اسماء مدير المنتدى
عدد المساهمات : 4125 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/07/2012 العمر : 29 الموقع : https://ibde3nawa3im.yoo7.com
| موضوع: الملك عبد العزيز ال سعود رحمه الله الخميس يناير 31, 2013 10:49 am | |
|
الملك عبد العزيز ال سعود رحمه اللهالإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ولد بالدرعية سنة 1132هـ/1720م، وتولى بعد وفاة والده سنة1179هـ، قال عنه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية: ((هو الخليفة الراشد، والملك الهمام القائد، سلالة الأماجد، الألمعي المهذب، الصارم المجرب، أسد الأسود، مورد الجود، مؤيد السنة، نجل الأكابر، بحر الندى، إمام الهدى وشب شجاعا شهما، فاتكا ماجدا، سائقا للجنود وقائدا. اجتمعت له المكارم والفضائل، وزانت به المجالس والمحافل، طلعت بشائر سعوده مشهودة، وفاق عشائره وجدوده.ولي الملك بعد أبيه فبايعه الناس، ورئيسهم في تلك البيعة شيخ الإسلام. وفتح الله على يديه البلدان والأقطار، وأرعب به ملوك الأمصار؛ وظهر صيته وشاع، وأثنى عليه القريب والبعيد، والتابع والمطاع)).وقال الشيخ محمد بن أحمد الحفظي اليمني:مجدد دين الله بالمرهف الحد ... فيا حبذا التشمير في ذلك القصدبتلك ارتقى أعلى المراتب والمجد ... وأمواله قطعا يصدق بالوعدصفوة التوحيد من كدر الضد ... ونزهه عن قول طاغ ومرتدسلام على من حل نجدا موحدا ... ويدعو إلى التوحيد ذلك قصدهله همة في نصرة الدين والهدى ... وجاهد في ذات الإله بنفسهإمام الهدى عبد العزيز الذي حما ... وأوضح منهاج الهدى وأبانهوقال الشيخ حسن بن محمد بن حسن الحفظي:((هو غرة الزمان، وبهجة المكان والأوان، وخدين المعالي والفضائل والإحسان، الداعي إلى توحيد الله الملك الديان، بالصوافن والهواجن، والكتائب والهندوان، وارث السطوات والعدوات، خالفا عن سالف بلا توان، الباذل لله همته وماله ورجاله والفرسان، أمير المؤمنين، وحامي شريعة سيد المرسلين، بالضرب والطعان، حتى بحمد الله ابلولج، وانهار غسق البهتان)).فهو الإمام العلامة ناصر السنة وقامع البدعة عبد العزيز بن محمد بن سعود أمير المؤمنين في عصره وحامل لواء الجهاد في زمانه في البلاد النجدية وملحقاتها تولى الإمامة بعد أبيه محمد بن سعود رحمه الله وبايعه الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب والأمراء والأجناد والمسلمون بعد وفاة أبيه رحمه الله عام 1179هـ. وقام بالإمامة والدعوة إلى الله سبحانه والجهاد في سبيله أحسن قيام واستمر في ذلك مجاهداً في سبيل الله ناصراً للسنة وقامعاً للبدعة وناشراً لعلوم الشريعة ومناصراً للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ولأنصاره والداعين إلى سبيل الله بسيفه وسنانه وقلمه ولسانه حتى وافته المنية في عام 1218هـ. رحمه الله رحمة واسعة ورفع درجاته في المهديين وضاعف له المثوبة وجزاه عما قدمه للمسلمين من نصر وجهاد ودعوة وتعليم وعناية بشئونهم ومواساة لفقرائهم أحسن الجزاء وأفضله وبارك في أسرته أسرة آل سعود وأسرة آل الشيخ محمد ونصر بهم الحق كما نصره بأولهم وجعلهم من الهداة المهتدين انه جواد كريم. وقد اتسعت رقعة الدولة السعودية الأولى اتساعاً هائلاً، وخاصة في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، وسعود بن عبد العزيز، حيث وصلت حدود الدولة السعودية على أيام سعود بن عبد العزيز إلى جزر البحرين وعُمان وحتى مسقط..واتسعت رقعتها في كل اتجاه بما في ذلك مدن الحجاز، حيث زالت سيادة الدولة العثمانية على الحرمين. وأصبحت كلها منطقة سعودية. أما منالناحية الجنوبية الغربية فقد انضمت إليها منطقة عسير، ثم تبعتها منطقة المخلاف السليماني (جازان) ، كما أدخلت تحت نفوذها أجزاء كبيرة من أراضي إمام اليمن وبَلْدَانه المهمة، خاصة الساحلية، وقد ازداد توغلها في الساحل اليمني حتى أوشكت أن تستولي على عدن، ومن الجنوب امتدت رقعتها حتى الربع الخالي. بل إنّ غاراتها وصلت إلى مشارف حضرموت. أما من ناحية الشمال فقد أدخلت تحت طاعتها جميع أجزاء الجزيرة العربية الشمالية، ومدَّت لها نوعاً من النفوذ في أماكن من العراق والشام تمثل في دفع بعض القبائل هناك الزكاة إليه.