الحب يأتي في حينه.....
-اعتادت أن تبحث عنه دائما في كل الأماكن و الأشخاص....تبحث عن رجلها الذي لا يخدع أو يخون..رجلها الذي انتظرته كل هذه السنين....رجلا مميزا لأجلها..طويلا أنيقا ذكيا طموحا مثقفا،و الأهم من كل هذا أن يحبها هي فقط لا لجمالها أوذكائها بل يحب عفويتها و مرحها ... يحب الطفلة فيها...يتحمل غضبها و جنونها و مزاجها...
-كانت كل ليلة تكتب له رسالة في دفترها...تروي شوقها و أحلامها الكبيرة....تذكرت في تلك الأثناء حبها الطفولي الأول الذي كان مؤلما بالنسبة لصغيرة مثلها...كما تذكرت من كانت هي حبه لكنها لم تستطع أن تبادله المشاعر فعرفته على صديقتها و ساعدته...لقد كانت طفلة كبيرة و مجنونة .....
-مرت كل مراحل حياتها بعد ذلك متشابهة لا تملؤها سوى الدراسة و العمل....انتظرت طويلا، و لما تأخر فارس أحلامها عن الظهور،قررت أن تبحث عنه بنفسها،لكن كيف؟؟.....أول ما خطر على بالها "الانترنيت؟؟"...فما سمعته و شاهدته في قصص المسلسلات، جعلها تتأكد أن فارسها لن يكون إلا هناك منهمكا في ثقافته .....أغمضت عينيها محاولة النوم حتى يأتي الصباح، و تتجه الى المقهى الالكتروني أمام الجامعة....
-خرجت مسرعة تحاول ضبط خطواتها حتى لا تسقط ،متسائلة هل سأجده؟؟ دخلت،فتحت الحاسوب، سجلت اسمها، و بقيت تنتظر الرسائل...دقائق تمر طويلة...وصلتها رسائل عديدة كادت تفقدها الأمل بأن هذا الموقع يحوي مثقفين أصلا؟.....قررت الخروج قبل أن تصلها رسالة منه، إنه هو بنفس المواصفات التي تريد، ردت عليه بسرعة و بلهفة لم تخجل حتى من اظهارها....استجاب لسحر و قوة كلماتها،اتفقا على لقاء آخر عبر الرسائل في أقرب فرصة......
-كانت دقات قلبها تتزايد كلما فتحت رسائله، و رغم أنه كان كتوما جدا إلا أنها قرأت شوقه الذي يختبئ خلف كلماته....أصبحت لا تشعر بالوقت أبدا،و لا تشعر بأنها أنثى إلا معه....،قالت له كل الكلام الذي كانت تكتبه في دفترها الخاص....
-" أصبحت لا أطيق صبرا لابد أن أراك يا زهرة الزهور...يا درتي المكنونة و جوهرتي المصونة..." وجدت هذه الرسالة منه ،أحست بفرح غامر لأنها ستراه أخيرا،لكنها فجأة تذكرت شيئا مخيفا سبب لها قلقا و حزنا ... و رغم ذلك أرسلت له رسالة تحدد فيها موعد لقاءهما عبر الانترنت حتى تتوضح كل الأمور بينهما، و غادرت...... مرت ساعات قبل أن تعود فوجدته متلهفا قلقا أكثر منها، الآن سيريان بعض....كانت متأكدة أنه سيكون حبيبها، فبعد هذا الحب الجارف و الخاص بينهما لابد أن تنتهي قصتهما بارتباط يمحي كل الحواجز و المسافات....لكنها بدلا من ذلك استيقظت على صوت صديقتها تنبهها أن وقت المحاضرة قريب، و تسألها عن سر الدموع في عينيها، فأجابتها بغموض: " لا تحلمي أحلاما كبيرة حتى لا تصابي بخيبات كبيرة...." و حاولت التبسم و شكرت صديقتها لأنها أيقظتها من ذكريات لا تنسى رغم مرارتها،و لأنها جنبتها مرارة تذكر فراقهما بسبب شيئ تافه آلمها أكثر من فراقه نفسه.....لقد دفعت ثمن تدخلها في لعبة القدر غاليا،أرادت أن تجد رجلها لكنها لم تجد سوى آلام لم تمحى....
- استسلمت لقدرها لحياتها ، وحاولت نسيان كل الماضي، قررت أن تدع الحب يأتي وحده عفويا و صادقا....حتى فاجأها أهلها يوما بأن هناك من يريد خطبتها....أرادت أن ترفض أن تقول بأنها لا تريد الزواج بهذه الطريقة،لكنها توقفت إذ لم تجد جوابا لسؤال يصرخ في عقلها : ليس لديك حبيب، ترفضين لأجل من إذن؟؟
- تمت الخطوبة و الزواج سريعا.....و بعد أشهر قليلة عرفت أنه هو...أجل هو من كتبت له كل تلك الكلمات في دفترها...هو من لم تندم يوما على حبه،رجلها الذي حمله القدر إليها ....نظرت للسماء متذكرة كل الكلمات التي قالتها يوما لمن لا يستحقها...وندمت لأنها لم تترك تلك الكلمات عذراء لأجل زوجها و حبيبها و بسمتها.....
-تمت-
