبارة عن الرعاية التي يكون بها تقويم المُربى.
وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم: سُمُّوا عالمًا لأنهم عَلَمٌ على خالقهم.
فإذا قيل لك بم عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته: الآيات: جمع آية، وهي العلامة على الشيء التي تدل عليه.
وآيات الله نوعان: كونية وشرعية
** الشرعية: هي الوحي
** الكونية: المخلوقات
وعلى هذا يكون قوله بآياته ومخلوقاته من باب عطف الخاص على العام، وإذا خصصنا الآيات بالآيات الشرعية يكون من باب عطف المباين، فإن الانسان كلما نظر في تلك الآيات ازداد علما بخالقه ومعبوده، قال عز وجل: "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"، وقال تعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا"
ومن الأسباب أيضا التي يعرف بها العبد ربه ما يُلقيه الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفته سبحانه حتى كأنه يراه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
ومعرفة الله عز وجل تستلزم قبول ما شرع والاضعان والانقياد له، وتحيكم شريعته التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلم.
والرب هو المعبود: المعنى أن الرب هو المستحق للعبادة، لا أن كل معبود هو رب.
والدليل قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ" : قوله "الَّذِي خَلَقَكُمْ" هذه صفة كاشفة تعلل ما سبق، أي اعبدوه لأنه ربكم الذي خلقكم، فمن أجل كونه الرب الخالق كان لزاما عليكم أن تعبدوه، وهذا يلزم كل من أقرَّ بربوبية الله، أن يعبده وحده وإلا كان متناقضا.
"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا": المساجد هي مواضع السجود أو أعضاء السجود، ومعنى الآية: لا تعبدوا معه غيره فتسجدوا له.
"وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ": قوله لا برهان له به صفة كاشفة مبينة للأمر، وليست صفة مقيدة تخرج ما فيه برهان، لأنه لا يمكن ان يكون برهان على أن مع الله إله آخر.
وقوله: "فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ" وجه الدلالة من الآية لما في المتن، بأن الله سبحانه بيّن أن من يدعو مع الله إله آخر بانه كافر لأنه قال: " إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ".
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
وفي الحديث "الدعاء مُخُّ العبادة"، والدليل قوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
ودليل الخوف قوله تعالى: (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
ودليل الرجاء قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
ودليل التوكل قوله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) وقال: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
ملخص الشرح:
الدعاء: قال الله عز وجل: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) فدلت الآية على أن الدعاء من العبادة، فلولا ذلك ما صح أن يُقال (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
* فمن دعا غير الله بشيء لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فهو مشرك كافر، سواء كان المدعُوُّ حيا أو ميتا.
* ومن دعا حيا بما يقدر عليه فهذا لا شيء فيه.
* ومن دعا ميتا او غائبا بذلك [أي بما يقدر عليه الحي الحاضر القادر]فهو مشرك، لأنه يدل على اعتقاده أنه متصرف في الكون.
- الدعاء قسمان:
1- دعاء مسألة: وهو طلب الحاجات، فإذا كان للرب فهو عبادة، وإن كان لمخلوق يعقل هذا الدعاء ويقدر على الإجابة فهو جائز.
2- دعاء العبادة: فيُتعبدُ به للمدعو، طلبا لثوابه وخوفا من عقابه، وهذا لا يصلح إلا لله تعالى.
الخوف: الخوف انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرر أو أذى، وقد نهى الله تعالى عن الخوف من أولياء الشيطان وأمر بخوفه وحده.
أقسام الخوف:
1- خوف طبيعي: كخوف الإنسان من الغرق، فهذا لا يُلام عليه، قال تعالى عن موسى عليه السلام: (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ)، ولكن إذا تسبب هذا الخوف في ترك واجب أو فعل محرم فهو حرام، والدليل قوله تعالى (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
واعلم ان الخوف من الله عز وجل على قسمين:
محمود: وهو الذي يحول بينك وبين معصية الله
وغير محمود: وهو الذي يحمل العبد على اليأس من روح الله.
2- خوف العبادة: وهو أن تتعبد لأحد بالخوف منه، وهذا لا يصلح إلا لله تعالى.
3- خوف السر: وهو خوفه من صاحب قبر أو ولي مخافة سر، فهذا شرك.