نشأته العلمية وحداثة سنه:وعبد العزيز كان تلميذاً وطالباً للعلم على الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فرباه أحسن تربية علمية، ونماه بعلوم الشرع، كما نماه والده بعلوم الجهاد والإمارة. فاجتمعت فيه الخصلتان الغاليتان العلم والقوة.وما أحسن وأبلغ اجتماع تلك الخصلتين في رجل ولي أمور المسلين، إنه نتاج تربية العلماء والأمراء، أولئك يربون على العلم والدين، وهؤلاء يربون على الحكم والقوة. فأعظم بها طريقة، ثم أعظم بأثرها، وما عداها فطريقة يلحقها من النقص بقدر ما بعدت عن ذلك.وللإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود الذي بويع إماماً للمسلمين بعد وفاة أبيه سنة 1179هـ مكانة خاصة من أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية، فمنذ كان صغير السن، كان له اهتمام بعلم الشيخ، فقد كتب للشيخ وهو بالعيينة يطلب منه أن يكتب له تفسير (الفاتحة) فكتبها له وهو إذ ذاك صغير السن قد ناهز الاحتلام.من صفاته وأخلاقه رحمه الله:"وكان عبد العزيز كثير الخوف من الله، كثير الذكر لله، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، لا تأخذه في لله لومة لائم، ينفّذ الحق ولو في أهل بيته وعشيرته، لا يتعاظم عظيماً إذا ظلم فيقمعه عن الظلم، وينفِّذ الحق فيه، ولا يتصاغر حقيراً ظُلم فيأخذ له الحق ولو كان بعيد الوطن، وكان لا يكترث في لباسه ولا سلاحه.."قال ابن بشر عن الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود المتوفى سنة (1218هـ) :"وكان لا يخرج من المسجد بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس ويصلي فيه صلاة الضحى، وقد ذكر لي بعض من أثق به أنه كان يكثر الدعاء لهم في ورده، قال وسمعته يقول: اللهم أَبق فيهم كلمة لا إله إلا الله حتى يستقيموا عليها ولا يحيدوا عنها"من رسائل العلمية والدعوية:(1)قال الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في رسالته إلى أحمد بن علي القاسمي: «وأما قولك أن ناسًا من أصحابنا ينقمون عليكم في تعظيم النبي المختار صلى الله عليه وسلم، فنقول بل الله سبحانه افترض على الناس محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، وأن يكون أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم والناس أجمعين، لكن لم يأمرنا بالغلو فيه وإطرائه، بل هو صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك»(2)"من عبد العزيز بن محمد بن سعود" إلى من يراه من العلماء، والقضاة, في الحرمين، والشام، ومصر، والعراق، وسائر علماء المشرق، والمغرب.سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:أما بعد، فإن الله عز وجل شأنه، وتعالى سلطانه لم يخلق الخلق عبثاً، ولا تركهم سدى وإنما خلقهم لعبادته، فأمرهم بطاعته وحذرهم مخالفته، وأخبرهم تعالى أن الجزاء واقع لا محالة، أما في ناره بعدله، أو في جنته بفضله ورحمته، قد أخبر عز وجل بذلك في كل كتاب أنزله، وعلى لسان كل رسول أرسله، كما نطقت بذلك الآيات القرآنية، وأخبرتنا به الأحاديث النبوية.قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ...........فصلفالمتعين على كل مسلم صرف همته وعزائم أمره إلى ربه تبارك وتعالى، بالإقبال إليه والإتكال عليه، والقيام بحق العبودية لله عز وجل، فإذا مات موحداً شفع الله فيه نبيه.