في "مترو" دبي
لم تكن زيارته الاولى الى دبي .. لكنها المره الاولى التي يروم الصعود في مترو دبي بعد اكتمال هذا المشروع الرائع .. و قف مرتبكا امام لوحه التي تبين محطات الخط الاحمر و الاخضر لا يدري كيف يستخدم المترو نظر من حوله فلاحظ كيفيه وضع البطاقة على البوابه الالكترونيه فتنفتح , تقدم الى كشك التذاكر و لم يحدد بعد جهته .. ابتسمت الموظفه و كأنها تشجعه على تجاوز الارتباك ... و قالت من خلف ابتسامه اسيويه و بلغه انجليزيه واضحه :
- صباح الخير سيدي ... اين وجهتك ؟
- الحقيقه انها المره الاولى ... و لا أعرف اين اذهب ... اي مول
- ما رأيك بمول الامارات ... فمحطة المترو في داخله هو اسهل لك
- حسنا ... كم من فضلك ؟
دفع لها بالنقود ... لذهاب و عوده ... و استفسر منها على اي رصيف ينتظر القطار و ووجهته و نزل الى الاسفل ... و بعد ثلاث دقائق وصل القطار و فتحت الابواب و اندفع الركاب بالاتجاهين صعودا و نزولا ... امسك بمقبض قريب و عيناه لا تترك شارده او وارده ينظر الى الوجوه و يقرأ اعلانات التنبيه من المخالفات ... يستمع الى صوت المذيع بوصول المحطه التاليه ... وعبارة الابواب تغلق ... و أخذت ارضيه القطار منه دقائق يتمعن بتنسيق الالوان و هو يحدث نفسه : ثلاث درجات من الازرق مع لون صحراوي روعه ... و بعد حوالي خمسه و عشرون دقيقه ... وصل الى مول الامارات ... و طاف به و شاهد التزلج على الثلج .. و تناول طعام الغداء ... عاد الى المترو بأقل رهبه و اثاره و احساس بالملل يتسلل الى نفسه... فوقف الى جانب فتاة ما رأى بجمالها و رقتها و انوثتها ... عمرها قد تجاوز العشرين بقليل تلبس فستان بأزهار صغيره كثيره ... جميع الالوان و كأن صانع القماش دخل كتاب غينيس للأرقام القياسيه تحت بند القماش الذي ضم اكبر عدد من الالوان و مشتقاتها ... تأمل وجهها و هي شارده الذهن .. و بعد برهه نظرت اليه ... فأبتسمت و هي ترى ذهول وقع جمالها عليه ... و أخفضت عينيها الزرقاوتان و كأنها تمنحه فرصه للنجاة ... و اتبعتها بنظره و ابتسامه فسألته
بلهجه روسيه و لغه انجليزيه ذكرته بأفلام الكرتون الروسيه :
- هل أنت عربي ؟
- نعم
فزادت من ابتسامتها ... و كأنها عرفت سبب افتراسها بنظراته ... و استمع كل قواه و سألها بود :
- انت من روسيا ؟
- نعم
- أ .... هل .....
- ماذا ... قل ... ماذا؟
- لا أعرف ما أقول ... لكن ....
- لقد اقتربت محطتي ... هيا قل
- هل ممكن رقم هاتفك؟
ضحكت بكل حياء ... و هي تهز رأسها ... و قالت :
- الكل يتمنى ان يتحول الحلم الى حقيقه ... لكنك ستتمنى ان تكون الحقيقه حلما .
و توقف المترو ... و نزلت و لم تنظر اليه ... و اغلقت الابواب ... و كلما صعد مترو دبي يبحث بين الوجوه عن تلك الروسيه ...
تمت
2012