خلجات الروح
في الأرض , قبل الفجر وتصلبت يداه المقبضتين على مقودي المحراث وغديتا متلحمتين بخشبه ..
مشدوه النظر في نجوم السماء المتلئلئة في المجرات والوقت مرّ حتى ما أن حل الفجر,
عندها جفل من سفره بين الكواكب على خوار ثوره المنتظر في الحرث .
خجل الفلاح العاشق من نفسه لأنه قد أتى به للعمل ولكنه وبغفلته جعله ينتظر ..
فكّ عنه الطوق وسار به للحقل وأعطاه حريته كٌل اليوم .
..
وأمّا يوسف , هاهو يصعد التلة ككل يوم لينتظر عودة فتاة تعرف عليها في بساتين النخيل وتمشيا معاً العصاري طوال مسير الجدول ..
لقد قالت له بأنها ستودعه غداً لتعود وطنها
فأتت به لقمة هذه التلّة وقالت له الى اللقاء قبل أن تأتي ومضة ملتهبة من السماء وتختفي فيها وترحل.
مرّت شهورٌ على ذلك , فقد ترك الذهاب للمدرسة .