الرجاء: الرجاء طمع الإنسان في أمر قريب المنال، وقد يكون بعيد المنال تنزيلا له منزلة القريب
والرجاء المتضمن للذل والخضوع لا يكون إلا لله تعالى،وصرفه لغيره إما أن يكون شركا أصغر أو أكبر، بحسب ما يقوم بقلب الراجي.
والرجاء المحمود، إنما يكون لمن اطاع الله تعالى ورجا الثواب أو تاب إليه ورجا القبول
اما رجاءٌ بلا عمل فهو غرور مذموم.
التوكل: التوكل على الشيء هو الاعتماد عليه، والتوكل على الله هو الاعتكاد عليه كفاية وحسبا في جلب المنافع ودفع المضار، وهو من تمام الإيمان وعلاماته، لقوله تعالى (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
وليُعلم أن التوكل انواع:
1- التوكل على الله: وقد سبق بيانه.
2- توكل السر: بأن يعتمد على ميت في جلب مصالحع ودفع مضاره، فهو شرك أكبر، سواء كان الميت نبيا أو وليا او كان طاغوتا.
3- التوكل على غير الله فيما يقدر عليه: وهو نوعان:
* إذا فعل ذلك مع شعوره بانحطاط مرتبته وعلو مرتبة المتوَكل عليه، فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به.
* إذا فعل ذلك على أن المتوَكل عليه سبب، وأنا الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده، فهذا لا بأس به إذا كان للمتوَكل عليه أثر صحيح في حصول المطلوب.
4- التوكل على الغير فيما يتصرف فيه المتوكِل: بحيث ينيب غيره في أمرٍ تجوز فيه النيابة، فهذا لا بأس به، والدليل على ذلك من القرآن قوله تعالى عن يعقوب عليه السلام: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ )
ومن السنة ان النبي صلة الله عليه وسلم وكّل عليا رضي الله عنه في هديه في حجة الوداع أن يتصدق بجلودها وجلالها وأن ينحر ما بقمن المائة بعدما نحر صلى الله عليه وسلم ثلاث وستين، ووكل صلى الله عليه وسلم على الصدقة عمالا وحفاظا، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها
ومن الإجماع فهو معلوم من حيث الجملة.
قال العلامة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى : (( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين ))
ودليل الخشية قوله تعالى (( فلا تخشوهم واخشوني ))
ودليل الإنابة قوله تعالى : (( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ))
ودليل الاستعانة قوله تعالى : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) وفي الحديث " (( وإذا استعنت فاستعن بالله )) .
ودليل الاستعاذة قوله تعالى : ((قل أعوذ برب الفلق )) و(( قل أعوذ برب الناس ))
ودليل الإستغاثة قوله تعالى: (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ))
ودليل الذبح قوله تعالى : (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين))
ملخص الشرح:
الرغبة: محبة الوصول إلى المحبوب
والرهبة: الخوف المثمر للهرب من المخوف، فهو خوف مقترن بعمل
والخشوع: الذل والتطامن لعظمة الله بحيث يستسلم لقضائه الشرعي والكوني.
وعلى المؤمن أن يسعى إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء، فيغلب جاني الرجاء في الطاعة لينشط عليها، وجانب الخوف إذا همَّ بالمعصية ليهرب منها.
الخشية: هي الخوف المبني على العلم بعظمة من يخشاه وكمال سلطانه، ومنه قال تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماءُ"، فهي أخص من الخوف، فإذا خفت شخصا وأنت لا تعلم هل هو قادر عليك أم لا فهذا هو الخوف، وإذا خفت شخصا وأنت عالم بقدرته عليك فهذه هي الخشية.
وأقسام الخشية كأقسام الخوف.
الإنابة: هي الرجوع إلى الله تعالى بالقيام بطاعته واجتناب معصيته، وهي قريبة من التوبة إلا أنها أرقُّ منها، لما تشعر من الاعتماد على الله واللجوء إليه ولا تكون إلا لله سبحانه وتعالى.
الإستعانة: هي طلب العون، وهي أنواع:
1- الإستعانة بالله: وهي المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه، وتفويض الأمر إليه واعتقاد كفايته، وهذه لا تكون إلا لله، وصرفها لغيره شرك أكبر، ووجه الدلالة من الآية تقديم المعمول فدل على الاختصاص.
2- الاستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه: هذه بحسب المستعَان عليه،
وهي ثلاثة أقسام:
أ- جائزة للمستعين مشروعة للمعين، كالاستعانة على البر والتقوى.
ب- حرام على المستعين والمعين، كالاستعانة على الإثم والعدوان.
ج- جائزة للمستعين والمعين: كالاستعانة على أمر مباح، لكن قد يُثاب المعين عليها إذا كانت من باب الإحسان للغير، ومن ثمة تكون في حقه مشروعة.
3- الاستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر: هذا لغو لا طائل تحته.
4- الاستعانة بالاموات مطلقا أو بالأحياء على أمر غائب لا يقدرون على مباشرته: فهذا شرك لأنه يدل على أن لهم تصرفا خفيا في الكون.
5- الاستعانة بالأعمال والأحوال المحبوبة لله تعالى فهذه مشروعة بامر الله تعالى، قال تعالى "واستعينوا بالصبر والصلاة".
الاستعاذة: طلب الإعاذة، والإعاذة: الحماية من المكروه، فالمستعيذ محتمٍ بمن استعاذ به، معتصمٌ به.
والاستعاذة أنواع:
1- الاستعاذة بالله تعالى: وهي متضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته.
2- الاستعاذة بصفة من صفاته: ككلامه، قال النبي صلى الله عليه وسلم "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" رواه مسلم.
3- الاستعاذة بالاموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ: فهذا شرك، لقوله تعالى "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا".
4- الاستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر والاماكن وغيرها، فهذا جائز، لقوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الفتن "ومن وجد ملجأ او معاذا فليعذ به" متفق عليه، وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا الملجأ والمعاذ فقال "فمن كان له إبل فليلحق بإبله" رواه مسلم.
وعن ام سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث" رواه مسلم.
ولكن إذا استعاذ من شر ظالم وجبت إعاذته بقدر الإمكان، وإذا استعاذ ليتوصل إلى فعل محرم أو ترك واجب حَرُمت إعاذته.
الاستغاثة: طلب الغوث، والغوث الإنقاذ من الشدة والهلاك.
وهي أقسام:
1- الإستغاثة بالله: وهذا من أفضل الاعمال.
2- الإستغاثة بالاموات او بالأحياء غير الحاضرين القادرين: فهذا شرك لانه لا يفعله إلا من اعتقد أنه له تصرفا خفيا في الكون.
3- الإستغاثة بالأحياء العالمين القادرين: فهذا جائز، قال تعالى في قصة موسى عليه السلام "فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه".
4- الإستغاثة بحي غير قادر من غير اعتقاد أن له قو خفية: مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا يمنع لسببين:
أ- أنه سخرية بهذا الرجل المشلول.
ب- أنه قد يغتر أحد بهذا المشلول فيظن أن له قوة خفية.
الذبح: إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص،
ويقع على وجوه:
1- عبادة: وهو وقوعه على قصد التعظيم والتقرب للمذبوح له، وهذا لا يصلح إلا لله تعالى وصرفه إلى غيره شرك أكبر.
2- أن يقع إكراما لضيف أو وليمة عرس أو نحو ذلك فهذا مشروع.
3- أن يقع على وجه التمتع والاتجار، فالأصل فيه الإباحة لقوله تعالى: "أولم يروا أن خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون"، وقد يصير مطلوبا أو منهيا عنه بحسب ما كان وسيلة له.
النذر: وجه الدلالة من الآية أن الله تعالى أثنى عليهم لإيفائهم بالنذر، وهذا يدل على أنه يحبه، وكل ما يحبه الله من الأعمال فهو عبادة.
والنذر قسمان:
1- محمود: وهو جميع العبادات المفروضة، لأن الانسان إذا شرع فيها فقد التزم بها، والدليل قوله تعالى: "ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق".
2-مكروه: وهو إلزام الإنسان نفسه بشيء ما، او طاعة غير واجبة، وقال بعض العلماء أنه محرم، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يأت بخير وإنما يتخرج به من البخيل" متفق عليه.
ومع هذا يجب الإيفاء به، قال صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطع الله فليطعه".
مختصر شرح ثلاثة أصول للشيخ العثيمين رحمه الله