بخلاف من أهمل ذلك وتركه، وارتكب ضده من الإقبال إلى غير الله بالتوكل عليه، ورجائه فيما لا يمكن وجوده إلا من عند الله، والالتجاء إلى ذلك الغير, مقبلاً على شفاعته متوكلاً عليها، طالباً لها من النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره، راغباً إليه فيها، تاركاً ما هو المطلوب المتعين عليه، من اخلاص للعبادة لله وطلب الشفاعة منه، فهذا بعينه فعل المشركين واعتقادهم، ولم تنشأ فتنة في الوجود إلا بهذا الاعتقاد......إلخ ما جاء في الرسالة.ثناء العلماء عليه والمؤرخين :قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في توضيح الخلاق:((ناصر السنة والدين وخاذل البدعة والمشركين المجاهد في سبيل الله إيماناً واحتساباً والداعي إلى الله إيجاباً نجله الأواه المعتصم بالله الحميد المحمود، عبد العزيز بن محمد بن سعود فجاهد في الله واجتهد، وبذل نفسه لله وأمد، فأفشى الله به الإسلام وأوسعه، واضمحل به الباطل وقمعه، ولا قام صاحب باطل وهوى على إطفاء نور الله إلا وأهلكه الله في ساعة قصيرة فلله الحمد والمنة)).وقال الشوكاني:"ومن دخل تحت حوزته أقام الصلاة والزكاة والصيام وسائر شعائر الإسلام، ودخل في طاعته من عرب الشام الساكنين ما بين الحجاز، وصعدة غالبهم إما رغبة وإما رهبة، وصاروا مقيمين لفرائض الدين بعد أن كانوا لا يعرفون من الإسلام شيئا، ولا يقومون بشيء من واجباته إلا مجرد التكلم بلفظ الشهادتين على ما في لفظهم من عوج، وبالجملة فكانوا في جاهلية جهلاء كما تواترت بذلك الأخبار إلينا، ثم صاروا الآن يصلون الصلوات لأوقاتها، ويأتون بسائر الأركان الإسلامية على أبلغ صفاتها"وقال لوريمر وهو إنجليزي في كتاب (دليل الخليج والجزيرة العربية) ."وكان اتجاه حكومة نجد بالنسبة للحكومات قبلها متحضراً جداً اذ كان تطبيق الشرع، وسيادة النظام من بين اهدافها، فضلاً عن القضاء على الحروب المحلية، وانتهت الحرية المطلقة التي كان يمارسها الأعراب في تسوية خلافاتهم، واعتداء بعضهم على بعض، اذ كانت مسؤولية القضاء على النهب، والسلب، والجرائم الأخرى ملقاة على عاتق الأمراء الذين تعينهم الدولة، وتحاسبهم على تنفيذ ذلك حساباً عسيراً".وقال الشيخ حمود التويجري في إتحاف الجماعة: ((وقد وقع الأمر طبق ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح، وعظم افتتان أهل تبالة ومن حولهم من القبائل بذي الخلصة، وأعادوا سيرتها الأولى في الجاهلية، حتى ظهر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، فدعا إلى التوحيد، وجدد ما اندرس من معالم الدين، وسعى في محو الشرك ووسائله وما يدعو إليه ويرغب فيه، فبعث إمام المسلمين في ذلك الزمان - وهو عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمة الله تعالى عليه وعلى من كان السبب في إمامته - جماعة من المسلمين إلى ذي الخلصة، فخربوها، وهدموا بعض بنائها، وبقي بعضه قائمًا، وزال الافتنان بها في زمن ولاية النجديين على الحجاز، ولما زالت ولايتهم عن الحجاز؛ عاد الجهال إلى ما كانوا عليه من الافتنان بها، حتى ولي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود على الحجاز وما حوله، فبعث عامله على تلك النواحي جماعة من المسلمين، فهدموا ما بقي من بنائها، ورموا بأنقاضها في الوادي، فعفى بعد ذلك رسمها، وانقطع أثرها، ولله الحمد والمنة)).الغارة على كربلاء سنة 1216 هـ/ 1802 م وقتال الرافضة:"ولقد فشلت تماما تلك الحملات المتكررة التي قام بها ولاة البصرة وبغداد منالترك مع حلفائهم من آل المنتفق عام 1797م، وحملة كخيا علي باشا سنة 1798 م في إجلاء الوهابيين من الحسا. وانتهت هذه الحملات بتهادن عبد العزيز ووالي بغداد لمدة ست سنوات، ولكن صلات الوهابيين الودية مع بغداد والأشراف لم يطل أمدها.