اسماء مدير المنتدى
عدد المساهمات : 4125 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/07/2012 العمر : 29 الموقع : https://ibde3nawa3im.yoo7.com
| موضوع: الصبر على طول الطريق الأحد نوفمبر 17, 2013 3:41 pm | |
| د. يوسف القرضاوي المخلص لا يحمله طول الطريق، واستبطاء الثمرة، وتأخر النجاح، ومتاعب العمل مع الناس المختلفين في أذواقهم وميولهم، على الكسل والتراخي أو التفلت، أو التوقف في منتصف الطريق، إنه لا يعمل للنجاح فحسب، أو للنصر فقط، بل لرضا الله وامتثال أمره قبل كل شيء، وبعد كل شيء، وقد عاش نوح شيخ المرسلين في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، يدعو ويبلغ ولم يؤمن معه إلا قليل، برغم تفننه في أساليب الدعوة، وتنويع أوقاتها، وتغيير صيغها، كما قال الله تعالى على لسانه: "رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَارًا وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا" (نوح:5-7) ومع هذا ظل نوح عليه السلام تسعمائة وخمسين عاما يدعو قومه، تعاقب عليه نحو أربعين جيلا، وهم عنه معرضون، وهو عليهم حريص. وحكى القرآن الكريم لنا نموذجا مؤمنا في سورة البروج، قدموا أرواحهم في سبيل الله، وصبروا على اصطلاء النار ذات الوقود، والكفرة الطغاة عليهم شهود، ولم يبالوا بما أصابهم في سبيل الله، ولم يقولوا: ماذا يفيد استشهادنا لدعوتنا؟ لأن عليهم الثبات والبذل. وعلى الله إنجاح الدعوة، ومن يدري لعل دماءهم تكون هي الغذاء لشجرة الإيمان من بعدهم! إن عمل المخلص أساسا لله عز وجل، فهو ثابت عليه، مستمر فيه، أما الثمرة والنتيجة في الدنيا، فهو يدعها لله تعالى: يهيئ أسبابها، ويحدد أجلها، وما عليه إلا أن يتحرى ويجتهد وسعه، فإن تحققت فالحمد لله، وإن تعثرت أو تعذرت، فلا حول ولا قوة إلا بالله. إن الله لا يسأل الناس في الآخرة: لماذا لم ينتصروا، ولكن يسألهم: لماذا لم تجاهدوا؟ ولا يسألهم: لماذا لم تنجحوا، بل يسألهم: لماذا لم تعملوا؟! ــــــــــ - من كتاب "النية والإخلاص" للعلامة القرضاوي. - طالع الكتاب |
| |
|