الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد، فنشكركم على تواصلكم الطيب، أحسن الله إليكم، وجزاكم الله خيراً، أما عن السؤال؛ فالاشتراط: أن يلبي المحرم بالحج أو بالعمرة قائلاً: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبيك عمرة، أو لبيك حجاً، أو لبيك حجة في عمرة، ثم يقول عقب ذلك مباشرة: اللهم محلي حيث حبستني، أي: يارب سأتحلل في المكان الذي لا أستطيع فيه مواصلة الحج؛ إذ قد أمرض، أو قد أفقد رفقتي، أو قد يحدث أي عذر يحول بيني وبين أداء عمرتي أو حجي، فحينئذ سأتحلل، فيعبر عن ذلك بقوله: اللهم محلي حيث حبستني، وفائدة ذلك أنه لا يُلزم بدم من جراء عدم إكماله الحج أو العمرة، أما إذا لم يشترط فيلزمه دم يذبحه لعدم إتمامه الحج أو العمرة، والاشتراط يعفيه من هذا الدم.
والدليل على هذا الاشتراط: ما أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها: لعلك أردت الحج؟ قالت: والله لا أجدني إلا وجعة -أي مريضة-، فقال لها: حجي واشترطي، قولي: اللهم محلي حيث حبستني)، وَثَّم أدلة أخرى في هذا الباب كثيرة، والله تعالى أعلم