فداهم سعود بن عبد العزيز مدينة كربلاء في 18 ذي الحجة عام 1216 هـ (21 إبريل 1802 م) قال بعض المؤرخين:"وفيها سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة، ومن جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وغير ذلك، وقصد أرض كربلاء ونازل أهل بلد الحسين ، فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة، وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين". ضم الحجاز:بعد ما انتهت أعمال الحج دخل سعود بن عبد العزيز مكة المكرمة وذلك في يوم السبت 8 محرم الحرام سنة 1218 هـ "30 إبريل سنة 1853 م" ، ولم يلق سعود أي معارضة من قبل المواطنين، وعين الشريف عبد المعين شقيق غالب أميرا على مكة وتوجه بنفسه إلى الإصلاح.قال ابن بشر:"ودخل سعود مكة واستولى عليها، وأعطى أهلها الأمان وبذل فيها من الصدقات والعطاء لأهلها شيئا كثيرا. فلما فرغ سعود والمسلمون من الطواف والسعي تفرق أهل النواحي يهدمون القباب التي بنيت على القبور والمشاهد الشركية.وكان في مكة من هذا النوع شيء كثير في أسفلها وأعلاها ووسطها وبيوتها فأقام فيها أكثر من عشرين يوما ولبث المسلمون في تلك القباب بضعة عشر يوما يهدمون. يباكرون إلى هدمها كل يوم وللواحد الأحد يتقربون حتى لم يبق في مكة شيء من تلك المشاهد والقباب إلا أعدموها وجعلوها ترابا".يقول الراهب هيوجس (Huges) :"لم يصب المواطنين أي أذى لأجل قداسة الحرم. وبعد أن تولى الإمارة أهل نجد عمرت المساجد حتى أن هذا المنظر من الزهد والطاعة لم ير له مثيل في هذا البلد الأمين بعد عهد النبوة".وكتب معاصر أوروبي آخر وهو برك هارت:"مازال أهل مكة يذكرون اسم سعود بالشكر والرضى حتى الآن، وما زالت معاملة الجنود الطيبة تذكر بثناء ومدح، وبالخصوص معاملتهم في أيام الحج والزيارات. ولم يستطيعوا أن ينسوا تلك المعاملة العادلة التي شاهدوها من جيوشه" وزيادة على هذا أجبر الناس كلهم على الصلاة مع الجماعة، ودمرت آلات التنباك والملابس الحريرية، وألغيت المكوس والرسوم التي لا يقرها الشرع الإسلامي .وقضي على تعدد الجماعات في الصلوات، وبدأ الناس يصلون وراء إمام واحد، وبدأ علماء المذاهب المختلفة يصلون بالناس في أوقات مختلفة".ووزعت رسالة ألفها الشيخ عبد الله بن شيخ الإسلام في توضيح عقائد أهل نجد وطريقتهم، وذكر فيها بكل تصريح هدم القباب والزوايا وبحث في المسائل الأخرى المختلف فيها. وحسبما يروي دحلان أمر بتدريس رسالة "كشف الشبهات" لشيخ الإسلام.استشهاد الأمير عبد العزيز:في 18 رجب سنة 1218 هـ (4 نوفمبر سنة 1803م) حينما كان الأمير عبد العزيز يصلي بالناس صلاة العصر حسب عادته، وبينما كان ساجدا بين يدي ربه إذ هجم عليه ظالم بخنجر وقتله. ويروى أن الذي قتله كان رافضيا إيرانيا, وكان يقيم بالدرعية يتربص الدوائر لكي يتمكن من أخذ ثأره، وكان الأمير عبد العزيز يكرمه لغربته وظهور صلاحه، ولكنه بقي ينتظر الفرصة مدة سنة كاملة حتى تمكن من إرواء غليله بقتل الأمير عبد العزيز.فكانت مدة حكم عبد العزيز بن محمد بن سعود من سنة 1179 هـ (سنة 1765 م) إلى سنة 1218 هـ (1803 م) أي مدة تسعة وثلاثين عامًا. فرحمه الله رحمة واسعة.نماذج من فتاوى الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعودمن كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية(1)سئل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود: عن ألفاظ الأذان، هل ورد من طريق مقبول: حي على خير العمل؟فأجاب: لم نقف على شيء من ذلك، بل الذي ثبت في الصحاح والمساند والسنن: أذان بلال، المشهور عند الناس اليوم، وأذان أبي محذورة، وفيه زيادة على أذان بلال، وليس في لفظ الأذانين شيء من ذلك فيما وقفنا عليه. ولو فرض أنه ورد في حديث ضعيف، لم يجز أن يترك الحديث المشهور، أو يزاد فيه شيء لم يصح عند أهل الحديث ونقاده، كالبخاري، ومسلم، وأهل السنن، والله أعلم.(2)سئل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود: عن قول عمار: " من صام اليوم الذي يشك فيه، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم "، هل هذا من قول عمار؟ أو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟فأجاب: بل هو من قول عمار، بدليل صيغة اللفظ، ولكنه عند العلماء في حكم المرفوع، لأن مثل هذا لا يقال بالرأي، وذلك كقول الصحابي: من السنة كذا، أو أمرنا بكذا.(3)وسئل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود: عن نكاح المتعة، الوارد في حله قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} الآية [سورة النساء آية: 24] ، هل ورد له ناسخ؟فأجاب: ثبتت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحريمه، كما ثبت في الصحيحين، من حديث علي رضي الله عنه وغيره من الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين.وأما الآية: فليس فيها تصريح بحل المتعة، وإنما فيها الأمر بإيتاء المستمتَع به من النساء أجورهن، وهذا يعم كل من دخل بها من النساء؛ فإنه أمر بأن يعطي جميع الصداق، بخلاف المطلقة قبل الدخول، التي لم يستمتع بها، فإنها لا تستحق إلا نصفه.وأما ما ورد في بعض القراءات: {إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً} ، فقيل: ليست هذه متواترة، وغايتها أن تكون كأخبار الآحاد; ونحن لا ننكر أن المتعة أحلت في أول الإسلام، ثم حرمت، فيكون هذا الحرف منسوخاً بما ثبت في الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم متعة النساء يوم خيبر.(4)سئل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود عما جاء في بعض كتب الحديث ما معناه: إنه "يرد على الحوض جماعة من أصحابي، فيعدل بهم ذات الشمال"، هل ورد في تعيينهم أثر خاص ... إلخ؟فأجاب: هذه الأحاديث ثابتة في الصحاح والمساند، لكن لم يرد نص فيما علمنا بتعيينهم، وذكر العلماء أن هذا في أهل الردة، الذين ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كأصحاب مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، وكثير من بوادي العرب، الذين جاهدهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة، حتى أدخلهم في الإسلام الذي خرجوا منه، وقتلوا منهم من قتلوا؛ فعلى هؤلاء تنَزل هذه الأحاديث، وهذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، من هذه الأمة.وأما من جعلها متناولة لأكثر الصحابة وخيارهم، الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، من السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، فقد كذب وافترى، واتبع غير سبيل المؤمنين.وهؤلاء كأهل البدع، من الروافض والخوارج، الذين كفروا جمهور الصحابة رضي الله عنهم، فهؤلاء وأمثالهم ممن استحوذ عليهم الشيطان، فأضلهم عن الصراط المستقيم.وجعلوا من أصول دينهم: التبري من جمهور الصحابة، وبغضهم، وسبهم، لأنهم ظنوا أن ذلك من إتمام التولي لعلي، وأهل البيت رضي الله عنهم؛ وهذا من حمقهم وجهلهم، نعوذ بالله من الخذلان.وأما أهل السنة والجماعة فيتولون أهل البيت، وجميع الصحابة رضي الله عنهم، الذين ثبتوا على الإسلام، وجاهدوا المرتدين، وما أحسن ما قال بعض أهل السنة:إن كان نصبا حب صحب محمد فليشهد الثقلان أني ناصبيوذلك أن الروافض يسمون أهل السنة ناصبة، أي: أنهم نصبوا العداوة لأهل البيت، وقد تواتر عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه قال في خلافته على منبر الكوفة: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر) ، وقال: (لا أوتى برجل يفضل على أبي بكر، إلا جلدته حد المفتري) . ونسأل الله تعالى: أن يهدينا وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه من القول والعمل، ويجنبنا ما يسخطه من المعاصي والزلل، وأن يجعلنا ممن يتبع كتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان، ويعيذنا من التفرق والاختلاف، ويرزقنا الاجتماع والائتلاف، على دينه القويم، وصراطه المستقيم؛ وفي هذا بيان لمن أراد الله هدايته، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم 1212 هـ. | |
|