بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
كلما ترسخت المعارف لدى الانسان انقشعت لديه الحجب والغيوم ووصل بوعيه وادراكاته الى الأسمى والأرقى وصحح تصوراته عن الكون والانسان والقرار وتبينت له خيوط الحقيقة جلية مما يضفي سكينة على سماته السيكولوجية والعقلية وواكب مسارات حياته بتعقل وبصيرة مدركا كل الأبعاد المحيطة به وحقائقها الظاهرة .
وبحل معادلات النسبية تبين خطأ نظرية الكون المستقر وتم التخلي عنها وثبت علميا أن الكون له بداية وأن الكون فتق من رتق بعلم الله تعالى الذي أنشأ الذرة بمواصفاتها العجيبة وخصائصها المتفردة بانسياب فائق ودقيق بين مختلف العناصر المخلوقة مما يضفي عليها ساحرية وجمال في محيطها البديع ، ولم يستطع أي عالم أن يفسر سبب القوى الموجودة في الذرة ومن ثم الموجودة في الكون وهذه القوى هي سر هذا التوازن الجلي في الكون ، وهذا ناشئ عن قدرة الله تعالى وعلمه المحيط وحكمته المطلقة التي أعطت للمادة رونقها وجمالها بنسب غير متفاوتة في جزئياتها ومقاييس تخضع لنظم محكمة ، والمتأمل يرى عجبا عجابا لا يحاكي أيا من المعارف لأن طريقة عملها خاصة وفريدة ومتألقة لا تخضع لحدود سمات العقل ومواهبه ويتطلب الفهم نوعا كبيرا من الخيال ، ونتيجة لعجز العلماء التام عن تفسير هذا السلوك المتفرد لبنائيات الذرة ومكنوناتها وتفاديا لهذه الورطة أطلقوا اسم (الحركة الكمية الميكانيكية ) ولولا لهذه الخصائص المتفردة الغير المفهومة في طبيعة المادة والمختلفة عن كل أصناف العلوم ما كان هذا البناء الذري الذي به قامت السماوات والأرض وما لاحظنا هذه الظواهر في الكون والمظاهر البديعة في الطبيعة بساحريتها وجمالها البديع وهذا الرونق في بناء الكون بمنظوماته وأجرامه وهو عبارة عن نظام مدهش موزون يأخذ بالألباب والعقول .
وهذه الأسس المحكمة انما كانت بعلم مطلق للعليم الخبير
والذرة تعد نواة في هذا الخلق المبارك بتفاعلاتها وطاقاتها وقواها وأسرارها الخفية ، وكلما تعمق فيها الانسان ازدادت متاهاته ومجاهله ، وأدى ذلك به الى عدم الفهم والحيرة ، والذرة أسرارها المحركة مودعة باحكام في قلبها ونواتها وكتلتها، ولا يستطيع الانسان أن يفهم حقائقها المطلقة ، لذا فالذرة لغزها هو النواة أو القلب وعملها المحرك والعميق لا يخصع للمراقبة أو الدراسة ولا تفسير لذلك في المصطلحات المادية ، وهي في عمل دائب ومستمر ولها غاية ومستقر خاضع لمشيئة مهيمنة ، ومن آياتها الحكيمة وترية وترددات وطواف وسعي لجزيئياتها الغير المرئية في محيطها الذري ، وسرها وغاية غاياتها مسطر ومكنون، وهذا يؤدي بنا الى فهم أسس مغايرة وأعمق بكثير مما يتصور الغرب لهذا الخلق المبارك وفيه من الأسرار العظيمة التي تبعث على الدهشة أودعها العليم الخبير بعلمه المطلق لتكون آية من آياته المسبحة في ملكوته..
ان الثابث الكوني الذي افترضه أينشتاين جعل العلماء يتهافتون لمعرفة الأسس التي يقوم عليها الكون وتقدمت الدراسات والأبحاث الواسعة لمعرفة كنه الطاقة المظلمة في الكون ، وتعتبر الطاقة المظلمة في علم الكونيات شكلا افتراضيا من أشكال الطاقة تخترق الفضاء الكوني ولها الضغط السالب وتعتبر قوة جاذبة طاردة وهي من أشكال المادة بالكون من الضروري وجودها كقوة دافعة ليتسارع الكون في تمدده .
والتركيب الذري هو تركيب في الجسيمات المتماسكة بقوة وقدرة مهيمنة ، ولها ترددات ضوئية وصوتية وهي تشكل بناءا ونسيجا محبوكا باتقان بديع اذن فهناك طاقة عظيمة تمسك الكون ولولا هذه الطاقة لتلاشى الكون وزال وهي التي تبقيه في حالة توازن محكم وبعلم مطلق وهذه القوة أو الطاقة هي التي تحرك المجرات متباعدة وما بين قوة الجذب والطرد فهي في اتساع يزداد الى أجل مسمى .
اذن فلا وجود للفراغ بل هو بناء متكامل ومتماسك والفراغ أو الفضاء هو عبارة عن طاقة خفية وعظيمة وهذه الحقائق العظيمة اللامتناهية هي في حقيقتها نور يعكس قدرة الله في خلقه وابداعه وهذا يتوافق تماما مع نور القمر الذي يعكس ضياء الشمس ، ونحن نرى نور القمر ونعتقد أنه ضوء ، ان آيات الله تترائى للعيان بما فسره الدماغ ومنطقه السليم وهو يرى أبدع خلق وآية ، ولولا أنواره التي هي من نوره ما كان لها أصلا وجود ، وكلما تعمق العلم في جزئيات الذرة ومكنوناتها تراءت له أنوار وعلوم مطلقة مستضاءة بعلم العزيز العليم الحكيم ، والعلم في جزئياتها ومكنوناتها لا يناقض علمها الأوسع ، فسبحان الله وما يسعنا الا أن نكون له من الساجدين وتبارك الله أحسن الخالقين .