الخديعة
هناك ومن التلال البعيدة كان عويل الذئاب يشق سكون الليل , وهنا خلف الصخور المطلة على الطريق المتعرج حولها أختبئ لصان ملثمان ومسلحان وينتظران.
- ياليتني قضيت ليلتي مع ثُريا على سطح دارها وما استمعتُ لنِدائَكْ.
- هششششش دعنا نسترق السمع!
- هاقد مرت ساعة أو أكثر ولم نسمع شيئاً , قد لايأتيان الليلة ؟
- اسكت ياثور فالأصوات تسمع من بعيد في الليل ... فأنا متأكد من قدومهما , أمس, سمعتهما يتهامسان بذلك لمّا ظناني نائماً ورددا مراراً هذا الطريق المهجور .
- ولكن كيف سيتسنى لنا معرفة أن الغنيمة ستكون بحوزتهما قبل مهاجمتهما ؟
- هه , سأفهم ياغبي أنظر للأراضي المضوية من البدر حواليك , إنه كالنهار , نظرة واحدة من قاطع طرق متمرس كالذي أمامك تكفي لسبر أغوار حملهما , كفى ثرثرة .
- وهل أن ال...؟
وبصوتٍ خافت
- أخرس أنهما قادمان .
- أنه لوحده وأين الآخر؟
- لا أدري , دعه يقترب .
وبخطوات متثاقلة وبطيئة أتى رجل متأرجحاً وهو يتأوه من الآم حتى ما أن توقف عن السير , رقد بعدها على ركبتيه للحظة قبل أن يميل على جانبه في الطريق الترابي المتروك وبلاحراك .
خرج الأخان من مخبأهما ونزلا من الصخور وأياديهم تقبضُ على مقابض خنجريهما واقتربا من الرجل الطريح من كلا الجانبين .
كان مضرجا بالدماء ومبتور اليد ومهشم الوجه .
دبّ الهلع قلبيهما من هول ما رأوه .
ولكنهما أحسيا بمشاعرٍ غريبة تغمرهما فحدقا كُلٌ لمصدره , كانت عشرات الذئاب المتقدة الأعين تُحيطهم من الأطراف المرتفعة وهاقد بدأت تُزمجرُ سويةً .